“إسرائيلُ” هي بُوصلتِهم
عبد المنان السنبلي
الآن الإماراتُ طبعَّت والبحرين طبعَّت أَيْـضاً وستلحقهما حتماً السعوديةُ وتطبع كذلك.
برأيكم كيف ستواجِهُ قطر وهي الخصمُ اللدودُ لهذه الدول الثلاث هذا الإجراءَ وهذه الخطوة الاستباقية من قِبَل الإمارات والبحرين والسعودية؟!
طبعاً بالتطبيع أَيْـضاً!
أرأيتم أية مهزلةٍ وأية حالٍ وصل إليه مثل هؤلاء المنبطحون جميعاً من العرب؟!
فكأنما التطبيعُ بالنسبة لهؤلاء القوم قد أصبح هو الأداة المُثلى التي يواجهون بها بعضهم بعضاً وكأنما إسرائيل قد أصبحت في لحظةٍ هي الملاذ الآمن لكل خائفٍ منهم!
أية عظمةٍ وعزةٍ هذه الذي تشعُرُ به اليوم إسرائيل مع هؤلاء الصنف من العرب؟!
الكل يصبو إليها، الكل أنظارُهم متجهةٌ إليها!
فكيف استطاعت هذه الدولةُ العبرية الجمعَ بين هؤلاء النقائض وهؤلاء الخصوم من العرب؟!
كيف استطاعت أن تصبحَ بالنسبة لهم هي البوصلة التي ترشِدُهم إلى ما يعتقدون أنها الطريق؟!
كيف استطاعت حَرْفَ أنظارهم عن القضية وجعلهم يلهثون خلفَها كالكلاب مع أنهم لا ينقصُهم شيءٌ من السلطة أَو الثروة أَو الجاه أَو النفوذ؟
ما ينقصُهم ربما فقط هي المروءةُ والنخوةُ وقليلٌ من إباء وكرامة وشموخ الأولين!
على أية حال، لا أخفيكم سراً أنني ولطول ما صرتُ أرى هذا التهافُتَ المحموم على هذا التطبيع من قِبَل هؤلاء المنبطحين قد بِتُّ أخشى اليومَ أكثرَ من أي وقتٍ مضى أن يأتيَ عليهم يومٌ يصبحُ فيه التطبيعُ عُملةً صعبةً ونادرة يحتاجُ هؤلاء المطبِّعون فيه إلى تجاوُزِ شروطٍ وإجراءاتٍ قانونيةٍ وأمنيةٍ معقدةٍ ومشدّدة لم تكن موجودة من قبل (كتلك التي تضعُها أبو ظبي ودبي أمام الداخلين إليها من اليمنيين طبعاً)؛ وذلك لكي تتنازلَ إسرائيلُ وتقبَلَ التطبيعَ معهم.
ولا غرابةَ عندها إن حدث هذا مع مثل هؤلاء القطيع من العرب!
فمن يهُن يسهل الهوان عليهِ
ما لجُرحٍ بميتٍ.. إيلامُ