القيادةُ السياسية والثورية لن تفرِّطَ بأي أسير أبداً وما حدث خطوةٌ نحوَ التبادل الكلي للأسرى
مسؤولون ووزراء وقادة عسكريون تعليقاً على العملية:
المسيرة- أيمن قائد
عاشت صنعاءُ، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، لحظاتٍ استثنائية في تاريخ اليمن، حيث اصطفت الجماهيرُ والقوى السياسية لاستقبال الأسرى الأبطال المحرّرين من معتقلات العدوان ومرتزِقته.
وتقدّم صفوفَ المستقبلين عضوُ المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، وعضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي، وعدد من الوزراء ووكلاء الوزارات، وشخصيات سياسية وثقافية واجتماعية بارزة.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: إن مِـلَـفَّ الأسرى مِـلَـفٌّ إنساني ولا يجب أن يخضعَ لمعاييرَ عسكرية، مُشيراً إلى أن تعنت الطرف الآخر حال دون الوصول إلى تبادل كلي، لافتاً إلى أنهم ينظرون إلى الصفقات القادمة بأنها ستكون وفقَ تبادلٍ كلي.
وواصل الحوثي قائلاً: “نطمئن بقيّةَ أُسر الأسرى الذين لم يتم الإفراج عنهم بأنه سيتم الإفراج عنهم كما تم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، وأن الجميع سيتحرّر كما تحرّر هؤلاء”، معتبرًا عرقلةَ تحالف العدوان خروج ودخول المواطنين واحدة من جرائم حرب تحالف العدوان ضد اليمنيين.
من جهته، أكّـد مدير مكتب رئيس الجمهورية، أحمد حامد، بأن قوى العدوان أصرّت على إخراج أسرى لدى الجيش واللجان لا صلةَ لهم بمعايير الصفقة، لكننا قبلنا حرصاً على إنجاح التبادل، مُشيراً إلى الحرصِ في التعامل بشكل سليم وقرآني مع أسرى قوى العدوان، في حين أن الطرف الآخر لا يتعامل مع أسرى الجيش واللجان من منطلق إنساني.
وقال حامد: “إذا كان الطرفُ الآخر حريصاً على أسراه، فليقبل بتبادل الكل مقابل الكل”، مُشيراً إلى أن أسرى الجيش واللجان تعرّضوا لضغوط نفسية ولتضليل فيما يتعلق بالأخبار الميدانية والمستجدات.
وَأَضَـافَ حامد بقوله: “نستقبل أسرانا اليمنيين في حين يستقبل الطرفُ الآخر سعوديين وسودانيين”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات قال حامد: إنها ليست مرتبطة بطرف واحد فيما يتعلق بقوى العدوان، بينما وفدنا الوطني كان يملك قرارَه بيده.
وأكّـد مدير مكتب الرئاسة، بأنه سيتم صرفُ مكافئات لكلِّ الأسرى المحرّرين، وتزويج كُـلّ الأسرى غير المتزوجين بعرس جماعي، إضافة لبرنامج رعاية خاص.
وفي غضون ذلك، قال رئيسُ مجلس الشورى محمد العيدروس: إن هذا النصرَ يعود إلى صمودِ رجال الرجال في جبهات العزة والكرامة والإباء، مؤكّـداً أنه لولا الصمودُ والثباتُ من قبل أبناء الشعب اليمني لما كنا نستقبل هؤلاء الأبطال.
وَأَضَـافَ العيدروس: إن يوم الاستقبال يوم عظيم في حياة الشعب والمجاهدين، وإننا سعداء جِـدًّا بذلك، وَنتمنى تواصل هذه الخطوات نحو إيقاف العدوان.
نصر مؤزر
عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي قال: إن موضوعَ الأسرى هو إنساني قبل أي موضوع آخر، وهي خطوة أولى في الطريق الصحيح للتبادل لكل الأسرى.
وأشَارَ إلى أن الفرحة تعم اليومَ كُـلَّ أرجاء اليمن؛ باعتبَاره انتصاراً، وهي صفقة لم تتم حُبًّا في صنعاء، وإنما تمت بالانتصارات التي حقّقها الجيش واللجان الشعبيّة، وقد آتت هذه الانتصارات ثمارَها، متوقعاً أن يكون النصر والفرج قريب بإذن الله، معتبراً أن الأسرى المحرّرين هم بمثابة الفاتحين.
من جانبه، أكّـد وزير الإعلام الأُستاذ ضيف الله الشامي، أن القيادة والشعب لا يمكن أن تفرط بأي أسير من أسراها، وأن كُـلّ الأسرى سيفرج عنهم في صفقات قادمة، مُشيراً إلى أن هذه العملية أتت بعد متابعة دقيقة من قيادة الدولة، وتأكيد قائد الثورة على إنسانية هذا المِـلَـفِّ.
