قرنُ الشيطان على نهج بني أميّة
رفيق محمد
نحنُ نراهم اليوم يسيرون بسيرة بني أمية وينهجون نهجهم ويعملون أعمالهم بكلِّها بما فيها من إجرام وَفظاعة، إن لم تكن أفظع وأشد منها.
نراهم اليوم يقاتلون أعلامَ الهدى والهُداة في هذه الأُمَّــة من آل البيت -عليهم السلام-، ويعلنون العداء لهم، كما قاتل بنو أُمية الإمام علياً والحسن والحسين وزيد بن علي -عليهم السلام-.
نراهم اليوم يستهدفون بيت الله الحرام ليس بإحراقها كما فعل بنو أمية، بل بشكل آخر قد يكون أفظع وأسوأ، وذلك بمنع المسلمين من أداء فريضة الحج بذرائعَ واهية لا تخدم إلَّا أعداءَ هذه الأُمَّــة من اليهود والنصارى، كما نراهم يستهدفونها بمحاولة تمكين اليهود منها.
استهدف بنو أمية مدينةَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- باستباحتها ونهب أموال الأنصار وقتلهم واغتصاب بناتهم والإساءة إلى أعراضهم في واقعة الحرة بعد أن أمر الملك يزيد بن معاوية الأموي لجيشه بتلك الأفعال والجرائم.
واليوم نراهم يستهدفون مدينةَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بتغيير معالم الأماكن التي كان يجلس فيها رسول الله –صلى الله وعليه وآله- وأصحابه، وبهدم بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبناء بدله مراحيض، أن هذا الاستهداف هو أخطر من ذلك؛ لأَنَّه يهدف إلى إبعاد الأُمَّــة عن مصدر هدايتها وعزتها وكرامتها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وطمس معالمه -صلوات الله عليه وعلى آله-.
نراهم اليوم يقتلون أبناءَ الأنصار لكن ليس في المدينة كما فعل بنو أمية سابقًا، بل يقتلونهم ويحاصرونهم في اليمن موطن الإيمان؛ بهَدفِ استعبادهم كما كان يريد يزيد بن معاوية الأموي مع أجدادهم.
ولكن كما لم يتحقّق ليزيد بن معاوية سابقًا هدفُه لن يتحقّق ليزيد العصر اليوم؛ لأَنَّ يمنَ الإيمان والحكمة وأحفاد الأوس والخزرج ما زالوا ثابتين في موقفهم وولائهم لله ولرسوله وللإمام علي -عليه السلام- وأَعلام الهدى من أهل البيت.
فمن هم هؤلاء الذين يسيرون خلف الفئة الباغية الذين يريدون هلاك الأُمَّــة من جديد، كما أهلكها بنو أمية في بداية ظهورها؟!
إنه قرن الشيطان المتمثل في النظام السعودي وأعوانه ومن لف لفه من الإماراتيين والحركة الوهَّـابية التكفيرية والداعشية ومرتزِقتهم بأية صفة كانوا ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل الذين يريدون أن يدمّـروا الأُمَّــة.
إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حذّر الأُمَّــة من قرن الشيطان الذي يظهر من أرض نجد، وقد ظهر اليوم بكل وضوح، كما حذرها من بني أمية؛ ولذلك على أبناءِ الأُمَّــة اليوم أن يأخذوا هذا التحذير بعين الاعتبار، وخاصًّةً بعد ما ظهر قرن الشيطان الذي هو امتداد لبني أمية، وأن تسعى لمواجهته وإفشال تحَرّكاته ومؤامراته حتى تعيشَ في حرية وعزة وكرامة ويرضى الله عنها وتفوز يوم القيامة بالرضوان العظيم.