2000 يوم.. وماذا بعد؟!
عبدالخالق القاسمي
2000 يوم من العدوان على اليمن، مرّت مرور الكريم عند المجتمع الدولي اللئيم الذي ينتظر مساعدات الدول المانحة على رأسها دول خليجية مثل السعودية والإمارات، بتفاصيل أَيَّـام العدوان وأنواع الأحداث وتفاقم الأزمة، ورغم بشاعة الإجرام، لم يتحَرّك أحد في العالم لإيقاف العدوان، ولم ينبس الكثير ببنت شفة، إلا من رحم الله ثم لم يكن ذا فائدة، ولكن في اليوم الألفين لا ننسَ اليوم 2001.
ففي ثاني يوم كان أول خطاب لأشرف مخلوق، تحدّث فيه عن حقارة العدوان على اليمن وعن مبرّراته الواهية، من ضمنها إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب.
وتحدث فيما بعد عن الخطاب كأشرف شيء قام به في حياته، وحياته كلها شرف للإنسان وبني الإنسان.
بالطبع لا يغفل الجميعُ وقوفَ السيد حسن نصر الله مع مظلومية اليمن منذ بدء المظلومية وحين ساعاتها الأولى، مراهناً على صمود شعبنا وثباته وعلى قدرة وحنكة القائد، في حين توقع المحللون بمختلف أصنافهم سقوط العاصمة صنعاء في أَيَّـام معدودات؛ نتيجة العسكرة السعودية الهائلة للعتاد والعديد والسخف الدولي.
2000 يوم من العدوان جعلتنا نعرف أنفسنا كأفراد، وطرقت أذهان الجميع ليحدّد كُـلُّ واحد طريقه الذي سيشقه حتى يستنشق هذا الوطن الحرية ويسلم الدين وتأمن الأعراض، 2000 يوم أثبتت زيف ادِّعاء امتلاك مملكة قرن الشيطان قوة جبارة لا تقهر، وفي غضون الأيّام تقهقرت بطائرات مسيّرة لم تخطر لهم على بال، وفيها سُحِقَ وأُحرِق فخرُ الصناعات الأمريكية المدرع، وانقلب كُـلّ محلل عسكري وسياسي على عقبيه ومنطقه مؤخّراً، فبات الحديث عن نهم والجوف من الماضي، وأصبح الحديث عن مأرب على لسان الصديق والعدوّ.
2000 يوم عشنا فيها المشاعرَ كلها، فكم أحببنا من أشخاص وكم كرهنا، وكم ضحكنا من هزل العربية والحدث، وكم بكينا على المجازر وغضبنا.
2000 يوم من العدوان لا تعد سوى انطلاقة وبداية ونحن إلى يوم القيامة على ما نحن، وطالما استمروا فلا نقول إلا ما قال قائدُنا: لينتظروا المستحيل.