طوبى لأسرانا وعودتهم
هاني حلبوب
هي كلمات واستقبال تندمج معه مشاعرُ العزة والإباء، ومشاعر الانتماء.
هي أمواج تدافقت من أُولئك الأبطال، ووُصُـولاً إلى أرض اليمن بعاصمتها صنعاء الشموخ، هم من رأيناهم يقبّلون أرضهم حتى أثاروا فينا دموع الانتماء لوطن اسمه اليمن.
هي ملامح الفرحة والرضا والصرخة في وجه من كانوا لديهم مأسورين، ويخبرونهم أن انتماءَنا وعزتنا لن تنقص ولو شيئاً قليلاً، بل ازدادت وهجاً وصدىً.
أَسْـــرَانا وفي وجوههم نخوة الرجال وصلابة العظماء، أحييتم وكسرتم حصاراً قد دام لسنوات، وأعدتم لمطار صنعاء روحه ونشوته ببركاتكم.
أتيتم والشعبُ كلُّه واقف لكم إكباراً وإجلالاً واستبشاراً، أتيتم ونحن نستقبل مولداً نبويًّا لخير خلق الله سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، فزدتمونا عزةً وشموخاً وفرحاً مهيباً.
أيها الأبطالُ في الثغرات، حين أُسرتم ذهبتم مكبلين من عدوٍّ لا يعرف معنى التعامل مع الأَسْرَى، وحين رجعتم عدتم كملائكة من السماء معززين مكرمين برؤوسكم شامخين.
هو فضلٌ وتكريمٌ من الله، وجهد واجتهادٌ من قيادتنا العزيزة في صنعاء، وتوجيهات قائد مسيرتنا، الذي أولى الأَسْرَى اهتماماً خاصًّا.
ها أنتُم ترسمون لوحة نصرٍ جديدة في عاصمتكم، ومنها إلى كُـلِّ أماكنكم، ومنها ليسمع العالم عن شعبٍ عزيزٍ رغم حربهم وحصارهم.
فأهلاً بكم في وطنكم ومن أنتُم له مدافعون صامدون، أهلاً بكم شامخين رافعين أيديكم لله شكراً وسجوداً، وبقبضاتكم صرخة تعلن خسارتهم أمام أصلاب من قومٍ أصلاب.
فمرحباً بكم ونحن عاجزون عن وصفكم وإيجاد عبارات تليق بكم، فَأنتُم أَسْـــرَانا، وأنتُم وكل مجاهدينا من تصنعون نصرَنا.
ها أنتُم وأنتُم ترسمون للعالم غير المنصف أننا وباتّكالنا على الله وبسواعدنا، وبجهدنا وجهادنا، سنجعلكم تطلبون ما كنا نطالبُ به من إنصاف هذا العالم المتغابي والمتجاهل في ظلم شعبٍ هم لله أحباب.
أشعلتم الأرضَ وأنرتم السماءَ بتحرّركم، فسلامٌ لكم يا من أنتُم لنا منابر وشعار.