في المستقبل.. ستتحول إلى وثيقة تاريخية
عبد الله هاشم السياني*
في لحظةٍ مهمةٍ جِـدًّا، خرجت صحيفةُ المسيرة إلى الشارع، حيثُ كان الناسُ متطلعين إلى أيِّ صوتٍ؛ مِن أجلِ أن يواكبوا ما يحدُثُ في الشارع في الحياة السياسية على مستوى الفكر والرأي.
فكان الناسُ محتاجين إلى صحيفة تطلعهم على الواقع من حولهم، فجاءت صحيفةُ المسيرة في تلك اللحظة لتلبيَ هذه الحاجة؛ ولأنها جاءت في تلك الفترة فقد لبّت رغباتِ المجتمع والرأي العام، السياسيين والمثقفين والمتابعين، المرأة والرجل.. الأديب والشاعر.. لقد لبّت هذه الرغبةَ التي كانت في نفوسهم واستطاعت خلال مسيرتها أن تكون قريبةً من الناس وقريبة من الحدث، وقريبة من أصحاب القرار وقريبة من أصحاب الفكر، فكانت تعكس كُـلَّ هذا الواقع الذي يحتاج الناسُ إلى معرفته والتطلع إلى المعلومات التي تصدرها الصحيفة.
كانت الصحيفة في هذه الحالة وخَاصَّة كما تعلمون عندما عشنا في عدوان، العدوان مس كُـلّ إنسان، في كُـلّ منطقة، دمّـر اليمن وقتل الإنسان، كنا جميعاً نريد أن نعرف ماذا يدور، ماذا يحدث، فكانت المسيرةُ بمصداقيتها، وهذا من أهمِّ ما ميّز المسيرة أنها المصداقية، وهذا يعني أننا كمجتمع، كمواطنين، كرأي عام، إذَا جاءت الأخبارُ من كُـلِّ مكان لا يمكن أن نصدقها أَو نعتبرها تعبر عن الحقيقة إلّا إذَا نزلت في صحيفة المسيرة، سواء كانت القناة أَو الصحيفة، في هذه اللحظة نتعامل مع الحدث مع الخبر مع التصريح كحقيقة ونبني عليه المواقفَ والآراء، بالتالي هذه المصداقية التي كانت تتحلّى بها المسيرةُ هي من أهمِّ ما تميّزت به الصحيفة، إلى جانب أن من أهمِّ الأشياء التي تركتها الصحيفة أنها استطاعت أن تواكب البرنامج اليومي للمجاهدين ولأبناء المسيرة القرآنية، فكانت هناك صفحة كاملة تتحدّث عن فكر الشهيد وتقرأه قراءةً تحليلية، فكان هذا رافداً إضافيًّا إذَا قلنا صحيفة خبرية وصحيفة تحمل الرأي وصحيفة تحملُ الخبر وصحيفة تحمل الفكرة وصحيفة تحمل الصورة، وصحيفة تجري التحقيقات والمقابلات.
كُـلُّ هذه الجوانب التي ألمت الصحيفة بما طرحته من معلومات، وأحياناً كانت الصحيفةُ تطرح ملفاتٍ قد حصل فيها أخطاء أَو تحدث الناس عنها باهتمام، فعندما كانت تأتي وتتحدث عن هذا الموضوع كمِلف، كان هذا المِلفُّ مفيداً جِـدًّا جدًّا للناس، حيث كانت يتناول هذا الموضوع الذي شغل الناس من جوانب مختلفة وبعمق يشبع رغبة المتابع لمعرفه أدق التفاصيل.
وبهذا نستطيع أن نقول إن المسيرةَ في فترة من الفترات وفي أهمِّ فترة من تاريخ اليمن، ولعلَّ المستقبلَ يصنعُ ذلك ستتحول إلى وثيقةٍ تاريخيةٍ يرجعُ إليها؛ لأَنَّها عاصرت أحداثاً في تاريخ اليمن ستبقى وتظل لمئاتِ السنين وإلى يوم القيامة.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله*