عفاش والرهان الخاسر!!
إكرام المحاقري
منذ سقوط قناع الوطنية من وجه “صالح” تعرّت حقيقةُ الحياد المنافق، الذي كان الواجهةَ الوطنيةَ لمواجهة العدوان الذي لطالما أسماه صالح بـ “البربري” في أكثر من خطاب له وأكثر من حوار، خَاصَّةً أمام “الشاشة المتلفزة لقناة الميادين”.
وما أخفته الصدور كأن أشد وأفتك من ذاك العدوان بالنسبة للشعب اليمني، فحقيقة حياد صالح هي مؤامرات من تحت الطاولة، سواء في مواجهته للمشروع الصهيوني والتمسك بقضية القدس، أَو مواجهة العدوان والتمسك باستقلال القرار اليمني.
ليست لعبة الأمم بل هي لعبة إبليس نفسه، تلك التي أتقنها “صالح وحزب الإصلاح”، فجميعهم صنيعة اللوبية الصهيونية وخريجو جامعة الخيانة والارتزاق، أكثر من 33 عاماً انخدع فيها الشعبُ اليمنيُّ بحلو المنطق ومعسول الكلام من خطابات سبتمبرية أكتوبرية ثورجية، من منصة السبعين وساحة التحرير، وكُلٌّ على ليلاه قد غنّى لكن بطريقته الخَاصَّة.
خيانات متجددة متجذرة ومخطّطات قذرة، كانت ولا زالت واضحةً خَاصَّة عندما يقف “الوطنيون” مواقفَ ضبابية، فتارة يقفون إجلالاً وتعظيماً ويقرأون فاتحة الكتاب على روح رجسة دعت إلى الفتنة وسفك الدماء وتنكرت لدماء الشهداء وفتحت الأحضانَ لقوى العدوان، وكأنهم أداةٌ في يد العدوان ينتظرون أوانَ دورهم كي يعلنوها فتنةً من جديد.
وإلا لماذا كُـلّ تلك المغازلات؟!
ولماذا الصمت أمام موقف “أحمد عفاش” والذي هو الآخر أعلن انضمامه وارتياحه للعدوان على اليمن بشكل رسمي، حتى وإن كان أحياناً من فوق الطاولة وأحياناً من تحتها؟!
فلماذا كُـلّ هذه الخطوات؟! ولماذا يحذون حذو “صالح” الذي أصبح شخصيةً منبوذةً بالنسبة للشعب اليمني العريق؟!
في كُـلّ خطوة يقدمون عليها وكل بيان يصدر كحركة سياسية تحتضنها العاصمة صنعاء، ولماذا لا يقومون بواجبهم الوطني أمام الوطن ورفد الجبهات بمن يهتف بشعار بالروح والدم نفديك يا وطن؟! أم أنهم اكتفوا بموقفهم السياسي ذات اللون الرمادي منذ أن بزغ فجر العدوان المظلم؟!
عن المؤتمر الشعبي العام أحدِّثُكم..
فعندما نتحدّث عن زمن الفوضى والمزايدات، يجب علينا أن نقرَّ إقرارَ الصادقين بأن ذاك الزمان ولّى ومن دون رجعة، ويجب على المحايدين اللئام فهم ذلك جيِّدًا، حتى وأن أرادوا لأنفسهم مواصلة درب التطبيع الذي نالوا به درجة السبق في صحف العدوِّ الإسرائيلي، فالرهان على العدوّ يبقى رهاناً خاسراً منذ الأزل القديم وحتى العصر الجديد، فما جناه “صالح” سيجنونه وإن طالت الأيّام والساعات.
وكان “صالح” قد أتقن عملَه حتى ترضى عنه القوى “الصهيوأمريكية”، وكأن الخيانةَ المتجذّرةَ في عروق المؤتمر الشعبي العام كانت هي الوصية الأخيرة من “عفاش” لمن لا موقف لهم ولا شجب أمام كُـلّ هذه الفضائح المخزية، وكأنهم يعيشون مرحلةَ الخطوبة من جديد بينهم وبين تحالف العدوان على اليمن.
فكما يقال الصمت علامة الرضا، لكن هل سترضى صهيون أم سيكونون كبش فداء لتمرير المزيد من المخطّطات الاستعمارية مثلهم مثل “عفاش”؟! وماذا عن المدلل الصغير أَو النائب العام للمؤتمر الشعبي العام؟!
فقد آن أوان إثبات الوطنية والمصداقية من قبل المؤتمر الشعبي العام كُــلٌّ باسمه وصفته وموقعه، فالجميع ينتظر بيان إدانة وبراءة من “عفاش وخلفه” وكل من دار في فلك الخيانة والارتزاق وفلك التطبيع وبيع القضية، وإلا فقد ثبت الجرمُ والانتماءُ والقبولُ بكل ما قام به عفاش باسم هذا المؤتمر وكل ما يقوم به “طارق عفاش” من جرائم في الساحل الغربي والمناطق الجنوبية، لنا الانتظارُ ولهم التصرّفُ بحكمة وعقلانية.. والعاقبةُ للمتقين.