ثورة 21 سبتمبر اجتثت قوى ومراكز النفوذ وأفشلت المخطّطات الأمريكية السعودية في تقسيم اليمن وتحويله إلى أقاليم متناحرة
سياسيون وأكاديميون وحقوقيون وإعلاميون لـ “المسيرة”:
المسيرة – هاني أحمد علي:
في الـ21 من سبتمبر 2014م، كان الشعبُ اليمنيُّ على موعد مع الحرية والكرامة عندما قال كلمته من ساحات وميادين العزة، ليسمع العالم صداها بأنه لم يعد بعد هذا اليوم مكان للوصاية والتبعية وحكم السفراء والسفارات، وبالتالي كانت هذه الثورة المباركة من أشرف وأبرز الثورات في تاريخ اليمن؛ كونها لم تقم ضد فرد أَو جماعة، بل ثورة ضد الوصاية والارتهان والتبعية للخارج، ثورة نحو التحرّر من مخلفات الاستعمار وإنقاذ اليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً من مؤامرة إقليمية ودولية، أرادت لهذا الشعب البقاءَ تحت رحمة الخارج.
لقد مثّلت ثورةُ الـ٢١ من سبتمبر نقطةَ تحول كبير في تاريخ اليمن والمنطقة عُمُـومًا، حيث جاءت والجميعُ يعيش حالةً من الارتهان والخضوع لقوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، وما العدوانُ والحصارُ على الشعب اليمني منذ أكثر من 5 سنوات إلا خير دليل على صوابية الثورة التي أعادت الوضع اليمني إلى مساره الطبيعي بعد انحرافه كَثيراً، وفقدت الدولةُ قرارها السياسي وسيادتها الوطنية وأصبح السفير السعودي والأمريكي ومعهما اللجنة الخَاصَّة هما سيدا الموقف باليمن.
وبهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب اليمنيين، الذكرى السادسة لثورة الـ 21 سبتمبر، أجرت صحيفةُ “المسيرة” استطلاعاً مع عدد من السياسيين والأكاديميين والحقوقيين، فكانت هذه الحصيلة:
21 سبتمبر مثّلت الأمل لكل مواطن حر
يؤكّـد الأُستاذ ياسر الحوري -أمين سر المجلس السياسي الأعلى-، أنَّ ثورةَ ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م اجتثت قوىً ومراكزَ نفوذ جثمت على صدر الشعب اليمني لعشرات السنين، ونهبت ثروات اليمن وصادرت إرادته وألحقته بالوصاية الخارجية، ووصمت بالذل والهوان والفقر والحاجة والعوز.
ويضيف الحوري في تصريح لصحيفة المسيرة، أن الفسادَ الذي كان قائماً فشلت في مواجهته مختلف القوى والأحزاب السياسية المعارضة، بل إن الكثير منها تم احتواؤها وتدجينها، أَو على الأقل احتواء وتدجين قيادتها، إلى أن جاء التغيير عبر التضحيات الشجاعة التي قدمها أبطال ٢١ سبتمبر٢٠١٤م تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة، في ظل مخاتلة قوى الداخل التي تعمل بحسب التوجيهات الخارجية، على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل المتوافق عليها من خلال رفضها للشراكة والاستمرار في إقصاء الآخر، بل والذهاب لتقسيم اليمن إلى دويلات تحت غطاء الأقلمة.
ويوضح أمين سر المجلس السياسي الأعلى، أن فجرَ 21 سبتمبر مثّل الأمل لدى كُـلّ مواطن غيور على استقلال اليمن وسيادته وتحرّره، ولو لم تكن هذه الثورة المباركة لما تحقّق هذا الصمودُ العظيمُ للشعب اليمني في مواجهة العدوان والحصار الذي كان مخطّطاً ضد اليمن، سواء تمت ثورة سبتمبر أَو لم تتم، مبينًا أن ثورة 21 سبتمبر كانت مدخلاً مهمًّا للتعبير عن قوة وحكمة وبأس أبناء الشعب اليمني، في زمن انكسرت فيه إرادَة الفرد وثقته في نفسه وقدرته على الأقل في المجتمعات العربية والإسلامية، التي صنعت فيها أنظمة خانعة لإرادَة ورغبات قوى النفوذ والهيمنة.
