المسيرة تحملُ مظلوميةَ الشعب
د. خالد السبئي
أولاً: أُحييكم وأُهنئكم رفاقي وَزملائي القائمين على صحيفة المسيرة “صوت الحقيقة”، ومن خلالكم إلى المناضلين الوطنيين والقوميين والأحرار، وفي مقدّمتكم القائدُ المناضل السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد ثورتنا، وفخامة الرئيس مهدي المشَّـاط رئيس المجلس السياسي للجمهورية اليمنية، وإلى أبناء شعبنا وعلى رأسهم أبطالُنا رجال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف جبهات وَميادين الصمود والدفاع عن الوطن أرضاً وإنساناً.
لقد انطلقت صحيفةُ المسيرة من الميادين وساحات النضال الوطني القومي، تحمل مظلومية شعب يبحث عن وطن بنقلها للواقع كما هو في تلك الميادين، متبنِّية هموم وتطلعات أبناء شعبنا بكل شفافية ومصداقية، فأصبحت لدى القارئ والمتابع في الداخل والخارج صوتَ الحقيقة في زمن التضليل الإعلامي الذي تجسّده الإمبراطوريات الإعلامية الممولة من قوى الشر والتآمر على شعوبنا، الأداة الطيعة لتتفيد المشاريع الاستعمارية، فكان لصحيفة المسيرة دورٌ بارزٌ في مواجهة وكشف الحقائق خلال العدوان الصهيوأمريكي وأدواته في مشيخات الخليج لآل سعود وأولاد زائد، ومعهم مرتزِقة الداخل من باعوا أنفسَهم للمال المدنس مقابل دماء أبناء شعبهم المقاوم ليدمّـروا الأرض والإنسان، والتضليل الرديف والكذب المستمرَأ للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والشائعات، وسيلتهما في التشويه والتزييف، والهدف التحكم في وعي الناس، وتوجيه سلوكياتهم وَنشر الأكاذيب وتضليل المشاهدين وتقديم أدلة مزيفة بالصوتِ والصورة.
إنَّ من الوظائف الرئيسة التي تؤديها وسائلُ الاتصال الجماهيرية كمواقع التواصل الاجتماعي، هو ذلك التأثير السلبي الواسع في ظل الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي، التي حضرت بقوةٍ في حياة الأفراد خلال العقد الأخير وخُصُوصاً العربي، وتجلّى أبرزُها في الترويج لجملة من المعلومات المغلوطة والأحداث الزائفة، ما انعكس على الحياة الاجتماعية والعلاقات التي تؤلفها؛ وذلك بفعل الحضور اللحظي لهذه المنصات في يوميات الأفراد وتأثرهم السريع بما تحمله لهم من أخبار نائية عن التوثيق والمصداقية، كوظيفة تكوين الآراء والاتّجاهات لدى الأفراد وَالجماعات والشعوب، وهذه الوظيفة لا يمكن عزلُها عن الوظائف الأُخرى كالأخبار والترفيه، إلّا أنها تمتازُ عنها بخصوصية الهدف من هذه الوظيفة، وخلف كُـلّ ذلك هناك جهات ذات مصالح مشبوهة، وأهداف غير مشروعة تبحث لها عن أقصر الطرق لتحقيقها، من خلال التحريف أَو التضليل الإعلامي، يراد منه حرف وتحويل المعلومات عن مؤداها الطبيعي ومسارها الحقيقي؛ بغرض التأثير على الرأي العام الذي لا يتحقّق بسير المعلومات في اتّجاهها الطبيعي؛ لذلك يلجأ شياطين وسائل الإعلام إلى التحريف والتضليل ولي أعناق المعلومات حتى تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة والمسيطرة والمالكة للمؤسّسات الإعلامية.
