الشمعة الألفية الأولى
صارم الدين مفضل
في البداية، يسرني أن أهنئ الزملاءَ في هيئة تحرير صحيفة المسيرة على هذا النجاح والتميز وإطفاء الشمعة الألفية الأولى للصحيفة.
لا زلت أتذكر الفرحةَ العارمةَ التي عشتها عند صدور العدد الأول، وكم كنت أسعد برؤيتها في الكشك الذي أزوره، وكانت آنذاك تصدر كُـلَّ أسبوع.
تشرفت بالكتابة فيها، حيث كانت اهتماماتي تنصب على ثورة 21 سبتمبر ومواجهة العدوان، وفي أحيان أُخرى أكتب حول شؤون القضاء والنيابة العامة تحديداً.
ولا زلت أتذكّر حجمَ انزعاج السلطة ونظام المبادرة الخليجية آنذاك من صدور صحيفة المسيرة، والتي كانت لسان حال مكون أنصار الله، وهو الذي لاقى صنوف التهميش والإقصاء، ومن قبلها حروب الإبادة والتدمير في محافظة صعدة الأبية.
ظلّت الصحيفةُ تحفر طريقها على صخور التعنت السلطوي بجناحيه العفاشي والإخواني، متحديةً محاولات التضليل والإقصاء التي لم تخل من بصمات سفراء دول الهيمنة والاستكبار، ولكنَّ الصحيفةَ والقائمين عليها أثبتوا فاعليتها في إيصال صوت الشعب والثورة طوال فترة انطلاقتها وحتى اليوم.
لا زلت أتذكر تحقيقات كثيرة، كان لصحيفة المسيرة فضل السبق في كشفها أمام الرأي العام والشعب اليمني، ومن ذلك على سبيل المثال تناولها بالنشر للوثائق الأمريكية الخَاصَّة بإنشاء خلايا جاسوسية في صنعاء، محدّدةً بالأسماء والمقرات التي أسقطتها على صور الخرائط الجوية، وأسهمت بإسقاطها في الواقع وفضحها والقضاء عليها نهائيًّا.
وفي الوقت الذي اتّجهت فيه القوى السياسية أَو بالأصح ما كان يُعرف بمراكز القوى إلى إيقاف إصداراتها الصحفية وسحب أقلامها والاستجابة لتوجيهات الخارج بترك الساحة والسفر للخارج، ظلّت صحيفةُ المسيرة تواصل الصدورَ وتفتح أبوابها وصفحاتها لكل الأقلام الحرة والشريفة التي تعبّر عن معاناة وطموحات الشعب، وعن الثورة والثوار.
وهَـا هي اليوم تصل للعدد 1000 بالتزامن مع مناسبة 2000 يوم من الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي، ليكون بذلك شعبُنا اليمنيُّ قد حقّق صموداً أُسطوريًّا لم يسبق لمثله أحد، كيف لا ونحن نتذكر مناسبة حصار السبعين يوماً التي ظل النظامُ السابقُ يحتفل بها كنوع من الافتخار بالبطولة والفداء.
ألف مبروك للصحيفة وللعاملين فيها ولنا ولشعبنا، ولا ننسى أن نباركَ لأبطالنا في الجبهات بمناسبة مرور 2000 يوم من الصمود، ومعاً يداً بيد حتى تحقيق الانتصار والحرية والاستقلال.