أول ثورة عربية حقيقية
بدوره، يقول المحامي محمد عبدالمؤمن الشامي-رئيس مركز وطن للدراسات والاستشارات-: إن اليمنَ تعرّض عبر السنوات الماضية إلى حملة تدمير مُمَنهجة ومدروسة من قبل النخبة السياسية والحكومات المتعاقبة التي تعاونت مع القوى الإقليمية لإبقاء اليمن في حالة فشل، وإبقاء الحال على ما هو عليه، مما أثَّر بشكل كبير على حياة اليمنيين اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا وثقافيًّا، إضافةً إلى استمرار الهيمنة السعودية على الحكومات المتعاقبة ومؤسّساته في إطار مخطّط عدواني؛ بهَدفِ تجويع الشعب اليمني، بطريقة ممنهجة ومقصودة الهدف منها تركيع اليمن؛ لذلك ومن هنا جاءت ثورة 21 سبتمبر والالتفاف الشعبي حولها، خَاصَّة أنها جاءت تصحيحاً لثورة 11 فبراير، في وقت بلغت المشاريع الطامعة والمؤامرات والأزمات ذروتها لتمزيق وتفتيت نسيج الشعب اليمني وإثارة الانقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية؛ لذلك جاءت ثورة 21 سبتمبر؛ مِن أجلِ إعادة الاعتبار والكرامة للشعب اليمني.
أيضاً أفشلت المخطّطات الأمريكية السعودية في تقسيم اليمن إلى أقاليم متناحرة، ويشير المحامي الشامي في تصريح لصحيفة المسيرة، إلى أن ثورة 21 سبتمبر أسقطت الوصاية وجاءت لتمثّل تطلعات وطموحات اليمنيين لذلك، فواجهت عدواناً سعوديًّا إماراتيًّا أمريكيًّا منذ 26 مارس 2015م، وَهذا ما يؤكّـد حقيقة أن الهدف الأول من هذا العدوان هو تمزيق اليمن وتفتيته، وخير دليل وشاهد في هذه الأيّام هو حال المناطق الجنوبية التي أصبحت ساحات للقتال فيما بين المرتزِقة، وهذا ما تريده دولُ العدوان السعودي والإماراتي والأمريكي، ليس بالمحافظات الجنوبية فحسب بل لجميع محافظات ومدن اليمن، فبعد أن فشل مخطّطُ دول العدوان في تجزئة اليمن باسم الأقاليم عبر الفارّ عبد ربه منصور هادي الذي قدم استقالته في يناير 2015م، شنّت طائراتُ دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي غاراتها الجوية على العاصمة صنعاء، وأعلنت السعودية من واشنطن بداية العدوان على اليمن تحت مسمّى (عاصفة الحزم) بتاريخ 26 مارس 2015م.
ويواصل الشامي بقوله: “ومنذ اللحظات الأولى للعدوان، عمد إلى استهداف المحافظات الشمالية والجنوبية واستهداف المدنيين، قتل وتدمير مستمر طال البشر والشجر والطير والحجر، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية، وحصار شامل برًّا وبحراً وجوًّا إلى اليوم، وهذا كلُّه؛ بهَدفِ إجهاض ثورة الشعب ثورة 21 سبتمبر الشعبيّة”.
