صنعاء تحيي الذكرى الرابعةَ لجريمة استهداف القاعة الكبرى
المسيرة – هاني أحمد علي:
أحيى المجلسُ السياسي الأعلى وحكومةُ الإنقاذ الوطني بصنعاءَ، يوم الخميس الماضي، الذكرى الرابعة لجريمة استهداف طيران العدوان الأمريكي السعودي للقاعة الكبرى بصنعاء في الثامن من أكتوبر سنة 2016.
وأُقيمت فعاليةٌ خطابية بهذه المناسبة الأليمة بحضور أعضاء المجلس السياسي أحمد الرهوي ومحمد الحوثي وسلطان السامعي ومحمد النعيمي ورئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والوزراء والشورى، ومسئولي أمانة العاصمة وقيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وحشد كبير من أقارب وأصدقاء ضحايا المجزرة.
وخلال الفعالية، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن الشعبَ اليمني لن يتراجع أَو أن يسكت عن جرائم القتل والتدمير وسيتحَرّك لمواجهة العدوان حتى الانتصار.
وقال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور في كلمته: إن الأَولى بآل سعود وآل نهيان أن يتذكروا أنهم يقتلون إخوانَهم في اليمن لا أن يتذكروا قتلى النازية من اليهود، مُضيفاً أن النازييين الجدد هم آل سعود وآل نهيان ومن يقف معهم ضد الشعب اليمني لقتلهم غير المبرّر للمدنيين.
وتابع قائلاً: كان يفترض بتحالف العدوان بعد ارتكابه لجريمة الصالة الكبرى قبل أربع سنوات أن يراجعَ حساباته ويوقف عدوانه وحصاره الظالم.
وفي الحفل، ألقى أمينُ العاصمة، حمود عُباد، كلمة باسم منظمي الفعالية، ونصر الرويشان عن أقارب الشهداء والجرحى، وأحمد القنع عن الناجين من الجريمة، طالبت المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة بإصدار قرار اتّهام وملاحقة المجرمين ومثولهم أمام القضاء الدولي، وأكّـدت أن إحياءَ ذكرى الجريمة تأكيدٌ على أنها وكُلّ جرائم العدوان لن تسقط بالتقادم.
وحمّل عضو المجلس السياسي الأعلى، الشيخ سلطان السامعي، أمريكا المسؤوليةَ المباشرةَ في قصف القاعة الكبرى، معتبرًا أن إعلانَ الحرب على اليمن تم مِن واشنطن وأمريكا وهي التي تزود السعودية بالإحداثيات.
وأكّـد الشيخ السامعي أن الشعب اليمني لن ينسى هذه الجريمةَ ولا ما سبقها من جرائمَ أَو تلاها، وأنهم سيثأرون انتقاماً على هذه المجازر الوحشية.
من جهته، قال وزير السياحة في حكومة صنعاء، أحمد العليي، أن هذه الجريمة دَلَّت على مدى استهتار العدوان بالقانون الدولي والإنساني، موضحًا أن اليمنيين تفاجأوا بها وأنها تدل على دعم العدوان للإرهاب العالمي.
وأشَارَ العليي إلى أن أبناءَ الشعبِ اليمني يدينون هذه الجريمة ويجددون التزامَهم في الصمود مهما تعاظم العدوان.
أمينُ عام سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري، قال: إن استهدافَ الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في الـ8 من أكتوبر 2016، كانت إحدى المظاهر التي تثبت بأن تحالفَ العدوان السعودي الأمريكي يقوم بالقتل لمُجَـرّد القتل، وأنه بإقدامه على استهداف الصالة الكبرى وقتل المئات من المدنيين المتواجدين في القاعة لتقديم واجب العزاء، يؤكّـد على وحشيته وإجرامه وانه يهدف إلى تدمير اليمن أرضاً وإنساناً، وأنه لا يفرِّقُ بين اليمنيين، ويعتبرهم جميعاً خُصُوماً حتى وإن أظهر له البعض الولاء أَو الاستعداد للتبعية.
وأوضح الدكتور الحوري في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”، أن جريمةَ استهداف الصالة الكبرى تعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي يواصل حتى اللحظة تقديم الدعم لدول العدوان وإمدَادها بالسلاح، ضارباً بالإنسانية عرضَ الحائط، ومخالفاً للقوانين والمواثيق الدولية التي يتنطعُ بها عندما يريد أن يُخضِعَ أية دولة أَو قيادة لرغباته وأطماعه.
وَأَضَـافَ أمين عام سر المجلس السياسي الأعلى أن أبناء الشعب اليمني سيظلون يتذكرون هذه الجريمة البشعة باستمرار ولن يتسامحوا عنها، داعياً كُـلَّ الشرفاء والأحرار في البلد لدعم ومساندة الجيش واللجان الشعبيّة؛ مِن أجلِ أخذ الثأر لجميع اليمنيين وتلقين العدوِّ دروساً في البطولة والكرامة والعزة حتى تحرير الوطن من دنس الغزاة والمحتلّين وعودة السيادة والاستقلال إلى كُـلِّ شبر في الجمهورية اليمنية.
جريمةٌ لا تسقُطُ بالتقادم
من جانبه، أكّـد المحامي والناشط الحقوقي، فؤاد عبدالباري الحوثي، أن تحالفَ العدوان السعودي الأمريكي وبعد مرور أربعة أعوام على جريمة قصف طائراته الإجرامية لصالة العزاء الكبرى في عاصمة الصمود صنعاء، فإنه قد أضاف جريمةً بشعة وغير مسبوقة إلى سلسلة مجازره في اليمن.
