للزملاء في صحيفة المسيرة ألفُ تحية
حميد رزق
في وقتٍ ضيِّقٍ، استجبتُ للزميل العزيز صبري الدرواني الذي أخبرني أنهم بصدد إصدار عدد خاص بمناسبة صدور العدد 1000 من صحيفة المسيرة..
لقد كانت ولا تزالُ بالنسبة لي الصحافةُ الورقيةُ واحدةً من أهم وأرقى مجالات الإعلام، وبرغم الظروف التي تمر بها اليمن؛ نتيجةَ الحصار والضائقة المعيشية التي أثّرت سلباً على اهتمامات الناس إلَّا أن الصحافةَ الورقيةَ في اليمن احتفظت بحضورها وتألُّقِها، من خلال عدد من الإصدارات، وفي طليعتها المسيرة الصحيفة التي كانت رديفاً وصدىً للمسيرة القناة في مواكبة نضالات الشعب اليمني وثورة 21 سبتمبر، ومن ثَمَّ الإسهام الفاعل في مواجهة العدوان وفضح جرائمه بحق الشعب اليمني.
وفي ظل محاولات العدوّ تغييبَ الناس والشارع في اليمن عن مواكبة الأحداث من خلال استهداف محطات الكهرباء وحرمان الناس من مشاهدة المحطات الفضائية، لا سِـيَّـما بداية العدوان، فقد كانت الصحافة الورقية وفي مقدمتها صحيفة المسيرة تنقل الخبرَ والتحليل وتواكبُ الأحداث فشكلت بديلاً مهماً وضرورياً كسرت محاولات العدوّ تغييبَ الإعلام الوطني وممارسة الحرب النفسية من خلال ماكنته الإعلامية الواسعة والكبيرة..
تميَّزت صحيفةُ المسيرة خلال مسيرتها السابقة بالتقارير الميدانية والتحقيقات المتعلقة بقضايا تهمُّ الوطنَ والمواطِنَ، وتميَّزت بمادتِها الثقافية الثرية، ما جعلها تحظَى بمكانةٍ وأهميّةٍ في ميدان التوعية والتثقيف.
لن أُطيلَ في الحديث وغايةُ ما أتمناه أن تعودَ المسيرةُ صحيفةً ورقيةً ولا تظل مقتصرةً على الإصدار الإلِكتروني، فبرغم التطور في مجال التواصل والاتصالات، لكن هذا لا يعني أن الصحافةَ الورقيةَ فقدت أهميتَها وجاذبيتَها، لا سِـيَّـما أن الكثير من الأرياف والمناطق النائية في اليمن لا تزال محرومةً من الكهرباء ومن الانترنت ويُشكِّلُ الإعلامُ الورقي بديلاً ورافداً للوعي لا يجبُ أن يغيبَ أَو يتمَّ التساهُــلُ بأهميَّتِه وحيويته..
ألفُ تحية للزملاء في صحيفة المسيرة، ونتمنى لهم كُـلَّ التوفيق والنجاح والمزيدَ من التميز والإبداع.