ويؤكّـد رئيس مركز وطن، أن الشعب اليمني يخوض اليوم أقدسَ المعارك، حفاظاً على مكاسب ثورة 21 سبتمبر والتحرّر من الظلم والهيمنة والوصاية والفساد والمحسوبية التي ظلت تعيق أيَّ تقدّمٍ أَو تطور لشعبنا عبر السنوات الماضية، مُضيفاً بقوله: “اليوم نحن في العام السادس من العدوان وبالصمود الأُسطوري الذي سطره اليمنيون جيشاً ولجاناً شعبيّة، وأفشلوا كُـلَّ المخطّطات والمؤامرات والمشاريع الهادفة إلى تشطير اليمن، وتقسيمه ليس فقط لشمال وجنوب، بل إلى أقاليم ودويلات”، مؤكّـداً أن ثورة 21 سبتمبر هي أوّلُ ثورة عربية حقيقية تصحح مسار ما يسمى الربيع العربي وانتزعت الوصاية الأمريكية السعودية، مبينًا أن ثورة 21 سبتمبر لها قيمة خَاصَّة في قلوب كُـلِّ اليمنيين، ويدرك كُـلُّ اليمنيين جيّدًا أن التحديات والمخاطر على اليمن هي دول العدوان التي تستهدف وحدة اليمن وهُويته الوطنية، لافتاً إلى أنه يجب أن يعيَ كافّةُ أبناء الشعب اليمني أن اليمن هي المستهدف الأول من قبل دول العدوان، فالعدوان لا يفرّق بين شمال أَو جنوب أَو غرب أَو شرق ولا يفرق بين البشر والحجر ولا بين الماضي والحاضر، والمستهدفُ هو اليمن أرضاً وإنساناً ومقوماته وأمنه ووحدته واستقراره، وهذا ما يجب أن يدركه اليمنيون مثل الأحزاب والمكونات السياسية والناشطين السياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وَكُـلّ شرائح وأطياف المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.
بوابة العزة والكرامة
وفيما يتعلّق بالذكرى السادسة لثورة 21 سبتمبر المباركة 2014، قال الأُستاذ جبران العفاري -مدير عام مكتب رئيس جامعة صنعاء-: إنه حين نمعن النظر جليًّا، وندرك إدراكاً خالصاً، وحينما تكون انطلاقتنا من باب الثقة بالله، نصل إلى خلاصة مفادُها أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي الثورة التي فتحت لنا كيمنيين بوابةَ العزة والكرامة، وأزاحت كُـلّ الظَلمة والطغاة الذين حوّلوا يمن الإيمان والحكمة إلى مرتع للظلم والفساد، وجعلوا منه منافذَ للعمالة والخنوع والتبعية للأمريكان واليهود وأذنابهم من العملاء والمرتزِقة.
ويضيف العفاري في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أن من أبرز الإنجازات الملموسة التي تحقّقت للوطن والمواطن بعد الـ 21 من سبتمبر 2014م، هي عودة الوطن إلى أصله الإيماني وارتكازه على أعمدة المسيرة القرآنية العظيمة التي تحافظ على ثبوته وعنفوانه كوطن شامخ لا يخضع ولا يركع ولا يخاف ولا يستكين إلا لله وحده، أما بالنسبة للمواطن فيكفيه أن هذه الثورة أعادت له كرامته وهيبته كيمني حر يكون رأيُه حرًّا مستقلاً، وأطاحت بكل من كان السبب في نهب ثرواته وظلمه وإقصائه.
ويؤكّـد العقاري أن العدوان الكوني بكلِّ معانيه وصوره ما هو إلا نتيجة حتمية لنجاح هذه الثورة المباركة التي أوجعت الأعداء من الصهاينة والأمريكان وأذيالهم، وفي نفس الوقت سوف نجني الثمار -إن شاء الله- لا محالة، نصراً وعزًّا وتمكيناً، وسيكون اليمن عزيزاً حرًّا طليقاً وشعب اليمن كراماً أسوداً شامخة في عرينها.