وبما أن الإعلامَ سلاحٌ ذو حدين، وهذا العالم ليس عالماً مثالياً خالياً يعمُّه السلام وَالعدالة وَالمحبة، ومع تضارب المصالح واختلافها وتضادها، فَـإنَّ ذلك جعل من التضليل الإعلامي سلاحاً فعّالاً في الصراعات، ولكن يتم ذلك عبر أُسلُـوب القوة الناعمة التي تؤثر ببطءٍ وعلى المدى الطويل دون أن يلاحظها الكثيرون، بهذه أساليب يمكن القولُ بأنها دعائمُ أَسَاسية للتضليل أَو التحريف الإعلامي، كسياسة متبعة في وسائل الإعلام الرأسمالية الديمقراطية التي تعتمد التضليل لتحقيق أهدافها، وذلك لتيقنها أنها تعملُ عكس الحقيقة، وأن الحقيقة تحول دون نجاحها في إقناع الناس برسالتها الإعلامية، وحتى لا يشعر المتلقي (القارئ، المستمع، المشاهد) بخيوط التضليل الإعلامي، فَـإنَّ شياطين الإعلام تعتمد على “برمجة اللغة العصبية” في التأثير على الرأي العام، من خلال استخدام التلميح دون التصريح حتى لا يؤثر التصادم الفكري سلباً في نجاح الرسالة الإعلامية للوصول إلى هدفها.
وكان لها الدورُ البارزُ أن تحمل أهداف ثورتنا “ثورة” التحدي والصمود في “21 من سبتمبر” 2014م، ثورة العزة وَالكرامة الخالدة، الحاضرة في أذهان شرفاء اليمن المجيدة التي فجّرها أبناءُ شعبنا اليمني، هذه الثورة التي وضعت في مقدمة أولوياتها تحريرَ كافة الأراضي ورفع كرامة الإنسان اليمني عالياً، تجسيداً لعنوان أمنه واستقراره والحفظ على استقلال القرار والسيادة الوطنية أرضاً وإنساناً، وتحقيق العدالة بين كافّة أفراد الشعب، وقد أثبتت الثورةُ مسارَها من خلال قيام الحركة التصحيحية المباركة التي قادها عظيم هذه الأُمَّــة القايد المناضل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ستتمكّن اليمن من خلال هذا القائد العظيم من استمرار ثورتها حتى انتصارها بتحقيق كامل أهدافها في تحقيق النهوض الشامل في مختلف ميادين الحياة، ثورة جماهير الشعب المتطلعة إلى التقدم في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية، ثورة التحدي للانفصال والتخلف والقوى الاستعمارية والصهيونية الغربية.
بكلِّ الفخر والاعتزاز لثورة 21 سبتمبر 2014 استقلال القرار والسيادة الوطنية أرضاً وإنساناً.
وكما جاءت الصحيفةُ مع فجر 21 سبتمبر، مشرق بعد عتمة ليل طويل، ومنه شعّ الضياء، هو فجر مخلّد يمني يوم العزة وَالكرامة الخالدة، خلفه شهداء حاضرون في أذهان الشرفاء وأحرار اليمن، ومن ضمير كُـلِّ الثورات اليمنية التي لم تحقق أهدافها التي ضحّى مِن أجلِها مناضلو الثورات اليمنية في الشمال والجنوب من 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر من القرن الماضي.
إن ثورةَ 21 سبتمبر 2014م، ستظلُّ مستمرةً حتى انتصارها بتحقيق كامل أهدافها في الالتحام، والشعب اليمني بثورته وقائده الإنسان “على نهج استكمال أهداف كُـلّ الثورات اليمنية”، لتكون صمام أمان للحفاظ على الأرض والإنسان اليمني، الذين بذلوا لأجل تحقيق أهدافها دماءَهم وأرواحَهم لأجل اليمن التي عانت لعهود طويلة من سيطرة قوى الاستغلال والقهر والحرمان والتخلف، من خلال الإقطاع والبرجوازية المرتبطة بالأجنبي عبر بوابة ما يسمى بالرياض، والتي عاثت في أرض اليمن فساداً من خلال اتِّباع سياسة “فرّق تسد”، ممثلاً في المستعمر السّري غُزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري، وعملت على تحويل اليمن إلى مجتمع متخلف يسوده سيطرةُ القبيلة وقوى الاستغلال والقهر والحرمان والتخلف، وانتشر فيه النهب لثروته الطبيعية والاستغلال للأرض والإنسان من قبل الأقلية الحاكمة… إلخ.
