فضائح صالح الخفية مع إسرائيل.. التطبيعُ من وراء حجاب!
المسيرة- أحمد داوود
كشف المتحدثُ باسم القوات المسلحة، العميد الركن يحيى سريع، بالوثائق، جانباً عن علاقةِ النظام السابق بِكيان الاحتلال الصهيوني والتدخلات الإسرائيلية في اليمن.
ويأتي ذلك بعد ما يقارِبُ أسبوعين من تعهُّدِ قائدِ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خِطابه الأخير، بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، بالكشفِ عن جانبٍ من هذه العلاقة بين الجانبين، حيث كان النظامُ السابقُ يتجهُ بالسلطة آنذاك إلى تبنِّي سياساتٍ خاطئة ومنحرفةٍ ضمن المسار الذي يحدّدُه الأمريكي.
وافتتح العميد سريع خلال مؤتمر صحفي عُقد، يوم أمس بصنعاءَ، بالحديث عن حصول صنعاء على وثيقة صادرة عن جهاز الأمن القومي إبان النظامِ السابقِ تؤكّـدُ وصولَ مسؤولين صهاينة إلى صنعاء بشكل سري، حيث وصل في 14 يوليو 2007، مستشارُ وزير الخارجية الإسرائيلي، بروس كاشدان، في زيارة غير معلَنة استمرت ليومين.
وتوضحُ وثيقةٌ ثانيةٌ صادرةٌ عن جهاز الأمن القومي أن المسؤولَ الصهيوني التقى في الزيارة غير المعلنة في يوليو 2007 بقيادات عسكرية وأمنية من أقرباء علي عبد الله صالح، ثم توضح وثيقةٌ أُخرى بأنه تم الترتيبُ لهذه الزيارة من قبل مسؤولين يمنيين، إضافةً إلى دور النظام الإماراتي في ذلك.
ولم تكن هذه هي الزيارة الأولى لهذا المسؤول الصهيوني، بل تبعته زيارةٌ أُخرى سنة 2007، بحسبِ وثيقة صادرة عن جهاز الأمن القومي إبان النظام السابق، وقد جرى خلال هذه الزيارة بحث ما سمي بالتعاون بين المسؤولين في السلطة مع المسؤول الصهيوني في المجال الأمني وأمن البحر الأحمر وباب المندب، كما تكشفُ وثيقة أُخرى صادرةٌ عن الجهاز أنه تمت مناقشةُ المجال العسكري، والمجالات الزراعية والسياحية والتعاون التجاري والسماح للمنتجات الإسرائيلية في السوق اليمنية.
ولعل أهمَّ ما بحثه المسؤولُ الصهيوني خلال هذه الزيارة التعاونُ في مجال الطيران المدني والتهيئة لتوقيعِ اتّفاقية تسمح للطيران المدني الصهيوني من عبور أجواء اليمن.
ولم يكتفِ متحدثُ القوات المسلحة عند هذا الحد من الفضائح النتنة لنظام صالح، بل أشار إلى أن وثيقةً صادرةً عن سفارة الإمارات في صنعاء مطلع مارس 1996 تؤكّـدُ قيام وفد الكنيست الصهيوني بزيارة صنعاء، ووثيقة أُخرى صادرةٌ عن سفارة الإمارات بصنعاء تؤكّـد أن وفداً يهودياً زار صنعاء، والتقى مسؤولين على رأسهم علي صالح، في إطار الجهود الصهيونية للتطبيع بين كيان الاحتلال الصهيوني واليمن.
وبحسب الوثيقة الصادرة عن سفارة الإمارات بصنعاء، فَإنَّ الوفدَ اليهودي الزائر لصنعاءَ طلب من المسؤولين تجنيسَ ما يقاربُ 60 ألفَ إسرائيلي بالجنسية اليمنية، منهم 15 ألفاً يحملون الجنسية الأمريكية، وأن الوفد اليهودي الزائر لصنعاءَ قابل شخصياتٍ مهمةً، أبرزُها عبدُ الكريم الإرياني وعلي محسن الأحمر ومطهر رشاد المصري.
وبيّن المتحدثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في مؤتمره الصحفي أن السفير الإماراتي في صنعاء، حمد سعيد الزعابي، كتب في مذكرة للخارجية الإماراتية سنة 2004 أن “التطبيعَ اليمني اليهودي” يدخل ضمنَ مخطّط أكبر ترسُمُه الولاياتُ المتحدة الأمريكية”، مُشيراً إلى أن السفيرَ الإماراتي قال في مذكرته إن: “هناك دوراً يراد لليمن أن تلعبَه ضمن مخطّط أمريكي في المنطقة”.
ولفت العميد سريع إلى أن السفيرَ الأمريكي بصنعاء أشاد، في 19 مايو 1997م، بقرار الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح الذي قضى بإلغاءِ المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة.
وأكّـد متحدثُ القوات المسلحة أَن أمريكا كافأت سلطةَ الرئيس الأسبق بمنح القوات الجوية قطع غيار طائرات إف 5 شرطَ ألَّا تسهمَ في تحسين القدرة الهجومية للطائرات.
ونوّه متحدثُ القوات المسلحة إلى أننا: “نمتلكُ أدلةً أُخرى على المشاركة العسكرية الإسرائيلية في العدوان وسيتم الكشف عنها في الوقت المناسب”.
واختتم العميد سريع مؤتمرَه الصحفي بجملةٍ من التأكيدات، من بينها أن المعركةَ اليومَ هي معركةٌ مصيريةٌ والوقوف في وجه العدوان هو وقوفٌ في وجه المخطّطات الإسرائيلية، وأن التصدِّيَ للعدوان هو الموقفُ الصحيحُ والوقوف في وجه المؤامرة الإسرائيلية؛ حفاظاً على اليمن، وأن تطبيعَ العلاقات بين أنظمة وسلطات دول العدوان وبين الكيان الإسرائيلي المشارك في العدوان على بلادنا يؤكّـدُ أننا بالفعل في الموقفِ الصحيح.
وأكّـد العميد سريع كذلك على أن المواجهةَ والصمود هو الخيارُ الذي لا يمكنُ التراجُعُ عنه، مُهِيباً بمواجهة المخطّط الصهيوني القاضي بتجنيس عشرات الآلاف من اليهود بالجنسية اليمنية؛ لما لهذا المشروع من خطورة على الأمن القومي اليمني.
وحذّر متحدثُ القوات المسلحة حكومةَ العُملاء والمرتزِقة من الإقدام على أية خطوات أَو أيةِ إجراءاتٍ تعمَلُ على تحقيق تلك الأهداف، لا سِـيَّـما مشروع تجنيس اليهود، كما دعا كافةَ أبناء الشعب اليمني، لا سِـيَّـما العاملين في السفارات للوقوف أمام هذا المشروع؛ حفاظاً على اليمن وانتصاراً للقضية الفلسطينية.
وأهاب متحدثُ القوات المسلحة باليمنيين ممَّن يعملون لصالح القوى الأجنبية بالعودة إلى جادة الصواب، مؤكّـداً على دَور المجتمع في إفشال هذا المخطّط الذي يستهدفُ اليمنَ والعملِ على تحصينه.