الخروج من النفق المظلم
من جانبه، يؤكّـد العميد منير الكبسي -مدير عام مديرية همدان بمحافظة صنعاء-، أن ثورةَ 21 سبتمبر جاءت في الوقت الذي كان أبناءُ الشعب اليمني في مرحلة صعبة على المستوى الداخلي والخارجي، وكانت هذه الثورة بمثابة سفينة نوح التي نجا كُـلُّ من ركب فيها، فالقيادة الثورية لم يكن هناك خيار أمامها إلا أن تضع اللبنات السليمة والصحيحة لإنقاذ شعب الإيمان والحكمة بثورة توصله إلى برِّ الأمان، وهذه القيادة ممثلة بالسيد العلم المجاهد سيدي ومولاي السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي الذي استطاع بفضل الله سبحانه وتعالى أن يخرج اليمنيين من النفق المظلم، وهذا ليس مزايدة، وإنما بشهادات كثير من القيادات والنخب والسياسيين بمختلف أطيافهم، وعلى رأسهم سماحةُ السيد حسن نصرالله.
ويشير العميد الكبسي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، إلى أن أبرزَ وأهمَّ إنجازات الثورة المباركة هو ما يطمح ويصبو إليه أبناء هذا الشعب العظيم، وهو سيادته وحريته واستقلاله في صنع القرار وتقرير وإدارة مصيره، رغم أنه حصل تكالب كبير وشنت حرب وعدوان غاشم، وبتآمر دولي وإقليمي، إلا أنه وبفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل القيادة الحكيمة المرتبطة الواثقة بالله، استطاع الشعبُ أن يصل ويحقّق ما يصبو إليه وأسقطت كُـلّ الرهانات، والآن وفي ظل استمرار العدوان إلا أن الجميع يلمس ويشاهد كُـلَّ الإنجازات التي تحقّقت بفضل هذه الثورة المباركة في كُـلّ المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، وبدأنا نعيش مرحلةَ التعافي.
ضرورة حتمية
أما اللواء مجاهد القهالي -رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري-، فيؤكّـد أن ثورة الـ 21 سبتمبر ضرورة حتمية شارك في قيامها مختلفُ القوى السياسية والشعبيّة، رغم التحديات المفروضة على الشعب اليمني من دول العدوان.
ويقول اللواء القهالي في تصريح لصحيفة المسيرة: “لو عدنا قليلاً إلى حيثيات قيام الثورة المباركة، فإنه في الوقت الذي كانت فيه القوى السياسية تتحاور في موفمبيك برعاية الأمم المتحدة حول الخروج من الأزمة الطاحنة التي كانت تمرُّ بها البلادُ، شهدت العاصمة صنعاء سلسلة من التفجيرات الانتحارية بالأحزمة الناسفة وغيرها، سقط من جرائمها المئات من أبناء هذا الوطن، كما شهدت العديد من المحافظات في عدن ولحج وحضرموت سلسلة من الإعدامات ذبحاً بالسكاكين، أخذت الطابع المناطقي والمذهبي بدعم من دول الجوار -دول العدوان اليوم-، كما شهدت محافظة صعدة حصاراً مطبقاً من قبل وكلاء السعودية في اليمن والأحزاب الدينية المتطرفة مسكونة بالقاعدة وداعش، ذلك ما أشعل الثورة الشعبيّة العارمة التي جرفت وتجاوزت كُـلَّ تلك التحديات.
ويبين رئيس تنظيم التصحيح، أن دول العدوان كانت وما تزال تخطط وتهدف إلى تقسيم البلاد وتجزئتها وغلحاق الضرر الكبير بنسيجها الاجتماعي، ومن هنا تأتي أهميّةُ الثورة والضرورة الحتمية لقيامها بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مضيفاً: ولقد كان للأحزاب والقوى السياسية والشعبيّة ومختلف فئات الشعب المشاركة الواسعة في الثورة؛ بهَدفِ صنع التحولات العظيمة في بناء اليمن الجديد الرافض لكلِّ أشكال الوصاية ولكل أشكال التآمر ولكل أهداف التقسيم والتجزئة لهذا الشعب والوطن، وهذا التحوّلُ العظيمُ هو من واجه العدوان والغزو والاحتلال وعلى صخرته تحطمت قوى الشر والاستعمار وكل أدواته ومرتزِقته، فلولا هذا التحوّل لما تمكّن من هذا الصمود العظيم الذي جسّد بجلاء صلابة الإرادَة الشعبيّة في مواجهة العدوان الغاشم على الشعب والوطن.