ونحن ندرك حجمَ التحديات التي تواجه الوطن اليمني، فقد جاءت ثورةُ 21 سبتمبر 2014 لإبداع صيغ علمية وفكرية وتنظيمية لتعيشها جماهيرنا اليمنية واقعاً يوميًّا من خلال دراسة الواقع التاريخي والإنساني، وتطور حركة التحرّر ضمن محورنا المقاوم العربي والإسلامي، يثبتان أن الثورة لم تكن حركة عفوية متعصبة، ولا طفرة طارئة أوجدتها ظروف محلية وأحداث مرحلية، وإنما كانت نتيجة حتمية لمجمل الظروف والأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشها الوطنُ اليمني آنذاك، فولادته كانت طبيعية؛ لأَنَّه وُلد من رحم مُعانات الشعب اليمني الصابر وَالكادح، ومن جوع الناس وآلامهم، في أكواخ وأكثر من 80 % تحت خط الفقر من الكادحين الطيبين، من ضمير الشعب اليمني الأصيل ووجدان أبنائه لأبدع صيغ علمية وفكرية وتنظيمية تعيشها جماهيرنا اليمنية واقعاً يوميًّا كانت الولادة، ضد الواقع اليمني المظلم، واقع الاستغلال والقهر والحرمان والتخلف والاستعمار للقرار والسيادة، لكل الكادحين من شعبنا اليمني، ليكون قدر الأُمَّــة في مواجهة التحديات وتحالف قوى العدوان الصهيوأمريكي وأنظمة العهر بقيادة النظاميين السعودي والإماراتي “السياسية الفاسدة وإيذاناً بانبلاج فجر جديد يحلل الواقع ويضع الحلول المناسبة”
إن المتتبع للأحداث التي شهدتها اليمنُ من قبل وَبداية العدوان لتحالف أنظمة العهر بقيادة الصهيوأمريكي السعودي والإماراتي، سوف يُدرك حجم الأحداث والمُتغيرات الكبيرة والسريعة التي شهدتها المنطقة خلال هذه الفترة، وهي أحداث لم تكن وليدة الصدفة أَو ناتجاً طبيعياً فرضها الواقع المُعاش للحياة اليومية كسائر بقية بلدان العالم، بل كانت أحداثاً ممنهجة ومدروسة ومخطّطاً لها بكلِّ دقة وعناية من قبل أعداء اليمن وَالأمة بشكل عام، ونحن ندرك جيِّدًا الأهداف الواقفة خلف الدور الأمريكي القذر في اليمن وسورية والعراق وليبيا، وقبلهم في فلسطين، وهو دور يصبُّ في خدمة الكيان الاستيطاني الصهيوني الغاصب للأرض والإنسان العربي في فلسطين والجولان وغيرها من الأرض العربية، والذي تلعبه القوى الاستعمارية بقيادة أمريكا، وهي تقود معركة مصيرية لن تفرّط فيها بسهولة، ولو كلفها ذلك التحرك بطريقة مكشوفة منذ وقت مبكر، وسبق لنا أن حذّرنا من نفاق ومؤامرة واشنطن منذ وقت طويل، ولا نزال نؤمن أن دور واشنطن لن يكون يوماً دوراً إيجابيًّا بل تآمريٌّ، وعدوانُها اليوم علينا فِي اليمن أو على الأراضي العربية في فلسطين وسورية ولبنان وليبيا العراق أَو في أي قطر عربي، إنما هدف هذه المواقف الأمريكية العدوانية هو تطويعُ الإرادَة العربية المتطلعة لحياة الحرية والاستقلال والسيادة والعيش بكرامة فوق أرضه وتحت سمائه، بعيدًا عن كُـلِّ أشكال الوصاية الإمبريالية القذرة الحارسة للصهيونية ومشاريعها الاستيطانية التوسعية الهادفة إلى تحقيق الحلم الصهيوني (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل!!).
إن قرارَ شنِّ العدوان على اليمن تم اتِّخاذُه في البيت الأبيض، بحضور المدعو عادل الجبير، عندما كان سفيراً لنظام بني سعود في واشنطن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وكان الدعمُ الأميركيُّ يفوق حتى الحملات العسكرية الإسرائيلية على غزة، فقد برّر موقف تصريحات دونالد ترامب خلال حملته عن السعودية بقوله: “إن النظام السعودي بمثابة بقرة حلوب لبلاده، ومتى جفَّ ضرعُها ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أَو نطلب من غيرنا أن يذبحها”، مُشيراً إلى أن “السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريباً، وستحتاج لمساعدتنا، لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى”، بل واتّهمها بالتدخل في اليمن المجاور طمعاً في نفطه وثرواته؛ ولذلك لقد كانت الولادة بذرة ثورية طيبة في رحم طيب، وأرض طيبة خيرة أعطت ثماراً طيبة، ومصالح الشعب اليمني وحقه في تقرير مصيره والدفاع عن أرضه ضد كُـلّ أشكال الاحتلال بوعي شعبها وتلاحمه والتزامها بمواقف ومبادئ الوطن بكل أشكال النضال؛ مِن أجلِ استعادة الحقوق اليمنية المغتصبة.
