21 سبتمبر.. ثورة واجهت الطغيانَ العالمي لماذا؟
منير الشامي
ستُّ سنوات خلت عن يومٍ عالميٍّ خالدٍ، بزغ من فجرِه نورُ ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، هذه الثورة التي ما إن أشرقت أنوارُها الروحانية إلا وتوحدت أحزابُ الشيطان في الأرض، واحتشدت قوى الشر والاستكبار العالمي صفاً واحداً لإجهاضها وإطفاء نورها بعدوان إجرامي وتحالف شيطاني اجتمع تحت مظلته أقوى دول العالم وأعظمها تسليحا وأحدثها إنتاجاً، وأشدها فتكاً وتدميراً، وأدقها تصويباً وأغناها ثروةً، وأوسعها ثراء، وأرقاها تكنلوجيا -مضى عليه أكثر من 2000 يوم ولا زال- لماذا؟
لأنها ثورةٌ توالي اللهَ ورسوله وأولياءَه المؤمنين وتعادي أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أوليائه المؤمنين.
ولأنها ثورةٌ لا تؤمنُ إلا بالواحد القهار، ولا تخضع إلا للقوي الجبار، وتكفر بكل ما سواه من الطواغيت والأشرار، ومن أهل النفاق والفجار.
ولأنها ثورة خرجت من رحم معاناة الأمة، دستورُها القرآنُ وقائدها علم التقوى والإيمان، ورجالُها فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى وبيان.
وَلسماتها النبيلة فهي ثورةٌ بيضاءُ نقية، طاهرة زكية، حليمة كريمة، رحيمة قويمة، يمنية إيمانية، حسينية قرآنية، زيدية يمانية.
ولمبادئها فهي ثورةُ البناء وليس الهدم، وثورة الاعتصام وليس الفرقة، وثورة التآخي وليس العداء، وَثورة العدالة وليس الظلم، وثورة المساواة وليس الاستئثار، وثورة الحرية وليس الاستبداد، وثورة العفو وليس الانتقام.
ولأهدافها المتمثلة في:-
الحفاظ على كرامة الإنسان اليمني وصون عزته، والنهوض به إلى الحياة الكريمة وتحرير شعبه وأرضه وانتزاع سيادة على أرضه وإعادة قراره من وصاية الأعداء، ومن تسلط الخونة والعملاء وتطهير ترابه من دنس الطغاة والمتجبرين ومن قذارة العمالة والخيانة، ومن رجس الارتزاق والمنافقين ومن وحشية الإرهاب والمجرمين.
ولأنها ثورة الحق على الباطل.. وثورة العدل على الظلم.. وثورة الرخاء على الشقاء.. وثورة النزاهة على الفساد.. وثورة القرآن على الشيطان.
لهذه الأسباب ثار العالم وتحَرّك لحربها وما زال للعام السادس؛ كون تلك الأسباب جعلت منها ثورةً زيديةَ الهوى حسينية النهج حيدرية المبدأ نبوية الهوية قرآنية الروح، وهذا ما أثار قوى الباطل في الأرض وجمعها لحربها والقضاء عليها في مهدها فأشعلوا عدوانهم عليها ولا زالت حديثة الولادة، ضعيفة الكيان، رقيقة البنية، فقيرة القدرات فصمدت أمامهم رغم ضعف كيانها، ورقة بنيتها، وشحة قدراتها وبقوة الحق الذي تحمله وسلامة الدرب الذي تسير فيه وحكمة القيادة التي تدير عجلتها.
بإيمان أنصارها تمكّنت -بفضل الله وتأييده- من الصمود أمام عدوانهم، والثبات في مواجهتهم، والتصدي لترسانتهم، والتفوق على قدراتهم المهولة، وإمْكَانياتهم اللا محدودة ومضت على درب الحق حتى اشتد بأسها وقَوِيَ كيانُها، وتضاعف عنفوانها، وتعاظمت قدراتها وبلغت أوج فتوتها لتصليهم من حممها براكين ومن بأسها سعيراً وعذاباً أليماً، ومن قواتها ضرباتٍ لا تلين وعمليات نصر مبين، وحظيت بنصر ربها والتمكين حتى أصبحت بما هي عليه اليومَ أعجوبةَ العالم وموضعَ دهشته وحيرته، وستنتصر بحقها وقيادتها ورجالها الميامين بإذن الله رب العالمين.