ويشير القهالي إلى أن الإرادَة الشعبيّة التواقة إلى الحرية وإلى حياة العزة والكرامة والحفاظ على الوحدة ومكتسبات الثورة اليمنية والى الأمن والاستقرار وإلى صيانة السيادة والاستقلال الوطنيين، وتحرير كامل التراب الوطني من دنس الغزاة والمستعمرين، هي القادرةُ على تحقيق كُـلّ أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر؛ لأَنَّها تنطلق من إرادَة الله التي لا تُقهر، وهي القوة العظيمة القادرة على تحقيق النصر المظفر على كُـلِّ أعداء الشعب والوطن، مبينًا أن القيادة الحكيمة للسيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي، ولكل إرشاداته وتوجيهاته وكلماته كان لها الأثرُ الكبيرُ لدى كُـلّ أبناء الشعب والوطن؛ لأَنَّها كانت معبّرة عن معاناة وطموحات وآمال وتطلعات كُـلّ أبناء اليمن، وما نحن بحاجة إليه اليوم هو وحدة الصف والموقف في مواجهة العدوان الغاشم على بلادنا بروح المشاركة الواسعة في صنع القرار وبروح المصالحة الوطنية الحقيقية التي تقوم على قاعدة الوفاق والتعدد السياسي والمذهبي وتغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الأنانية والمشاريع الضيقة، وفي نفس الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه هو وحدة الصف لمواجهة العدوان، نحن بحاجة إلى تصحيح الفساد المالي والإداري وتغليب سيادة القانون والدستور وأحكام الشريعة على الجميع، والى محاسبة كُـلِّ من يزدري القوانين والأنظمة وأحكام الشريعة، ويغلب مصالحه الأنانية على المصالح العليا ومبادئ الدستور والنظام والقانون، لما من شأنه تقديم نموذج حضاري في المحافظات المحرّرة من الغزو والاحتلال يُقتدى به في ربوع اليمن.
ويؤكّـد اللواء القهالي، أن هناك إنجازاتٍ كثيرةَ تحقّقت في ظل ثورة 21 سبتمبر، أهمُّها التخلص من الوصاية الخارجية ومنع التدخل في القرار السياسي اليمني، وَأَيْـضاً حالة الأمن والاستقرار والحرية الموجودة في اليمن، لا سِـيَّـما في المحافظات في شمال الوطن، وكذا التخلص من رموز الفساد.
ثورة أبطالها شهداء في مواجهة العدوان
من جهته، يؤكّـد الكاتب والناشط السياسي شهيد عبدالله الحوثي، أن هذهِ الثورةَ المباركة 21 سبتمبر يكفيها شرفاً أن معظمَ أبطالها الثوار هم الآن شهداء في مواجهة العدوان على اليمن، وشهداء في مواجهة الإمامة والزعامة الأمريكية.
ويتمنى الكاتب الحوثي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة من الله أن يسعفه الوقت للكتابة بما يليق ويكفي عن هذه الثورة المباركة؛ كونه أحد المشاركين فيها، ومُطلع على أدقِّ تفاصيلها منذ انطلاق أول شرارةٍ لها وحتى هروب الجنرال العجوز.
ثورة الحق ضد الباطل
ويؤكّـد العقيد هاشم وجيه الدين -القيادي العسكري في القوات الجوية والدفاع الجوي-، أن الذكرى السادسة لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة تطل علينا والشعب اليمني يعيش في غمرة انتصاراته ضد العدوان ومرتزِقته، مضيفاً: وإننا إذ نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد المجاهد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي وإلى قيادتنا السياسية والعسكرية والمجاهدين الأبطال من الجيش واللجان الشعبيّة، مؤكّـداً أن هذه الثورة المباركة هي ثورة الحق ضد الباطل ثورة المستضعفين ضد الطغاة والمفسدين، ثورة العدالة والمساواة ضد الظلم والمحسوبية، ثورة العزة والكرامة والحرية والاستقلال من الهيمنة الأمريكية والصهيونية عبر أدواتها في المنطقة ومرتزِقتهم المحليين.
