المسيرة ومشوارُ الـ1000 عدد
توفيق الشرعبي*
في البدء نُهنئُ الزملاء في صحيفة “المسيرة” بقيادة الزميل الرائع صبري الدرواني رئيس التحرير، بوصولهم إلى إنجاز العدد 1000 لهذه الصحيفة التي لم تولد وفي يدها ملعقة من ذهب كغيرها من صحف سبعة نجوم، بل تمخضت بداياتها في قلوب المظلومين، وكُتبت حروفُها الأولى بدم الشهداء، وعدد بعد آخر لتصيرَ صوت المستضعفين، ولسان حال المؤمنين المجاهدين الأحرار التواقين للحرية والعزة والكرامة.
وبين العدد صفر والعدد ألف تجربة صحفية ثرية لا تقاس بالزمن، بل بما اعتورتها من إرهاصات عند صدور كُـلّ عدد من أعدادها الألف، وبما احتوته هذه الأعداد من مواضيع ومدى تعبيرها عن مجمل الآراء تجاه كافة المتغيرات المحلية والعربية والإقليمية والدولية.
ولأن المسيرة “مشروع قرآني” قبل أن تكون حركةً أَو صحيفةً، كان لزاماً على “صحيفة المسيرة”؛ باعتبارها لسان حال هذا المشروع القرآني أن تفتح صفحاتها لكلِّ رأي نافع وقول سديد، ملتزمةً قدر الإمْكَان بتنويع صفحاتها بفنون التحرير الصحفي في تناوُلاتها المتنوعة لمختلف المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والفكرية والأدبية، ولكل ما يتعلّق بقضايا الوطن وهموم المواطن، وفقاً للمسار الذي اختطته المسيرة القرآنية.
ولعلَّ الدورَ الذي قامت به ولا تزال في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني، وفضح جرائمه يجعلها في صدارة الجبهة الإعلامية التي تواجه باقتدار -للعام السادس على التوالي- الماكنة الإعلامية لتحالف العدوان ومرتزِقته، مقدمة التضحيات الجسام في سبيل إيصال رسالتها الجهادية في مواجهة أعداء الأُمَّــة ومشروعهم الرامي إلى تمكين الكيان الصهيوني الطارئ ليتسيدَ على المنطقة ويتحكم بمصاير الشعوب العربية والإسلامية ومقدساتهم وثرواتهم.
ومن البديهي الإشارة إلى أن الاحتفاء بإصدار عدد مائز الرقم كالذي نحن بصدده، يعتبر مناسبة مهمة تستغلها هيئة التحرير لتقييم الأداء بعيون متنوعة لتلافي القصور؛ لأَنَّ من يرم العلا فلا يقنع بما دون النجوم.
ولإدراكي أن الصحف الناطقة بأسماء مكونات أَو أحزاب أَو حركات، تحكمها سياسة وتوجّـه معين، فلن أستغل المناسبة لسرد ما أتمنى أن تنفتح عليه صحيفة “المسيرة”، وسأكتفي برجاء أن يكون قرارُ إيقاف الإصدار الورقي من الصحيفة مؤقتاً وألا يطول.
أشعر أنني أكتب عن جبهة أكبر من حدود الصحافة؛ ولهذا أكتفي بتكرار التهنئة للزملاء في المسيرة دخولهم “أُلفيتها” الثانية.
* مدير تحرير صحيفة الميثاق