صوت الشعب وصوت الثورة
المسيرة – منصور البكالي
ونحن في ختام الألفية الأولى لصحيفة المسيرة، التي انطلقت من بابِ الشعور بالمسؤولية تجاه شعبنا اليمني والتعبير عن همومه وتطلعاته ومشكلاته وتوعيته وتنويره، واستنهاضه في مواجهةِ العدوان والمشاركة في محاربة مظاهر الفساد المؤسّسي والقيمي والأخلاقي، وتثقيف المجتمع بالثقافة القرآنية على رأس أولوياتها ودوافع أَسَاسية لمواصلة صمودها في معترك بناء الوعي المقاوم، وتصحيح المفاهيم، والرؤى وكشف الحقائق في زمن كَثُرَت فيه محاولاتُ وسائلِ التزييف للوعي والتضليل للشعوب، وتجريف كُـلّ القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية السامية.
وهنا لا بد علينا من استذكار طبيعة المرحلة التي استدعت إصدار هذه الصحيفة، حيث كان أول إصدار لها في مرحلة مفصلية من تاريخ شعبنا اليمني، ومملؤة بالأحداث والمتغيرات البنيوية على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية والثقافية.
وكانت تلك المرحلة من أسوأ المراحل والمنعطفات التاريخية التي عصفت بشعبنا اليمنية؛ نتيجةً لتراكمات ماضوية طويلة كادت أن تنهي على كُـلّ مقومات المجتمع اليمني الأصيل وهدم وتفتيت كُـلِّ أواصره، واستهداف هُويته الإيمانية، حيث كانت ساحة الوعي متروكة لنشر الأفكار الهدامة، والقيم الغربية برعاية رسمية من قبل حكومات مرتهنة للإدارة الأمريكية وقيادات مسلوبة الإرادَة يتحكم بها ويديرها سفراءُ الدول الاستعمارية.
فكادت الهُوية الإيمانية حينها أن تتبخر، وكاد الوعي المجتمعي أن ينسلخَ عن قيمه ومبادئه، وكادت معنوياتُ الأحرار أن تحبط، لولا الرؤية الحكيمة لقيادة المشروع القرآني الذي منَّ اللهُ به على شعبِنا اليمني، وكان لهذه الصحيفة دور في تقديمه للشعب، والرد على محاولات الاستهداف والتشوية لهذا المشروع من قبل أكبر ترسانة إعلامية بمكائن مختلفة في ألوانها متحدة في أهدافها، يديرها ويحركها أزلام الاستخبارات الصهيوأمريكية من داخل السفارات في العاصمة صنعاء.
وكان من الضرورة بمكان أن يكون للمشروع القرآني ولثورة 21 سبتمبر 2014م صوت ووسائل دفاعية لحماية المجتمع من كُـلِّ ذلك التضليل الذي كاد أن يسلب الشعب فكره السليم ورؤيته العادلة، فبرزت صحيفةُ المسيرة وشبكة المسيرة كخط دفاعي أول، في حين كان العدوُّ لا يزال هو وأدواته من يتحكمون في رسم السياسات العامة وتوجيه المجتمع نحو تنفيذ مخطّطات تخدم توسع نفوذ الهيمنة الصهيوأمريكية على مستوى المنطقة، بوسائل إعلامية مختلفة.
وأمام هذه المهام وهذا الدور لا يمكن لنا اليوم إلَّا أن نقولَ: تُعتبر صحيفةُ المسيرة صرحاً من صروح المشروع القرآني، ولساناً من ألسنة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وحجر زاوية في تعزيز الصمود في مواجهة العدوان، واستنهاض الهمم الشعبيّة، وأداة رقابة على أداء المؤسّسات، وجمعت بين صوت الشعب وصوت الثورة.