ويوضح العقيد وجيه الدين، أن هذه الثورة الأصيلة وقيادتها الحكيمة ومنهجها القرآني أهم منجزاتها أنها رفعت مستوى الوعي عند اليمنيين، وحاربت الثقافات المغلوطة والدخيلة على الدين الإسلامي الحنيف، واستنهضت المجتمع اليمني للقيام بمسئولياته الدينية والأخلاقية لما فيه صلاح الدنيا والآخرة، وكذا أطاحت بكلِّ مراكز الفساد والإفساد الديني والأخلاقي والسياسي والثقافي والعسكري والأمني والاقتصادي والفكري، وحاربت التنظيمات الإرهابية المتمثلة بالقاعدة وداعش، وألحقت بهم الهزائمَ وطهّرت البلاد منهم ومن شرهم الذي استهدف الأرض والإنسان بتفجيراتهم واغتيالاتهم للمواطنين الآمنين، الأمر الذي دفع بِرُعاتهم وداعميهم الأمريكان والصهاينة وآل سعود وآل زايد لشن عدوان غادر وغاشم بشتى أنواع الأسلحة الحديثة والمحرمة وممارسة الحصار المطبق برًّا وبحراً وجوًّا لغرض دعم أدواتهم ووأد هذه الثورة المباركة في مهدها، ولكنها بقيادتها الحكيمة ومجاهديها الأبطال صمدت أمام آلة العدوان والحصار للسنة السادسة على التوالي، وواجهتهم باستبسال وصمود أذهل العالم وحقّقت الانتصارات العظيمة وحرّرت المدن والمحافظات واستطاعت خلال سنوات العدوان والحصار من إحداث نقلة نوعية وكبيرة جِـدًّا في مختلف المجالات العسكرية والتصنيع الحربي، وأصبحت بفضل الله سبحانه وتعالى وحكمة القيادة تنتج جميع أنواع الأسلحة الضرورية والذخائر بأنواعها والصواريخ الباليستية وصواريخ الدفاع الجوي والساحلي والطائرات المسيّرة بفاعلية كبيرة في ميدان القتال.
ويشير القيادي في القوات الجوية هاشم وجيه الدين، إلى أن الثورة المباركة حقّقت في الجانب الأمني نجاحات قوية شهد لها القاصي والداني، وألقت خلالها الأجهزةُ الأمنية القبضَ على الكثير من الخلايا التي كانت تخطّط لاستهداف المواطنين الآمنين، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة وَالمتفجرات، وأحبطت العديد من المخطّطات التي تستهدف الجبهة الداخلية وإقلاق السكينة العامة ونشر الفوضى، وألقت القبضَ على الكثير من عصابات السرقة والقتل، وأعادت الكثير من المسروقات لأصحابها وفرضت حالةً من الأمن والأمان في جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوى الثورة المباركة، ما جعل هذه المحافظات قِبلةً لكل اليمنيين.
وبيّن العقيد وجيه الدين في حديثه لصحيفة المسيرة، أن هناك إنجازات كثيرة وكبيرة في الجانب الاقتصادي من خلال الاتّجاه إلى الزراعة للوصول للاكتفاء الذاتي لمواجهة الحصار الاقتصادي ودعم المزارعين وتذليل الصعوبات، وكذلك تفعيل الهيئة العامة للزكاة بشكل غير مسبوق ونموذجي، وأصبحت تغطي جميع المصارف المحدّدة في القرآن الكريم وترعى الكثيرَ من البرامج التنموية.
