الوفدُ الوطني يلتقي سفراء الاتّحاد الأُورُوبي وهولندا والصين لدى اليمن
ناقش المِلفات الإنسانية والاقتصادية والسياسية وذكّر بجرائم دول العدوان وعرقلتها لمسار السلام
المسيرة | خاص
في إطارِ تحَرُّكاتهِ المتصاعدة والفاعلة لكسر العزلة السياسية والدبلوماسية المفروضة على صنعاء من قبل تحالف العدوان، التقى الوفدُ الوطني المفاوض برئاسة محمد عبد السلام، أمس الجمعة، سفراء كُـلٍّ من الاتّحاد الأُورُوبي ومملكة هولندا والصين، لدى اليمن، وجرت مناقشة مختلف القضايا والملفات المتعلقة بالعدوان، وعلى رأسها الملفات الإنسانية والسياسية والاقتصادية، حيث استعرض الوفد الوطني مع السفراء جوانبَ من جرائم العدوان المستمرة وانتهاكاته بحق الشعب اليمني، وأكّـد التزام صنعاء بالاتّفاقات مع الطرف الآخر، كما نوقشت أَيْـضاً قضية الحصار الاقتصادي الذي يفرضه العدوان على البلاد.
وقال رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبد السلام، في تصريحات صحفية: إن الوفد ناقش مع سفير الاتّحاد الأُورُوبي لدى اليمن ملفات “الإعلان المشترك الذي تجري مناقشته مع الأمم المتحدة، والوضع الإنساني، وتبادل الأسرى، وسفينة صافر، والتصعيد العسكري”.
وأكّـد الوفد أن تحالف العدوان هو الطرف الذي يعرقل مسار السلام في اليمن، وأن الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد هي “واحدة من تجليات الحصار الظالم وآثاره الكارثية على عموم أبناء الشعب اليمني”.
وسرد الوفدُ الوطني على سفير الاتّحاد الأُورُوبي، الخطواتِ التي تم اتِّخاذها في ملف الأسرى والتنازلات المقدمة من قبل صنعاء لتحريك هذا الملف الهام، مُشيراً إلى “تغطرس الطرف الآخر الذي يتعلل بالأكاذيب وفي ذات الوقت يمارس بحق الأسرى والمعتقلين أبشعَ أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وُصُـولاً إلى القتل”.
كما شرح الوفد الوطني خلال اللقاء، “جانباً من الجرائم الإنسانية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن بوحشية لا نظير لها”.
وخلال اللقاء بسفير مملكة هولندا لدى اليمن، ناقش الوفدُ الوطني الملف الإنساني بشكل خاص؛ نظراً لمتابعة هولندا للملف اليمني في مجلس حقوق الإنسان، حيث أكّـد الوفد على أنه “لا توجد في زمننا المعاصر أفظع ولا أقسى من الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني”.
وذكّر الوفد الوطني سفير هولندا بمجزرة الصالة الكبرى التي تمر هذه الأيّام ذكراها السنوية الرابعة، مستغرباً من موقف بعض الدول “التي تميل للحسابات السياسية والاقتصادية المتماهية مع تحالف العدوان على حساب الموقف الحقيقي من الإنسانية والقمع والقتل”.
وأكّـد الوفد الوطني أن “العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ارتكب مجازرَ لا تحتاج إلى تحقيق ولا يلابسها أيُّ غموض، وقد اعترف بها العدوُّ ذاته وقدم لها تبريرات سخيفة وتافهة لا ترقى للتشكيك فيها فضلاً عن نفيها أَو محو آثارها، كما حدث في مجزرة طلاب ضحيان وغيرها من المجازر المختلفة”.
وتطرق النقاش مع السفير الهولندي إلى “الإعلان المشترك الذي ترعاه الأمم المتحدة وغيرها من الجوانب ذات الصلة بالشأن الإنساني والمسار العسكري”.
ومع سفير جمهورية الصين الشعبيّة لدى اليمن، تضمن اللقاء “مناقشةً شاملةً للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، وكذلك التحديات الإقليمية والدولية وبعض الملاحظات والمقترحات في الإعلان المشترك الذي يقدمه المبعوث الأممي إلى اليمن، وكذلك ما له علاقة بالعلاقات الثنائية بين الشعب اليمني والشعب الصيني الصديق عبر محطات تاريخية تطورت فيها العلاقات الثنائية تجارياً وإنسانياً واجتماعياً”.
وكان الملف الاقتصادي أبرزَ ما تناوله اللقاء مع السفير الصيني، حيث أكّـد عبد السلام أن الوفد الوطني “قدم شرحاً موجزاً عن التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تفرضها دول العدوان على اليمن، والصمود الشعبي في مواجهة التحدي الاقتصادي والإنساني والبدائل الزراعية والتنموية والتضامن الاجتماعي ودعم الاكتفاء الذاتي”.
كما تطرّق النقاشُ إلى آثار الحصار المفروض من قبل العدوان على اليمن، وأكّـد الوفد الوطني أن دول العدوان “بعد أن فشلت عسكريًّا سعت إلى تجويع الشعب اليمني وفرض المزيد من العراقيل الاقتصادية عليه بعقاب جماعي نال كُـلَّ اليمنيين بلا استثناء، في تصرف ينبِئُ عن الحقد والغطرسة، ويتجرد من كُـلّ القيم الأخلاقية والإنسانية والبشرية، فضلاً عن الدينية والإسلامية وحتى القيم الجاهلية التي كانت تحافظ عليها العربُ قبل الإسلام”.
وتأتي هذه اللقاءات في إطار تحَرّكات متواصلة للوفد الوطني لكسر العزلة السياسية والدبلوماسية والإعلامية، التي يحاول العدوان فرضها على صنعاء منذ بداية الحرب، وقد أسهم الوفد الوطني بشكل كبير خلال العديد من اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين وسفراء أجانب، في إيصال المظلومية اليمنية إلى العام، واختراق جدار التضليل الذي حاول العدوان أن يحجبَ بواسطته حقيقةَ جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب اليمن.
كما أسهم الوفد الوطني بشكل كبير في إيصال مواقف ورؤى صنعاء السياسية إلى المجتمع الدولي بخصوص مختلف القضايا، الأمر الذي أثمر مصداقية عالية اكتسبها الوفد الوطني لدى العديد من الأطراف الدولية، على عكس ممثلي أطراف العدوان.
وتعبّر مثلُ هذه اللقاءات بشكل واضح عن فاعلية المسار الذي يتحَرّك فيه الوفد الوطني خارجيًّا، برغم الجهود المبذولة من قبل تحالف العدوان لعزل صنعاء عن العالم.