واليوم نحتفل بكلِّ الفخر والاعتزاز مع جماهيرنا بالذكرى الرابعة للثورة التي جاءت فجر 21 سبتمبر2014، تجسيداً لنضال أبناء شعبنا بمختلف شريحة المجتمع اليمني، كصمام أمان للحفاظ على الأرض والإنسان الذي اليوم صمد أمام أكبر مؤامرة عدوانية يشنُّها تحالفُ قوى الاستعمار العالمي الصهيوأمريكي، من خلال أدواته في المنطقة وعلى رأسهم النظامان السعودي والإماراتي وبقية المشيخات والكنتونات في الخليج المحتلّ، بهذه المناسبة لنؤكّـد كأحرار هذا الوطن لمراجعة مسيرتنا النضالية الغنية، بتجرّد، وعمق، وصدق، وجرأة، وروح عالية، للوقوف عند مواقع الإخفاق وسلبياتها والعمل على تطويقها وتجاوزها، وُصُـولاً إلى الوطن اليمني المنشود لتحقيق أهداف تلك الثورات والحفاظ على الوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً.
واليوم 21 سبتمبر أسقطت رهانات الداخل وَالخارج، وأسقطت مشروعَ الوصاية الصهيوأمريكي ممثلاً بنظام بني سعود، وستسقط مشاريع الغزو والاحتلال لتحالف العهر والعدوان الصهيوأمريكي السعودي والإماراتي وحلفائهم، واليوم اليمن في ظلِّ ثورة 21 سبتمبر غير بداية العدوان الذي كان لا يمتلك أيةَ قوة ردع للدفاع عن نفسه أمام هذا التحالف، ولكنَّ الظروف والأزمات التي يتعرض لها تصنع المعجزات، ولا يوجد شيء مستحيل أمام قوة وصلابة الإنسان اليمني الذي يمتلك التاريخ والحضارة لعشرات آلاف السنين ما قبل وبعد الميلاد.
وكما تعلمون أن رسائلَ القوة الصاروخية التي تم إرسالُها كانت من خلال القوة الصاروخية والطيران المسيّر، باستهدافه بعضَ المنشآت العسكرية، كانت في الجبهات الداخلية أَو نجد والحجاز أَو في الإمارات، ما هي إلّا رسائلُ بسيطة مما يملك اليوم من قوة ردع، وهذه الرسالة هي رسالة تحذيرية ورداً على المجازر التي تُرتكب بحق أبناء اليمن، وَإذَا لم يوقفوا عدوانهم سيكون القادم أعظم في بنك أهداف جيشنا ولجاننا وقوتنا الصاروخية والطيران المسيّر الذي أصبح اليوم في بنك أهدافه منشآت عسكرية ومصالح أمريكية وغربية في المنطقة، في الوقت نفسه حَـاليًّا يمكن القول إنّ اليمن هو ضمن الوطن العربي لم يشهد وجوداً أجنبياً طاغياً بشقيه السياسي والعسكري، كما يشهد خلال الأعوام الحالية، والآن يتمثّل هذا الوجود الأمريكي والغربي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، أصبح ساحةَ صراع بين القوتين العظيمتين على مناطق النفوذ في المنطقة العربية وشرق أفريقيا والمحيط الهندي، وخَاصَّةً بعد أن تعاظمت الثروةُ النفطيةُ في منطقة الخليج وعبور 60 % من نفط الخليج إلى أُورُوبا واليابان والولايات المتحدة عن طريق باب المندب، وجعله أكثر عرضة للتهديد بحروب شاملة أَو بحروبٍ إقليمية محدودة مثل التي نشبت بين إثيوبيا والصومال والحرب الإرتيرية الإثيوبية… إلخ.
