بأيِّهما يفرحُ المسلمون؟!
عبدالله أحمد الدرواني
مع اقترابِ يوم المولد النبوي الشريف، مولد النور الذي أنار الكَون وهَدَى البشرية كافةً إلى سبيل الرشاد، بهذه المناسبة التي هي من أعظمِ شعائر الله يعظِّمُها ويحتفي بها المسلمون في أنحاء العالم الذين تربطُهم بنبيهم محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) علاقةُ اقتداء واتّباع وانتماء، فيظهرون بهجتَهم وفرحتهم ويحيون هذه المناسبة، كُلٌّ بطريقته وحسب أعراف بلده التي توارثتها الأجيال جيلاً يتبع جيل ويختلف من بلد لآخر، إلا أن شعبَ الإيمان والحكمة، الشعب اليمني تفرد بتعظيم هذه الشعيرة التي تعيدنا كمسلمين كُـلّ المسلمين وتجمعنا في مفترق الطرق التي فرّقت الأُمَّــة الإسلامية إلى مذاهب وطوائفَ جزّأتها وقطعتها أوصالاً حتى سهل لأعدائها النيلُ منها، بل وتوغل أعداءُ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى داخل أمته حتى زرعوا أُسَراً يهودية في أوساطنا وبأسماءٍ وألقاب إسلامية، ووزّعتها بإحكام في مفاصل الأُمَّــة الإسلامية ودرجتها حتى مكّنتها من الوصول إلى عروش الحكم بعد تقسيم دولة النبي محمدٍ إلى دويلات، وليس هذا فحسب، بل صنع الأعداءُ من هذه الأسر علماءَ وخطباءَ ومرشدين ومؤلفين ومؤرخين وألبسهم عباءَةَ الإسلام وجعل منهم مَن يعتلي منابر المسلمين، يدجنون الأُمَّــة بما يهدم الدين الإسلامي ويخدم أعداءَه، ويثبط المسلمين عن الكثير من الواجبات التي أمر اللهُ بها بآيات صريحة في القرآن الكريم؛ ومن أجل تحقيق هذه الأهداف فقد دس أعداءُ الإسلام الكثيرَ من الروايات المناقضة للقرآن الكريم ونسبوها للرسول بهتاناً وزوراً.
“وعلى سبيل المثال لا الحصر”، كشاهد حي في هذا العصر الذي نعيشُه ونعيش أحداثه كُـلَّ يوم نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا، مَن يسمون أنفسهم بهيئة العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد الحرمين الشريفين، كُـلّ مَن يتابع نشاطهم سواء خطبهم على المنابر ومحاضراتهم وفتاواهم ومؤلفاتهم ومناهجهم التعليمية ومدارسهم وجامعاتهم وَ… إلخ.
يجد أن هؤلاء ما هم إلَّا أداةٌ بيد الأمريكي والإسرائيلي الذي وضع لهم خطةَ عمل لكل تلك الجهود والأنشطة، كلها التي تصُبُّ في خدمة السياسة الأمريكية والإسرائيلية.
هذه الأيّام ومع اقترابِ إحياء المسلمين لمناسبة المولد النبوي الشريف تنشَطُ هذه الأدواتُ في نشر فتاوى وروايات باطلة تحرّم إحياءَ شعيرة المولد النبوي الشريف وتكفّر كُـلَّ مَن يُظهِرُ فرحتَه وبهجتَه بهذه المناسبة العظيمة، وفي المقابل تفتي بجوازِ فتحِ المراقص والملاهي الليلية وبيع الخمور، وتفتي بجواز إحياءِ مناسبات غربية كعيد الحب وتولي العرش والعيد الوطني السعودي وتبادر قياداتُ ما تسمى بهيئة العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاحتفال بعيد الحب وإظهار فرحتهم وبهجتهم فيه وتوزيع الورود بهذه المناسبة.
فبالله عليكم أيهما أهدى وأيهما أضل؟؟
فرحتنا بمولد النور أم فرحتهم بعيد الحب؟؟
بأيِّهما يفرحُ المسلمون؟!
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).