هي الصوتُ المعبِّرُ عن الثورة والجانب المشرق للمسيرة القرآنية.. وهي الأرشيف الذي يتضمن تاريخ ويوميات المسيرة والثورة المباركة.. كما أنها نبضُ الشارع وصوتُ معاناة الشعب على مدار خمس سنوات من العدوان والحصار الشامل.. هي الترجمانُ لكل ما عاناه الشعب اليمني.. وهي صوت آلامه وأوجاعه مع سنوات الحرب الظالمة والحصار الجائر.
لقد كانت الصحيفةُ الأرشيفَ الأدقَّ والأقوى لمسيرة رافقت المسيرة القرآنية وحركة الثورة.. المدونة والموثوقة لكل نشاط قام به الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني.. المدوِّنة لكل ما لاقاه هذا الشعب المجاهد الصابر.. كلها ستجدها في المسيرة.
مع قلة إمْكَانياتها وبساطة كادرها عدداً، تجدها الصوتَ المعبّرَ والنابضَ بحيويتها ونشاطها..
صحيفةُ المسيرة هي صاحبةُ الصدارة التي سجلت وقائعَ الحرب والصوتُ الذي كشف عوارَ الأمم المتحدة، ورغم أنها كانت تصدر يوميًّا إلَّا أنها واكبت مسيرة الثورة من بدايتها.. لقد كان لها الدورُ البارزُ في ترجمة نبض الشارع وتفاعله.. هي من كشفت كُـلَّ جوانب المؤامرات التي يتعرض لها الشعب اليمني وكل ما يجري في دهاليز دول العدوان والمؤامرات الدولية في الغرف المغلقة.. لقد كان لها شرفُ ترجمة وأرشفة كُـلِّ التحَرّكات الشعبية في مواجهات العدوان وتسجيل كُـلّ المنعطفات التي مرَّ بها اليمن.. فهي بحق أرشيف لحركة الثورة ومسيرة الشعب اليمني لكلِّ من أراد أن يؤرخ لتاريخ اليمن وثورته المباركة، فلقد كان لها شرف تدوين حركة التاريخ في الأعوام الماضية سياسيًّا وعسكريًّا..
والتي وثّقت لكل شيء، فلن يفوتَ المؤرخُ أيَّ منعطف بتاريخ الثورة.. وهنا يجب أن نؤكّـد أن قرارَ إيقاف صدورها بالشكل الورقي هو قرارٌ خاطئ بامتياز.. فذلك القرارُ قد حجبها عن قُرائها الكرام، ومثّل عائقاً أمام المهتمين والباحثين في تاريخ الثورة، والتي تمثل الصحيفةُ بالنسبة لهم أرشيفًا هامًّا وأَسَاسيًّا؛ ولهذا نقول: لا بُـدَّ من عودة صدورها ورقياً، وَيجب مراجعةُ قرار إيقاف طباعتها، فهو خطأٌ استراتيجي..
* الأمين العام لرابطة علماء اليمن