وقد جلب البحرُ الأحمرُ المتاعبَ والمشكلات للدول المطلّة على سواحله، وجعلها عرضة للغزوات والحروب، وبالتالي فَـإنَّ التواصل الجغرافي المباشر بين البحر الأحمر والخليج العربي عن طريق باب المندب، يتطلب التأكيد على المسؤولية العربية لحماية أمن باب المندب وجزر البحر الأحمر الجنوبية، وكما أتوجّـه برسالتي بهذه المناسبة العظمية بأن شعبنا اليمني العظيم اليوم أقوى من كُـلِّ التحديات، وقادر على قهرها وهزيمتها وفي المستقبل، اليمنيون يحيون هذه الأيّام الذكرى الرابعة لثورة 21 من سبتمبر العظيم في ظل ما تشهده اليمنُ من عدوان وتآمر على الأرض والإنسان، من خلال استهدافه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية وأدواتهما النظاميين السعودي والإماراتي وحلفائهما في المنطقة والعالم، والذي لم يكن إلّا نتيجة لتمسك اليمن بمواقفها المبدئية الثابتة لثورة 21 من سبتمبر 2014م العظيمة، تجاه القضايا الوطنية وَالعربية والإسلامية العادلة ومنها القضية الفلسطينية، فتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلّة هو من صميم أهداف ثورة 21 من سبتمبر العظيمة، لم تفقد بوصلتها الحقيقية رغم كُـلّ ما تكبدته من أعباء وتعمل على مواجهة العدوان وتحرير كُـلّ شبر من أراضيها المحتلّة ومن المرتزِقة والإرهاب التكفيري الحاقد، وستظل اليمن الأرض والإنسان أصلَ العرب وفيّة لمبادئها الوطنية والقومية والحضارية، فحاربت بشرف وبسالة.
وها هي اليوم بعد أريع سنوات من الحرب العدوانية، تعيد للتاريخ توازنه وتفرض كلمتها الصادقة على الجميع، معتمدة على جبهة داخلية قوية والجيش واللجان الشعبيّة اليمنية ذوي الأَسَاس العقائدي المتين الذي أسسته ثورةُ 21 من سبتمبر في إطار مسيرة التصحيح النضالي اليمني، الذي هو اليوم أمام العدوان الصهيوأمريكي السعودي والإماراتي والإرهاب التكفيري الوهَّـابي، يسطرون أروع صور البطولة والتحدي، محقّقين انتصارات عظيمة على مساحة الجغرافيا اليمنية في الساحل الغربي وغيرها من الجبهات الداخلية وفي الأرض اليمنية المحتلّة جيزان ونجيران وعسير، ردًّا على العدوان الصهيوأمريكي السعودي والإماراتي الغاشم الذي كرمنا الله بأن نواجهَه بإمْكَاناتنا المتواضعة.
وعندما يكون قائدُ الثورة بحجم أمته، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يجسّد عنوان أمنه واستقراره والحفاظ على استقلال القرار والسيادة الوطنية اليمنية أرضاً وإنساناً، فلا قلقل على اليمن يوماً، وإن ثورة 21 من سبتمبر2014م هي العزة وَالكرامة الخالدة الحاضرة في أذهان شرفاء اليمن، اليمن غالٍ، وَاليمن عزيز، وَاليمن شامخ، وَاليمن صامد؛ لأَنَّ اليمن هو ذاتنا، فاليمن فوق كُـلِّ المصالح الشخصية وغيرها، وإن الصمود والثبات والانتصارات العظيمة والإنجازات التي يحقّقها الجيشُ واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات وخَاصَّة جبهة الساحل الغربي والمحافظات المحتلّة جيزان ونجران وعسير، وهما عنصران أَسَاسيان في نصرة الكرامة الوطنية، القرار والسيادة، أرضاً وإنساناً، ونحن متمسكون بالعروبة نهجاً وممارسة.
وتحية إجلال وإكبار لأرواح شهدائنا عظمائنا أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، يموتون جسديًّا لكن أعمالَهم العظام تبقى شاهداً على خلودهم في التاريخ الإنساني، من طهر أرواحهم نستمد قوتنا فكراً وممارسة ما حيينا، بدمائهم انتصر وطنُنا اليمني، بتضحياتهم تصان أرضه وحدوده، ولم تستطع كافّةُ جرائم الإرهاب والتطرف واعتداءات ومؤامرات وتوحش وإفساد وجبروت عدوانهم طريق النصر لنا، فتحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء اليمن، وكما ستبقى المقاومةُ خيارَنا في إطار محورنا المقاوم، وهم من سيخسرون ونحن من سننتصر؛ كوننا نمتلك مشروعاً وقضية ندافعُ عنها، الخلود والمجد لشهداء محاورنا المقاوم وأمتنا، السلام والخلود لأرواحهم الطاهرة.
* عضو مجلس الشورى – القائم بأعمال الأمين القُطري لحزب البعث العربي الاشتراكي – قُطر اليمن