أما في الجانب الصحي والتعليم العالي والبحث العلمي، يؤكّـد العقيد وجيه الدين، أن هناك نهضةً كبيرة وملموسة لتقديم خدمات متميّزة للمواطن اليمني رغم الحصار، أما في الجانب القضائي والنيابة العامة فإن هناك عملاً دؤوباً لتصحيح الاختلالات بالمنظومة القضائية والنيابة العامة لتحقيق العدالة للمواطنين، وتفعيل الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد والارتقاء بأداء مؤسّسات الدولة في جميع المجالات، بما يضمن خدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم.
ويضيف القيادي في القوات الجوية، أن الإنجازات كثيرة ومتعددة لا يتسع المجالُ لذكرها ويلمسها كُـلّ المواطنين رغم العدوان والحصار، حتى يتحقّق النصر العظيم للثورة المباركة وللشعب اليمني الحر الصامد والصابر.
ثورة ملبية للآمال والطموح
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد عبدالباري قاضي: “لو سألني أحدُهم بماذا ستفاخر في حياتك عبر الأجيال؟، سأقول وبكل فخر إنني أحدُ ثوار 21 سبتمبر لحظة بلحظة ومسيرة بمسيرة واعتصاماً باعتصام، فأنا أرى بأن هذه الثورة تمثلني وتمثل قناعتي التي لطالما حلمت بها، وقد جاءت ملبية لآمال وتطلعات أبناء اليمن”.
ويؤكّـد الكاتب قاضي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أن هذه الثورة رغم ما واجهتها من تحديات، لكنها استطاعت أن تجعلنا أسيادَ أنفسنا، وتخرجنا من حكم أدوات الوصاية، بل إنه لولا هذه الثورة بعد الله لأصبحت اليمن تلتحق بركب دول التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويضيف قاضي، أن هذه الثورة المباركة 21 سبتمبر استطاعت أن تحقّق تقدّماً في عدة مجالات رغم كُـلّ الصعاب المتمثل بالعدوان والحصار، إلا أنها حقّقت لنا انتصارات عظيمة في الجانب العسكري والأمني، وأفشلت كُـلّ المؤامرات، وَبدأنا بالاتّجاه نحو الاكتفاء الذاتي والاهتمام بالتنمية والزراعة رغم شحة الإمْكَانيات ووجود بعض العراقيل، بل إن مناطقنا أصبحت يضرب بها المثل مقارنةً بالمناطق المحتلّة، وهذه بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الثورية والسياسية.
ويشير الكاتب والناشط السياسي أحمد عبدالله الكبسي، إلى أن ما بعد ثورة 21 سبتمبر ليس كما قبله، فإذا تمت المقارنةُ بين العهدَين قبل 21 سبتمبر وبعد الثورة المباركة، سنجد أن هناك فرقاً كبيراً في سيادة واستقلال اليمن، حيث أنه قبل الثورة الشعبيّة كانت سيادة اليمن وقرارته تعبث بها أيادٍ خارجية واليد المحركة هي أمريكا ومن ورائها إسرائيل.
ويوضح الكاتبُ السياسي الكبسي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أن السفير الأمريكي قبل الثورة الشعبيّة 21 سبتمبر كان هو الرئيس الفعلي لليمن حتى وصل الأمر إلى اجتماعِه المتواصل بمشايخ وقيادات قبلية وتحريكهم بأموال سعودية، أما بعد21 سبتمبر فقد أصبح لليمن سيادته، مُضيفاً أن الجانبَ الأمني نجد فرقاً شاسعاً، حيث وصل الأمر إلى اقتحام وزارة الدفاع ذاتها قبل الثورة المباركة، أما بعد الثورة فلم نجد تلك الاختلالات الأمنية الحاصلة في عهد السفير الأمريكي؛ لذلك لم نجد لتلك الأهداف التي كانت تدرَّسُ في المناهج ونجدها على يمين الصحف المحلية ومنها صحيفة الثورة، لم نجد لها أي أثر إلَّا بعد أن قال الشعب كلمته في الواحد والعشرين من سبتمبر المجيد.