14 أُكتوبر تاريخ يحملُ في طيّاته نخوةً وأنفةً افتقدها الكثير
إكرام المحاقري
جاءت الذكرى الـ 57 لثورة الـ 14 من أُكتوبر، لتحمل في طيّاتها عظيمَ النضال اليمني، وتُقدّم في صفحاتها عناوين تاريخية لأنفة اليمنيين من الشمال إلى الجنوب، حَيثُ لم يكن هناك قبول بأثر نعال محتلّ ولا مجال لخيانة الأوطان، وإلى جبال “ردفان” فليرجع أبناءُ الجنوب لكي يتعلموا دروساً في الحرية ومقاومة الاحتلال.
عندما يعيد التاريخُ نفسَه وقد تغيّرت الموازين، تتحسر الأيّام والساعات ألماً وكمداً على ما مضى من الأنفة والكبرياء، وفي ظلِّ وجود المحتلّ السعوإماراتي الصهيوأمريكي، فليكن الاحتفاءُ بما مضى حسرة على كُـلّ ما يحدث في الواقع المعاصر، فمن أين وإلى أين؟!
والمخزي والمعيب عندما تحتفي القيادات الجنوبية المرتزِقة بهذه المناسبة كـيوم وطني تاريخي وهم تحت وطأة الاحتلال، خَاصَّةً تلك القيادات المتخبطة، كما هي غريبة مواقفُهم عندما يقفون وقفةَ إجلال وإعظام للنشيد الوطني ويسمعون بإنصات “لن ترى الدنيا على أرضي وصياً”، في ظل وصاية متعددة الألوان.
لكنَّ السؤالَ المحرج هنا، هل سيحتفي الجنوبيون بهذه المناسبة وسيرفعون مكبرات الصوت بـ “بَرَّعْ يا استعمار”؟!
وماذا سيكون شعور المحتلّ السعوإماراتي وهو يسمعها حين يقف جنباً إلى جنب مع تلك القيادات الانتقالية أَو الشرعية؟!
فالأفضلُ للجنوبين ليس تلك القيادات التي امتلأت جيوبُهم وبطونُهم بالعفن، وكانت ثمن ارتهانهم للمحتلّ، بل للشعب اليمني في المحافظات الجنوبية بشكل عام أن يتفكروا في أحداث هذا التاريخ الذي يعتبر ريحاً صرصراً عاتية فتكت بالاحتلال البريطاني، ولم يخمد غضب إعصارها حتى تاريخ 30 نوفمبر أَو ما يسمى بيوم الجلاء.
فلا لكُـلّ تلك المغالطات والمزايدات، فالمحتلُّ هو ذاتُه المحتلّ، والانكسارُ هو ذاتُه، لكن تحت عناوين ومصطلحات تلبس العباءة الوطنية والمصلحة العامة، ولا يفهمون إلا من يعون خطورةَ العدوّ، ونأمل من أبناء الجنوب أن يكونوا كذلك قبل فوات الأوان، ليس اليمني من يقدم عنقَه للذبح دون أن يدافع عن نفسه، وليس اليمني من يركع ويخنع لشُذَّاذ الآفاق..
فليرجع تاريخ “أُكتوبر” نصراً كما بدأ مشواره نصراً وبأبسط مقومات الدفاع عن النفس، ومن جبال ردفان فليشتعل فتيلُ الثورة من جديد.