مبارك عليكم الألفيَّة
أم كلثوم باعلوي*
الحمدُ لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
نباركُ لطاقم المسيرة، ساحة صدق الكلمة، حلولَ نسخة الألف للصحيفة، ونسأل الله أن يديمَ عليكم فضلَه ونِعمَه في مواصلة نشر الحقيقة في زمن التضليل الإعلامي لدعم أجندات الاستعمار الصهيونية العالمية.
نبارك لكم أَيْـضاً حلولَ العيد الوطني السادس للثورة المباركة، ثورة المسيرة القرآنية يوم ٢١ سبتمبر، ونسأل الله أن يزيدكم صبراً وثباتاً في مواصلة العمل الثوري لتحرير اليمن كلِّه، ومن ثم الأُمَّــة كلها بإذن الله تعالى.
لقد كان التخطيطُ لهذا العدوان على اليمن استراتيجية مدروسة لاحتلال اليمن، سرقة ثرواته واستعمار شعبه من خلال ثلاثة خطوط شيطانية:-
أولاً، الخط السياسي: هنا الخطة كانت السيطرة التامة في المسار الدبلوماسي، عبر التحكم في قرارات الأمم المتحدة من قبل ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، وهم شركاءُ أَسَاسيون في العدوان على اليمن من كُـلِّ الأبواب، وهم أمريكا بريطانيا وفرنسا، وقد نجحو إلى حدٍّ ما في إجبار معظم دول العالم “بالاعتراف” بحكومة انتهت صلاحيتها تقريبًا بسنة قبل العدوان، بأكاذيب وتضليل وترهيب وترغيب وسوء استخدام المواثيق الدولية.
مثلاً القرار بخصوص وضع اليمن تحت الفصل السابع خطأ فادح؛ لأَنَّ هذا الفصل يطبق في أثناء تواجد فراغ دستوري بغياب حكومة أَو رئيس، ولكنَّ اليمنَ وُضعت تحت هذا الفصل بتواجد حكومة هادي تحت رئاسته!، وهنا تناقض كبير، من جهة يزعمون تلك هي الحكومة “الشرعية”، ومن جهة أخرى يقرون بغياب حكومة شرعية بوضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم، فلم يشاهد العالم سوءَ استخدام المواثيق بهكذا أُسلُـوبٍ أبداً، حتّى في غزو العراق لم يفعلوا ذلك، بل كذبوا على مجلس الأمن كذبة صارت مصدراً للسخرية منذ ذلك الحين.
هكذا تحوّلت الأمم المتحدة إلى ساحة لتبادل التجارة بين العصابات، وليست ساحةً للتعامل بين دول العالم تحت المواثيق.
ثانيًّا، الخط القانوني: هنا كانت الخطة ارتكاب أكثر جرائمَ ممكنة تحت المواثيق بأسرع وقت ممكن، وبالإضافة استخدام أساليب التعذيب الجماعي لإخضاع الشعب اليمني للاستسلام سريعاً، ولكنَّ الصمودَ الأُسطوري، انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهات بأبسط الأسلحة والآليات، تحَرّك المجلس السياسي لسد الفراغ الدستوري بإنشاء الحكومة الإنقاذية، والنشاط الحقوقي والإعلامي أفشل هذه الخطةَ لحدٍّ كبير جِـدًّا.
ثالثاً، الخط الإعلامي: بنفس الأساليب أعلاه وبشراء الذمم، كانت الخطة هنا الحجب الكامل للأخبار عن مظلومية اليمن، هنا إعلام المسيرة لعب دوراً بارزاً جِـدًّا في نشر صدق الكلمة، لدرجة أن العدوَّ اتّجه في استهداف الإعلاميين الوطنيين مباشرةً، وكثيرون استشهدوا.
رغم ذلك، رجال ونساء الإعلام الوطني واصلوا عملَهم وبارك الله فيهم، ولكن صراحةً إني أشكُّ أن العدوّ ومرتزِقته يبحثون عن الأخبار عبر إعلام المسيرة؛ لأَنَّهم يعلمون جيِّدًا أن هنا الحقائق بلا مجاملات وبمهنية راقية ونادرة في عصرنا، لا سِـيَّـما أنهم يدركون أنه إذَا كان هناك بث أَو نشر لحديث السيد القائد -حفظه الله- لا بُـدَّ من متابعته؛ لأَنَّه رجل قول وفعل، ومعهم ٦ سنوات خبرة مع السيد -حفظه الله- لا يستطيعون أن ينكروه.
قد يتساءل البعضُ: ما سرُّ نجاح إعلام المسيرة؟ الحقيقة هو أنه يحتوي أناساً مؤمنين، والمؤمن لا يكذب أبداً، ويتجمل بمكارم الأخلاق الذي هي أَسَاس الإسلام، فألف تحية وتقدير لكل أهل المسيرة القرآنية المباركة، من السيد القائد -حفظه الله ورعاه- إلى أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وجنود الإعلام البواسل.
انتصرت اليمنُ وانكسر العدوُّ.
* مندوبة اليمن في الأمم المتحدة