صحيفةُ المسيرة والألفيَّةُ الذهبية
مرتضى الجرموزي
اليومَ تحتفلُ صحيفةُ المسيرة (صدق الكلمة)، بالألفيَّة الأولى من عمرها الذهبي نحو الأفق الجميل، مسيرة ألف يومٍ من العطاء الصحفي عشناه صدقاً وحقيقة، عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث.
مسيرة ألف يومٍ تاريخ مقروء على صفحات الأحداث الجسيمة في واقعنا المحلي والعربي والإقليمي والعالمي.
كانت صحيفة المسيرة تعيش ساعةَ الانطلاقة في عالم الصحافة المقروءة يمنياً، لتكون أول صحيفة يمنية وعربية تعيش الواقع وتحاكي تفاصيله بمصداقية وبشفافية، مقارعة بذلك ماكينة الباطل الإعلامية بشقيها المقروء والمسموع والمرئي، كصحيفة ناشئة وفتيّة قهرت المستحيل وتحدّت الصعاب وواجهت منظومة متكاملة عالمية في مجال الصحافة المقروءة، لتتصدّر المشهد الصحفي وتحظى بإعجاب ومتابعة ملايين من أبناء الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية، خَاصَّةً شعوب محور المقاومة والممانعة لإسرائيل دولة وكياناً ومطبّعين ومنافقين.
يوم الاثنين، 2014 / 8/15م، كنّا على موعد مع إطلالة أولى لصحيفة المسيرة تزامناً مع تحَرّكات الشعب اليمني في ثورته الخالدة، حيث بدأت مسيرتها إبّان التصعيد الثوري الذي توج انتصاره في 21 من سبتمبر 2014م، تاريخ انتصار الثورة اليمنية الخالدة في أنصع صفحاته كأول عدد من الصحيفة الناشئة.
بدأت الإصدارَ كعدد واحد في الأسبوع، ثمّ إلى عددين في الأسبوع، لتتوسع في مواكبة الأحداث مع مطالبة عشّاقها ومتابعيها بإصدارات يومية تفيء بالغرض وتواكب المستجدات الطارئة، وهو ما تم بفضل الله ثم بفضل مجلس إدارة وقيادة الثورة والعاملين بالصحيفة، لتسابق الزمان بإصدارات يومية كانت وما تزال وستظل تمتعنا بجديد أُطروحاتها الراقية.
وبعد مرور ألف عدد من ميلادها، نستغل الفرصة والذكرى الرائعة لتهنئة قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي، ومجلس إدارة وعاملي وموظفي شبكة المسيرة الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية، وهي لكلِّ الأحرار والصادقين والخيرين الرافضين للهيمنة الغربية وثقافة الدجل والخداع وتزييف الواقع ومغالطة المجتمعات والشعوب ذات الفهم السطحي.
(القضية الفلسطينية غدت معياراً لفرز العدوّ الحقيقي).
(من لا يحترم خروج الملايين فهو يريد لغة أُخرى مسمعة).
عنوانان رئيسيان لحديث السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وحواره الصحفي الذي يُعتبر الأوّلَ من هذا النوع، التي فازت الصحيفة (صدق الكلمة) عبر افتتاحية إصدارها الأول، والذي تطرّق السيدُ لأمور عدّة في آخر المستجدات المحلية والعربية ورفضه للجرعة الحكومية ورفع أسعار المشتقات النفطية التي بلغت حينها بنسبة 100 % ووقوفه الدائم مع القضية الفلسطينية واهتمامه بالقضية الفلسطينية التي كانت وما تزال المحور الأهم والقضية الأبرز للشارع العربي والإسلامي، والتي مِن أجلِها كانت المسيرة في مقدمة الصفوف عداءً للمحتلّين الصهاينة ومن خلفهم الأمريكان ومنافقي العرب.
كان ميلاد صدى المسيرة بمثابة بارقة أمل وخير للشارع اليمني والعربي، وهي تحمل في طيّات عناوينها القضايا العربية والإسلامية، كاشفةً بذلك زيف الصحف الأُخرى التي ظلّت لعقود تسبح عكس إرادَة الشعوب، حيث كان وما يزال اهتمامُها بدخول وخروج أمراء وزعامات عربية لا تهش ولا تنش وهي تسوّق الصور المخزية عربيًّا وإسلاميًّا.
لتبقى صحيفة المسيرة اليمنية قرآناً ناطقاً في عالم الصحافة ذات الاهتمام بجانبي توعية الأُمَّــة والشعوب، من خلال نشرات الثقافة القرآنية على صفحاتها الصادقة في مُجمل أعدادها الذهبية اليومية والأسبوعية.
اليوم نعيش ويعيش الأحرارُ وقيادة الثورة ومجلس إدارة وعاملي الصحيفة اليوم الذهبي والإصدار الألف من مسيرة الصحيفة القرآنية، لترسم بذلك لوحة الألف ميل من العطاء والجهاد المقاوم التي تأسست؛ بهَدفِ مواجهة الإعلام المنافق والمنحط الذي سعى لتمييع الشعوب العربية والإسلامية تدجيناً بالثقافات المغلوطة والهابطة.
لتكون الصحيفة بمثابة النور المضيء والسراج الوهّاج والمنير والهادف سموًّا ورفعة نحو الرقيّ الصحفي المستمّد حروفه من القرآن الكريم، نوراً وبهاءً، وهَـا هي قطعت ألف شوط من مسيرة الأجيال المتعاقبة، جهاداً في سبيل الله صدعاً بالحق وكشفاً لحقائق طالما أخفتها الصحف السوداء المشبوهة التي سعت لتمجيد الباطل على حساب الحق.
ألف شمعة تُشعلها اليوم صحيفة المسيرة.
ألف عددٍ في تعداد المِئة ألف مليون عدد من يوميات المسيرة.
ألف شمعة في ألف يومٍ تزدهر فيه صدق الكلمة المقروءة.
ألف شمعة في ألف زهرة في ألف ألف ألف قُبلة، في ألف ألف ألف مليون حكاية قدسية فلسطينية مقاومة يمنية عربية، تسعى وتعمل جاهدةً للتحرير حتى نيل الحرية والسيادة العربية المجابهة لأئمة الجور والظلام، بكافة توجّـهاتهم الخبيثة المسارعة ولاءً وطاعة نحو من ضُربت عليهم الذلةُ والمسكنةُ ولعائن الله وملائكته والناس أجمعين.
ألف شمعة في ألف يوم، وعُقبى ألف مليون عام بإذن الله بأثمار العز والانتصار اليمني العربي الحر والمقاوم.