ولفت وزير الإعلام الشامي إلى فرحةِ كُـلِّ اليمنيين بصفقة التبادل وبالنصر المؤزر، مُضيفاً “أن على أهالي الأسرى الغير مفرج عنهم الاطمئنان؛ كوننا نمتلك الكثيرَ من وسائل الضغط للإفراج عن أبنائهم”.
من جهته، قال نائب وزير حقوق الإنسان علي الديلمي: إن مِـلَـفَّ الأسرى هو مِـلَـفٌّ إنساني بامتياز، وكان من المفترض أن ينجز منذ سنوات لولا العراقيل التي كان يقدّمها الطرفُ الآخر، والذي قام بالعديدِ من الإشكاليات والعرقلة، ومنها عدم تقديم كشوف صحيحة أَو كشوف وهمية، متمنياً أن يغلق هذا المِـلَـفُّ بشكل نهائي وحله بشكل كامل؛ كونه ملفاً إنسانيًّا بامتياز.
ونوّه الديلمي بأن السلطاتِ في صنعاء قدّمت الكثير من المبادرات في سبيل إغلاق هذا المِـلَـفِّ، وكان على الطرف الآخر أن يتلقف هذه المبادرات ويتم إغلاق هذه المعاناة التي هي ليست للأسرى فحسب، وإنما لأهاليهم وأقاربهم.
وزير الصحة الدكتور طه المتوكل من جانبه، أوضح بأن هناك حالات بين الأسرى المحرّرين أُحيلت إلى المستشفيات فور الوصول، مُشيراً إلى انتشار الفرق الطبية لفحص الأسرى المحرّرين بإشراف اختصاصيين لمتابعة الحالات وتقديم الرعاية المناسبة لهم.
وأوضح الدكتور المتوكل خلال استقباله الأسرى، بأن هناك مرحلة ثانية لفحص الأسرى المحرّرين، ستتم في المراكز المختصة والمستشفيات.
وتحدث وزير الخدمة المدنية والتأمينات إدريس الشرجبي، في هذه المناسبة قائلاً بأنها تتويج للجهود العظيمة والانتصارات الكاسحة، ونحن اليوم نستقبل أبطالنا الأسرى الذين كانوا محتجزين لدى قوى العدوان، وأكد أن الانتصارات هي التي أرغمت قوى الاحتلال وأجبرتهم خاضعين خانعين على إتمام هذه الصفقة من التبادل.
وقال الشرجبي: إن مِـلَـفَّ الأسرى هو مِـلَـفٌّ إنساني، وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من المبادرين إلى إعطاء هذا الجانب وضعه الإنساني بدرجة أَسَاسية، لكنَّ قوى العدوان والاحتلال لا تلتفت إلى القضايا الإنسانية، ولم تنجح صفقة التبادل إلا عندما بدأ التفاوضُ حول اثنين من رعايا الولايات المتحدة الأمريكية؛ باعتبَارها قوى إمبريالية والبقية أدوات، ولم يفاوض الجانبُ السعودي والإماراتي على أسراهم؛ كونهم أدوات صغيرة جِـدًّا يظلون خاضعين لقوى الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وَأَضَـافَ أن الطرفَ الآخر لا يعرفون أسراهم؛ لأَنَّهم غير مهتمين بالأسرى، وهذه الصفقة تم فيها تبادل أمريكيين اثنين وعدد من الأسرى السعوديين والسودانيين وبعض المرتزِقة الذين كانوا بحوزة الجيش واللجان الشعبيّة، أما السعودية فهي لم تلتفت إلى أسراها بالأَسَاس، وكان التفاوض حول الإفراج عن الأمريكيين الاثنين.
اللواء عبدالرزاق المؤيد –رئيس مصلحة خفر السواحل-، أكّـد هو الآخر أن هذا التبادل يدلُّ على حكمةِ القيادة العظيمة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وكذا على التلاحم الشعبي وَالصمود الذي أثمر حتى الآن هذا النصر في تبادل الأسرى.
وقال المؤيد: إنَّ جميعَ الأسرى يمثلون كافة الشعب، وليس قرية أَو مدينة بحدِّ ذاتها.
بدوره، قال رئيسُ الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان: “نحمد اللهَ سبحانه وتعالى الذي وفقنا لاستقبال هؤلاء العظماء، وبإذن الله اليمن قادم على نصر عظيم ومؤزر سيخلده التاريخ، وستكون النهايةُ مخزيةً لكل من خان وطنه”.