جريمةُ قطع راتب اليمنيين
حمود أحمد مثنَّى
لتحقيق هدف العدوان بهزيمة اليمنيين واستسلامهم لتحالف بني سعود، قاموا مع من يطلقون على أنفسهم (شرعية أَو قوى الحرية أَو التقدميين أَو المناهضين للرجعية والتخلف والاستعمار، ومن يسمون أنفسهم اللبراليين والمتأسلمين) بنقل البنك، ومن ثم قطع الراتب وتجويع الناس ضمن خطة الحصار الاقتصادي الشامل، كوسيلة خسيسة ودنيئة في إطار الحرب الاقتصادية، إلى جانب استخدام المجازر الجماعية تطبيقاً لنظرية الصدمة والرعب لترهيب اليمنيين، ويكون خيارهم بين الموت جوعاً والموت قتلاً أَو استسلامهم.
المشاركُ والساكتُ والمبرّر لهذه الأعمال مشارك في الذنب والجرم وهو ذو طبع دنيء وخسيس، فهذه الأفعال ليست من طبائع من لديه منظومة قيم ومبادئ إنسانية وأخلاقية، فجريمة قطع الراتب يقف وراءها عديمو الضمير والأخلاق الذين تسلطوا علينا بقوة العدوان وانساقت أنفسُهم الدنيئة لارتكاب جريمة جماعية تصنف في القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية مع سبق الإصرار والترصد، في لحظة انعدام أدنى مبرّر أخلاقي وقانوني وديني، وتساوى عندهم إزهاقُ الأرواح وتجويع الأبرياء كعمل بطولي ضد أبناء شعبهم، فلم يسبقْ لفعل هذه الجريمة سوى الصهاينة مع أن الفلسطينيين تلقوا مساعدات مالية عبر الاتّحاد الأُورُوبي والمنظمات الدولية، وسمح بذلك العدوُّ الصهيوني؛ كي لا يتعرّضَ للمساءلة القانونية.
بينما لم يتدخل أحد لمساعدة الموظفين اليمنيين الذي سمع العالمُ آهاتهم وأنين أطفالهم ونسائهم جراء الحاجة والعوز، ويجدر بالشرفاء والأحرار من المحامين ورجال القانون والنقابات ومنظمات المجتمع المدني رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الدولية الأممية والأُورُوبية والآسيوية والأفريقية ضد ما تسمي نفسها حكومة شرعية وقوى تحالف العدوان السعودي الإماراتي وأمريكا الذين منعوا صرفَ رواتبِ الموظفين رغم سيطرتهم على الموانئ والمطارات والبترول والغاز والجمارك والبنك، وتعهدهم للأمم المتحدة بصرف رواتب جميع موظفي الدولة وغدروا بوعودهم، ويحقُّ لجميع موظفي الدولة توكيلُ كُـلّ من يرغب من المحامين اليمنيين والعرب والشرفاء في العالم برفع القضية والترافع أمام القضاء الدولي وتمثيل موظفي وعمال وقضاة وأطباء اليمن الذي شملهم الضرر.
فالعدوان يريد أن يحقّق من الفقر والجهل والمرض (عبودية وإذلالاً)، ويبقي اليمنيَّ وقوداً لحرب داخلية إذَا لم ينتصر علينا ويحقّق أهدافه للخروج من هذه الحرب (بماء وجهه)، لننشغل بقتال بعضنا في حرب أهلية، فالعدوُّ يريد لليمني أن يكون خيارُه في إطار المثلث الذي هندسه المتمثل بالعبودية وفقدان الكرامة أَو فقدان حياته.