وقال الناشط الحقوقي الحوثي، في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن وجهَ الاختلاف في هذه الجريمة هو بأن العدوان استهدف مجلسَ عزاءٍ أقامه اللواء جلال الروشان وزير الداخلية، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات الوطنية وَالقبلية، وَيحظى باحترام معظم اليمنيين إن لم يكن كلهم حتى أن الفارَّ عبد ربه منصور هادي سبق وعيَّنه وزيراً في منصبه ذلك عقب ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤.
وَأَضَـافَ الحوثي بقوله: “لكن يضل السؤال: لماذا تم استهدافُ تحالف العدوان مجلس عزاء والد وزير الداخلية الرويشان الذي أقيم في الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء؟! والإجَابَة بكل بساطة؛ لأَنَّ عزاء آل الرويشان سيحضره المئات، إن لم يكن الآلاف من اليمنيين ومن الشخصيات البارزة وشيوخ القبائل وقيادات الدولة، ويعلم تحالفُ العدوان الإجرامي أنه لم يكن ثكنة عسكرية، ولا قاعدة للصواريخ، وَالمؤكَّـدُ أن من أعطى الأوامر لطائرات العدوان بالقصف كان يعلمُ هذه الحقيقة جيداً”.
وبيّن المحامي الحوثي أنه لا يوجدُ أي مبرّر أخلاقي ولا قانوني ولا إنساني لارتكاب مثل هذه المجزرة؛ لأَنَّ الغالبية الساحقة من الضحايا شهداء والمصابين من المدنيين، وإن كان بينهم قيادات ووزراء وضباط كبار من الجيش اليمني جاءوا ليقدموا واجبَ العزاء فهذا لا يبرّر ارتكابَ تلك المجزرة التي تعتبر جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
ولفت الناشط الحقوقي فؤاد الحوثي، إلى أنه مهما كانت الدوافع والأسباب فلا مبرّرَ لارتكاب تلك المجزرة التي عمقت حالة الغضبَ الشعبي، ولكن يبدو أن قيادة تحالف العدوان السعودي الأمريكي عمد من خلال هذه الجريمة إلى خلق نزعات ثأرية أوساط اليمنيين جميعاً، معتقداً أن قتلَ كُـلّ هؤلاء القادة سيدفعُ اليمنيين للاستسلام، ولكن ما حدث هو العكس تماماً فقد زادت تلك المجزرة من عزيمة ومقاومة اليمنيين للعدوان.
وأكّـد المحامي الحوثي أن النظامَ السعودي الذي يقودُ تحالف العدوان على اليمن ويخوض حرباً بلا هوادة وإبادة جماعية بحق أبناء هذا البلد على مدى 6 سنوات، هو من يتحملُ مسؤوليةَ مجزرة الصالة الكبرى، كما يتحمل مسؤولية كافة المجازر الأُخرى التي استهدفت محافل الأعراس، والمستشفيات، والمدارس والمزارع والمصانع وخزانات المياه، ومزارع دواجن والأبقار والأسواق والطرقات والمنازل وغيرها، والتي سقط فيها مئاتُ الآلاف من الشهداء والجرحى الأبرياء في هذه الحرب العدوانية ضد أكثر شعوب العالم فقراً وجوعاً رغم ربوضه على أرضٍ غنية بالثروات النفطية والمعدنية والبحرية، والتي لم ولن تنتصر فيها المملكة مهما امتلكت من أسباب القوة والطائرات وصواريخ الدمار الحديثة.
ودعا الناشط الحقوقي فؤاد الحوثي، دولَ تحالف العدوان الإجرامي عبيد الصهاينة والأمريكان أن يأخذوا درساً من التاريخ القديم والمعاصِر لليمن وعليهم أن يوقفوا عدوانهم، وليعلموا أن الشعبَ اليمني لن يتوانى عن الأخذ بثأره من أنظمة تحالف العدوان وقادات مرتزِقته، فهذا الشعبُ الذي يحمل الرصيدَ الأكبرَ عربياً وإسلامياً من الكرامة والأنفة وعزة النفس، لا يستحق هذه المجازر، ولا هذا الحصار الظالم، فهو لم يقدم على أي اعتداء على جيرانه، ولم يكن البادئَ بإشعال فتيل الحرب المستعرة منذ خمسة أعوام ونصف، بل تم جَـــرُّه إليها مكرها ودون أي ذنب.
وفي ختام الفعالية، صدر بيان بهذه المناسبة جدّد الدعوةَ للمجتمع الدولي ومختلف المنظمات إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه الإرهاب الذي تمارسه أمريكا ومن يدور في فلكها في اليمن.
وطالب البيان بوقفِ العدوان والاستهداف الممنهج للمدنيين والأعيان المدنية، داعياً لتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في مختلف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني.
وأشَارَ البيان إلى أن جريمةَ القاعة الكبرى لم تكن الأولى أَو الأخيرة وإنما هي امتدادٌ لسلسلة من جرائم تحالف العدوان بحق اليمن الأرض والإنسان، مشدّدًا على أن جرائم العدوان لن تسقط بالتقادم وتضحيات الشهداء والجرحى في مختلف الجبهات ستظل محفورةً في ذاكرة الأجيال، داعياً المواطنين لمواصَلة الصمود الأُسطوري الذي أربك مخطّطاتِ قوى العدوان وأفشل مؤامراتهم.
كما أكّـد البيانُ على الموقفِ الثابتِ الداعِمِ للقضية الفلسطينية، مُديناً كُـلَّ أشكال التطبيع مع كيان العدوِّ الصهيوني المزروع على أرض فلسطين السليبة.