صنعاء.. هنيئاً لكِ البُشرى
إبراهيم عطف الله
صنعاء الثورة تتألق دائماً وأبداً بثوراتها العظمى، وبالأسرى بعد الجرحى، والقادم أبهى بعد الحبيب المصطفى..
فالخامس والسادس عشر من أكتوبر 2020م، صنعاء الصمود والثورة استقبلت أسرى المسيرة القرآنية المحرّرين، وبعرس شعبي ورسمي وثوري جهادي منقطع النظير، وفي مقدمة العرس أهالي الأسرى والمجاهدون، ينثرون المحبّة والشوق والحنين لرجال الرجال الميامين، وللشباب فرحة بالمرافع والبرع، وأمام أعين وعدسات العالم كُـلّ العالم.
صنعاء المحاصرة بالوقود وغاز الطعام، لا ولن تلينَ وهَـا هي تزهو فرحاً لاستقبال من باعوا من الله جماجمهم، أحياء في الدنيا كما أقرانهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهَـا هي اليوم تتأهب لاستقبال مولد الحبيب المصطفى.
صنعاء الأنصار عنفوان وافتخار، وبطعم الحرية والاستقلال تحتفل بثورات اليمن الخالدة ضد الاستعمار والصهيونية، بينما تعز وعدن يحتفلون مع الاستعمار الإماراتي والسعودي والعثماني، صنعاء بالمجاهدين المؤمنين تفتخر وتنتشي، وبالأسرى وأُمهات الأسرى تحتفي.. بينما أُمهات الأسرى في عدن تشتكي.
هنيئاً لكِ يا صنعاء أعراساً وأعراساً متوالية ومتتالية، ولو كره المنافقون، كم كنتِ يا صنعاء زاهية لاستقبال رجال الرجال القادمين من دريهمي العدوان والحصار!!، كم كنتِ حنونة وودودة لاستقبال جرحاكِ!!، كم كنتِ راقية في استقبال أسرى أولياء الله الصالحين!!
يا الله.. كم أنت حكيم وخبير!! كم أنت رؤوف ولطيف بمجاهدي يمن الإيمان والحكمة!!
كم أنتِ يا صنعاء مُتميزة وفريدة بين عواصم العرب والأعراب لاستقبال مولد خاتم الأنبياء والمرسلين!! تُنفقين كُـلّ ما تملُكين ورجالكِ ونساؤكِ وأطفالكِ سيراً على الأقدام إلى ساحات الاحتفال الأعظم، رغم الحصار والعدوان تتزيّنين وتتنقشين رغم المآسي التي فرضها عليكِ تحالفُ البغي والإجرام، وتلتحفين أثواب مُتدرجة بألوان خضراء فاتحة وغامقة وزاهية ومضيئة بالليل ومُبتهجة بالنهار، مباني وسيارات وجسورا وشبابا وأطفالا وبنكهة الأنصار والانتصار والوفاء والولاء.
استقبالاً بمولد من استبشر به التُبع اليماني قبل مولده بمئات السنين، مولد من نصره الله سبحانه بهزيمة جيش أصحاب الفيل وبطيور أبابيل وحجارة من سجيل، مولد من استبشر به سيف بن ذي يزن في صنعاء اليمن وهو طفلٌ في ديار كفار مكة وجبابرة قريش المجرمين.
ترفعينَ البيارق الخضراء والخرق المتلألئة احتفاءً بقدوم مولد قائدنا وقدوتنا محمد بن عبدالله علم الهدى -صلوات ربي عليه وآله-، بينما ممالك النفط ترفع بيارق الصهيونية احتفاء بقدوم ترامب المأزوم ونتنياهو وبتطبيعهم مع الصهاينة واحتفالاً بخيانتهم لقدس المسرى.
صنعاء بالأمس مُستبشرة بالجرحى، وما قبلها مُستبشرة برجال الدريهمي، واليوم وغداً ببشارات الأسرى، وما بعد الغد موعد بشارتنا مع القائد العظيم والرمز الخالد بـ (لبيك يا رسول الله).