سيخبرونكم عن أخلاقنا
محمد الضلعي
تمت صفقة تبادل الأسرى مع جانب المرتزِقة وتحالفهم برعاية أممية، ولكن لم تنتهِ الدروس والقصص عن رجال الحرب والسلم معاً.
وعلى خلفية الزخم الذي لا يوصف في استقبال القيادة والشعب لأبنائه الأبطال من أفراد الجيش واللجان الشعبيّة الذي كانوا أسرى لدى المرتزِقة، كانت المفارقة بين الثرى والثريا، وكان الفرق واضحا ولا يحتاج إلى توصيف أَو توضيح، هنا تعاملت الدولة مع رجالها الأبطال بكل مسئولية وعظمة، هنا أدرك العدوُّ قبل الصديق أن في صنعاء قيادةً ودولةً وشعبا عريقا يستحيل أن يساوم عليه أَو التقليل من مستواه، بعكس ما تم من قبل المرتزِقة مع أسراهم الذي سيحرص البعض رجوعا إلى صنعاء العاصمة.
وعلى وقائع الأسر التي وقعت للمرتزِقة خَاصَّة وهذا ليس بغريب أن ينقلوا حسنَ معاملة الأسرى في صنعاء وكيفية قضاء مدة أسرهم ورجولة معتقليهم وصدق ووفاء أنصار الله الذي دستورهم القرآن ومسيرتهم الخير وإنسانيتهم المشهود لها، فلا تدليس أَو تزييف أسراكم في قبضتكم، اجلسوا معَهم واستفسروهم عن كُـلّ التفاصيل في رحلة الأسر عند رجال الرجال واحرصوا على فهم الوقائع وأن لم تجاهروا بها احتفظوا بها لأنفسكم، فطال الزمان أم قصر سيعلم الجميع منهم الدولة والقيادة ومنهم المرتزِقة والفصائل والمليشيات، ونراهن بقيادتنا ومجاهدينا بطيب الأخلاق ورقي المعاملة.
هذه تربيتنا وهذه سجايانا، فلسنا من نعذب الأسير ولا ننقص من كرامته وتعلمون ويعلم الجميع حين قال مذيع العدوان للأسير هذا التشويه الذي عليك نتيجة تعذيب أنصار الله لكم، فأجاب الأسير وإعلام العدوّ ينقل: لم يعذبونا ولكن نتيجة قصف الطيران لنا في مقر حجزنا فبهت الذي كفر بالحقائق.
ستروى القصص للأجيال ممن كانوا محتجزين أسرى حرب لدينا وتنقل الحقيقة للأبناء وترشدهم إلى طريق الحق؛ لأَنَّنا دائماً لا نريد أحداً يكون أحسن منا سوى أبنائنا وسيرشدون أبناءهم أينما كانوا عن طريق صنعاء والهجرة إليها عائدين إلى حضن الوطن وسيعكس ذَلك السلوك النبيل الذي تعامل أنصار الله مع جميع الأسرى وأن المفهوم كان مغلوطا في عقولهم ويدركون الحق ويأتون إليه مسلّمين لله وللقيادة مسيرة الخير والعطاء والقيم التي هي مسيرة أبناء الوطن ككل وليست لفئة أَو لأسرة أَو قبيلة كما يحكي أبواق العدوان ومرتزِقتهم.
ما تم تنفيذه تم وما بقى سوى ذكرى المعاملة والتعامل مع الملفات وخَاصَّة مِلف الأسرى، فعندما تكون من الوطن تأتي لتفاوض على أبنائه هذا جانب، وجانب أُخرى أن تبيعَ أسرى لدول العدوان من أبناء وطنك وجلدتك، بماذا نعبر وما نقول المفارقة واضحة، لكننا يجب أن نقول: من أتى إلى صنعاء من الأسرى المفرج عنهم وفق صفقة التبادل فهو من خيرة رجال اليمن، وسيذكر التاريخ ماذا أعطى لأجل الكرامة والعدوّ يعرف صلابة الأبطال في سجونه ويعرف صمود الأسرى الوطنيين رغم التعذيب والمعاملة السيئة واللا إنسانية، فكانَ الأسرى مثل ما عهدناهم باقين على العهد ما بقينا وما داموا، وليس بغريب فلنا رجالٌ نعرف معدنَهم وكبرياءَهم في وجه العدوّ.
دروس كبيرة وعظيمة سيتعلمها العدو جيِّدًا سواءٌ أكان التحالف أَو مرتزِقتهم من صمود رجالنا في سجونهم أَو من حسن معاملتنا لأسراهم وقد يعلوهم الكبر أن ينطقوا بكل جميل عنا.
فتحية إجلال وإكبار لأولَئك الأبطال من أفراد الجيش واللجان الشعبيّة في كُـلّ مواقع الشرف والبطولة، مثمنين تثميناً عالياً كُـلَّ ما يقدمونه لأجل الوطن.