نضالٌ فكري ترافق فيه الدمُ والقلم
محمد النعيمي*
حقيقةً، كانت الصحيفةُ متميّزةً بتميز كوادرها في مواجهة العدوان بأبعاده وأهدافه وغاياته، في الدفاع عن الشعب اليمني وأرضه وسيادته واستقلاله.
دافعت عن السمةِ الحضارية الوطنية لليمن، دافعت عن إنجازاتِ الأبطال في الجبهات العسكرية، وواكبت الصمودَ الأُسطوريَّ للشعب اليمني في مواجهة العدوان والحصار، وَحملت الهُوية التاريخية للشعب اليمني، كما حملت على كاهلها ميدان الجانب الإعلامي والفكري للشعب اليمني دفاعاً عن اليمن، واستطاعت تفنيدَ الحجج والمبرّرات التي تبنتها قوى العدوان على اليمن.
لقد كانت صحيفةُ المسيرة الفارسَ الأوّلَ في الميادين، وهي تخوضُ معاركَها الفكرية والسياسية، بالإضافة إلى تغطيتها ومواكبتها لمعركة العزة والكرامة التي يخوضها الشعبُ اليمنيُّ في مواجهة العدوان، وارتقى بعضُ صحافييها شهداء الكلمة الحرة وصدق الموقف في ميادين العزة، لقد ترافق الدمُ والقلمُ، وامتزج الدمُ بالحرف في نضالها الفكري.
وتظلُّ المسيرةُ هي عنوان للمسيرة القرآنية بعنوانها ومسارها وأبعادها ومنهجها؛ لذا فصحيفةُ المسيرة وبالرغم من الظروف والإمْكَانيات الصعبة، فقد خاض كوادرُها المعركةَ بالروح الجهادية والنضالية التي يخوض بها المقاتلُ معاركَه في جبهاتِ العزة والكرامة، واستطاعوا أن يتجاوزوا كُـلَّ التحديات وأن يتنصروا على الواقع الصعب، وإن شاء اللهُ في المستقبل سيكون لها مسارُها النهضوي في استنهاض المجتمع ومؤسّسات الدولة والتنمية، وتحقيق آمال وأحلام الشهداء العظماء الذين قدّموا أرواحَهم رخيصةً في سبيل الله والدفاع عن الوطن واستقلاله وسيادته من التبعية والهيمنة الأمريكية الصهيونية.
* عضو المجلس السياسي الأعلى