في اليمن فقط.. باقةٌ لكافة مميزات عصور أولي العزم
عبدالفتاح حيدرة
العصورُ الرئيسيةُ في التاريخ التي حكمت وتحكمت بعملية تطور قوة وعلم ومعرفة وحياة الإنسان والمجتمع والدولة والشعب والأمة والبشرية كلها، هي خمسةُ عصور ترتيبها كالتالي (عصر المعرفة بهدى الله – عصر اكتشاف النور وَالنار – عصر اكتشاف الزراعة وَالرعي – عصر اكتشاف المعادن – عصر الثورات الاجتماعية والصناعية والاقتصادية والزراعية والعلمية… إلخ)، هذه هي العصورُ الخمسةُ الرئيسية التراكمية التي تطوّر فيها البشرُ لأداء مهمّة إعمار الأرض، خمسة عصور تاريخية كانت البدايةُ في كُـلِّ عصر من هذه العصور على يد رسولٍ من رسل الله الذي سمّاهم اللهُ في كتابه الكريم برسل (أولي العزم) الخمسة.
البداية الأولى، بداية عصر معرفة الله، على يد سيدنا نوح -عليه السلام-، عصر هذه المعرفة احتاج لعمليةِ غسلٍ وتطهيرٍ للأرض كلها بالماء والملح، ثم عصر اكتشاف خصائص النار لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- الذي أوقف اللهُ له خاصيّةً فيزيائيةً بالنار لا يمكن أن تحدث في أي حال من الأحوال، ثم عصر سيدنا موسى الذي أرسله اللهُ للرعي والزراعة، 10 سنوات كاملة في مدين، ثم عصر سيدنا عيسى الذي جاء للحياةِ من دون أب وانتهت حياتُه بأن رفعه اللهُ للسماء بخاصية نقل لم يكتشفها البشرُ حتى اليوم، ثم عصر سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلم وعلى آله- الذي مكّنه اللهُ ومنحه الحقَّ لنشر معرفة الله وهدى الله، وهذا الحقُّ قام بأعظم ثورات التطور الدينية والأخلاقية والزراعية والصناعية والاجتماعية والاقتصادية التي لم تعرفها البشرية منذ خليقتها ولليوم.
وبما أننا نعيش في اليوم الذي منحنا الله فيه قائداً قرآنيًّا ومسيرة قرآنية، ماذا لو عملنا ترتيباً لعصور التطور البشري كلها والتزمنا بهذا الترتيب؟!
ألا يدخلنا ذلك أبواب عصر جديد كليًّا؟!
عصر خليط يجمع العصورَ الخمسة السابقة كلها في باقة واحدة، باقة فيها كُـلّ معرفة ومميزات وخصائص واكتشافات جميع العصور البشرية السابقة، باقة يمكن أن تستخدم اليوم والآن لبداية مرحلة تغيير جديدة وسريعة جِـدًّا، وفي وقت قياسي لا يمكن أن يتخيله أحد، وعليك أن تتخيل أنت مثلاً، أن تختصر أنت اليوم وفي حياتك هذه كُـلّ عصور البشرية والأمم السابقة وتعيش كافة عصور ومراحل معجزات الأنبياء وتطور الشعوب والأمم السابقة والحالية.
لا يوجد ما يمنع ذلك، لكن ما هو سر امتلاك وتطويع هذه الباقة التاريخية؟!
لا يوجد سر، أَو يكمن السر في عملية إتقان ترتيب عصور تطور العقل البشري التاريخية، وبداية الترتيب هذه معروفة وسهلة وبسيطة جِـدًّا، طالما وأننا فهمنا وأدركنا أن كُـلَّ عصرٍ من هذه العصور كانت بدايته على يد نبي ورسول من الله، إذَاً يجب أن ندرك جيِّدًا أن ترتيب بداية تطور الإنسان التاريخية تبدأ بمرحلة معرفة الله، وأن كُـلّ شيء بيد الله، وهذا هو أَسَاس امتلاك باقة التطور البشري، ومن دون أولوية معرفة الله، فَـإنَّ أيَّ تطور آخر سوف يتسبب بتطهير وغسل الأرض وإن كانت التكلفة والكلفة هو نهاية حياة البشر كلهم وجميع مخلوقات الله كلها من على وجه الأرض.
الخلاصة: إن اليمنَ فقط هي من تمتلك إمْكَانيات امتلاك باقة كُـلّ مميزات عصور أولي العزم، أي امتلاك باقة كافة عصور التطور البشري التاريخية، وَاليوم، والبداية بمعرفة الله، والوعي والاستيعاب والفهم والإدراك لهذا الترتيب الأولي المتمثل بمعرفة الله وهدى الله، هو ما سيمنحنا حقَّ امتلاك بقية مميزات باقة التطور الذي تراكم لآلاف السنين والعصور، من اكتشافات الخصائص الفيزيائية والاكتشافات العلمية وتطوير الزراعة واستخراج واستخدام المعادن، وتأهيل وتدريب وتعليم العقول… إلخ.
ومِنْ دونِ الالتزامِ بأولوية المرور بعصر ومرحلة معرفة الله وهدى الله، ومحاولة القفز عليه فسوف يدخل الجميعُ بلا استثناء في عصر طويل جِـدًّا من عصور التطهير والجهل والتمييع والتطبيع، عصر من أكبر علامات الدخول فيه، هي علامة امتناع الكبار عن القيام بدورهم ومسئولياتهم، ومنحهم الساحة لتكون مرتعاً لمهازل الصغار.