تحرير الأسرى.. حلمٌ يجسد واقع التحرّر والاستقلال
عبدالفتاح حيدرة
بسم الله وَحمداً على فضله وشكراً على نعمته ورحمته وبعزته وجلاله وقدرته، يُهدى الانتصار والتمكين والعزة والكرامة، إلى أرواح وَدماء وتضحيات الشهداء، إلى بطولات المجاهدين والمقاتلين المرابطين في جبهات العزة والشرف، إلى قيادة وشعب اليمن المجاهد والصابر العظيم، إلى شهداء وأبطال قوات الصمود والثبات والتحدي في وجه حصار الدريهمي، إلى أنين وجراحات الجرحى وَالعالقين في مطارات العالم، إلى آباء وأُمهات وزوجات وأبناء الأسرى المحرّرين.
إن حلمَ كُـلِّ هؤلاء واحد، وكل اليمن واحدة تقبض على هذا الحلم الذي توهم الغزاة والطغاة والمرتزِقة والخونة أنهم حطموه، الكل اليوم في وطني اليمن قابض على حلم لعزة والشرف والكرامة وَالتحرّر والاستقلال” كالقابض على الجمر، هذا الحلم الذي أعطوه خلال سنوات العدوان والحصار، خلاصة جهودهم وأفكارهم إيماناً، وَثباتاً، وصموداً، وتحدياً، وَنضالاً، وتضحية، ودرساً، وتمحيصاً، وتأصيلاً.
إنه حلم ذلك الإصرار الصلب على الهدف والغاية، رغم العدوان، والحصار، وَالمحن، والفتن، والانحطاط، والخيانة، والتخريب، والتغريب، إنه الحلم الذي يجمع اليوم كُـلَّ اليمن على قلب وعقل وقول وفعل رجل واحد، إنه الحلم الذي عمّده لكم الشهداء بالدم، واحتفظ به الجرحى لكم في صرخات وأنين آلامهم، وتمسك به الأسرى؛ مِن أجلِكم في زنازين وأقبية الأسر والعذاب، إنه حلم يوم الدفاع عن الأرض والعرض، إنه الحلم الذي توج انتظاركم أن يهتدي أبناء وطنكم إلى طريق تحريره واستقلاله وتوحيده، لتكون الأرض اليمنية هي الأرض الطهور من كُـلّ رجس.
إنه الحلم اليمني الذي يظهر اليوم من بين فلتات مشاعر الفخر والعزة والكرامة والهيبة والقوة، يشرح واقعَه ذلك الفرحُ والفخرُ الشعبي والرسمي بتحرير الأسرى، إنه الحلم اليمني الذي فضح أمام أعينكم مدى انحطاط وسفالة ترجع القوى والحركات والأحزاب اليمنية عن خط الهُــوِيَّة الإيمانية اليمنية الأصيلة، إنه الحلم الذي فضح لكم خيانة وَعمالة وَارتزاق ساسة ومثقفي ومشايخ وقادة وتجار إعادة اليمن إلى حضن العدوِّ السعودي.
إنه الحلم الذي وضع تحت أقدامكم أوهام المستعمر القديم والجديد لفصل وتقسيم المحافظات الجنوبية، وإلغاء اسم الجمهورية اليمنية لإعلان صفقات التطبيع المتلاحقة مع الصهاينة، إنه الحلم الذي كشف لكم عورةَ كُـلِّ من حاول تحويل وطنكم اليمني من قاعدة لمشروع نهوض إيمان وَقيم وأخلاق مقاومة التطبيع والمطبعين إلى قاعدة للتهجم والعدوان على من يقاومون التطبيع، إنه الحلم الذي هزم في لحظات خاطفة كُـلّ عصور ومراحل الاستلاب والصفقات مع أعداء اليمن والدين والإسلام.
إنه حلم التحرّر والاستقلال اليمني، أصبح اليوم حقيقة لها يد وفم وظهر وسند، حلم واقعه اليوم حقيقي، هُــوِيَّته إيمانية وقيمه يمنية ومشروعه قرآني، حلم يمني عزيز على كُـلِّ مشاريع التبعية والذل والهوان، حلم يمني منتصر على كُـلّ مشاريع الديمقراطية الأمريكية المسلوقة التي جعلت من الأنظمة العربية والإسلامية عنوانا للانحطاط والتبعية والقمع والخيانة والفساد، حلم يمني تحرّري من كُـلّ أنظمة ودول وَعصور الظلام والطغيان والتطبيع الذي يريد من القضية الفلسطينية مُجَـرّد بضاعة للمساومة والمقايضة بين طغاة ملوك وأمراء ومشايخ ممالك الرمال ومشيخات البترودولار وبين الصهاينة، حلم يمني مستقل لا مكان فيه ليتبوأ التافهون والمطبعون موقع السلطة، ولا المقدرة على التعرف ولا القبول بمن يدعم التافهين والفاشلين..