صحيفة “المسيرة”.. ألف عدد من الارتقاء بالوعي واستعادة الثقة
عبدالرحمن العابد
تحتفل “صحيفتُنا” المسيرة بإصدارها العددَ رقم “1000”، معزّزة مسيرةَ سنواتٍ من المواكبة اليومية لكل ما اعتمل في الساحة اليمنية من أحداث على المستويات كافة، وكل ما يهم الشأن اليمني إقليميًّا ودوليًّا بمهنية عالية وكفاءة كبيرة تجلت في مادتها الصحافية المتنوعة والثرية بكل ما يحتاجه جمهورُها على امتداد الجغرافيا الوطنية.
قبل “999” عدداً من الآن، صدر العددُ الأوّلُ من صحيفة “المسيرة”؛ إيذاناً بمرحلة جديدة من الصحافة اليمنية، التي كانت غالبيةُ منابرها عبارةً عن منصات تلميعية، ساهمت لسنوات طويلة في تشكيلِ الوعي العام للمجتمع اليمني بما يتناسب مع توجّـهات النظام الذي حرص على تغييب الوعي المجتمعي عن مصالحه الحقيقية، ومنع الارتقاء به إلى مستويات ما تمتلكه البلادُ من ثرواتٍ وإمْكَانيات مادية وبشرية تؤهله ليكون في صفوف متقدمة من النهوض والنماء، إلا أن النظامَ حينها كان يقدّم مصالحَ أركانه الشخصية على ما عداها، وكانت الصحافة بشتى صنوفها إحدى وسائله الرئيسة لتضليل الرأي العام وإطالة غفلته.
جاءت صحيفةُ “المسيرة” ثمرة من ثمار “المسيرة العظيمة الشاملة”، وأحد المسارات المهمة الضرورية لمواكبة التحَرّكات الفعلية على الأرض للمسيرة المباركة التي يُعَدُّ الارتقاءُ بوعي الإنسان اليمني ومكانته أحدَ مقاصدها الشريفة، وبما يليق بمستواه كشعب ميّزه الرسولُ الأعظمُ عن غيره من الشعوب بالإيمان والحكمة، ورغم أن الصحيفةَ صدرت في ظروف صعبة للغاية، ووسط تجاذبات معقدة؛ نتيجةَ العدوان والحصار؛ إلا أنها كانت جديرةً بأن تصبح محطَّ اهتمام ومتابعة الجمهور الذي وجد في موادها الثرية ما يشبع فضوله في معرفة ما يدور على مستوى محيطه المحلي أَو العربي والدولي، وأهمُّ من ذلك كلِّه وجد الجمهورُ المتابعُ لصحيفة “المسيرة” خطاباً يحترمه ويرتقي به عن مستويات الاستخفاف والاستغفال التي وصلت ذات يوم حَــدّ تدجين وعيه وتجريف قيمه.
في وقت قياسي وظروف غير مهيأة، اختطت “المسيرةُ” لنفسها مراتبَ عالية في ثقة الجمهور وتعزيز إدراكه، لما يجري حوله على الصُعُد كافّة، بصدق الكلمة ودقة المعلومة، وتناول كُـلَّ ما يهم الوطن والمواطن اليمني من خلال المواد الصحافية التي ينتجها طاقمها المؤهل، ويحفل به كُـلّ عدد من الخبر إلى التحقيق، مُرورًا بالاستطلاعات والمقالات النوعية، والتي كانت جديرةً بانتظار الجمهور كُـلَّ يوم إلى نقاط بيع الصحيفة للحصول على ما يتوقون إليه من معرفة ما يحدث وما ستؤول إليه الأمور.
ومن أهمِّ ما تميزت به صحيفة “المسيرة” منذ صدور أول عدد منها كمطبوعةٍ ورقيّةٍ، حتى العدد الألف الذي صدر وقد تحولت إلى صحيفة إلكترونية؛ نتيجة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا -ونأمل عودةَ إصدارها الورقي وعدم التعامل مع المجتمع كما لو أنه يعيش في ميونخ-، مواكبتُها وتغطيتُها المستمرّة لملاحم البطولة ومآثر المجاهدين في جبهات العزة والكرامة، وما يجترحُه أُولئك الأبطالُ في مواجهة أعتى عدوان في التاريخ على يمن الإيمان والحكمة، تغطية مواكبة ومستمرة من كُـلِّ مواقع وجبهات القتال على امتدادها، سواءً في الحدود أَو في المحافظات المحتلّة.
ألف عدد من صحيفة “المسيرة” نقلت صمود ألفي يوم أمام صلف العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، وقدمت فيها آلاف الشواهد على عظمة اليمنيين الصامدين، وجسّدت ما يعتمل في الداخل من مسارات حياتية للعبور نحو المستقبل المنشود.