القائم بأعمال الأمين العام القطري للبعث العربي الدكتور خالد السبئي لـ “المسيرة”:
عناصرُ البعث العربي متواجدون في جبهات القتال وأنا شخصيًّا قدمت شهيدين من الأسرة وهذا شرف كبير لنا كبعثيين
ثورة 21 سبتمبر تصحيحية يقودها قائد حكيم ولا يبيع واليمنيون لن ينسوا ثأرهم من العدوان بسهولة
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي
أوصلت الوصايةُ السعودية ما قبل العام 2014 الأمور في اليمن إلى مرحلة اللا توافق، وهي ذاتها التي أطاحت بأهداف ثورتي سبتمبر وأُكتوبر قبل عقود ستة مضت، كما أنها ذاتها من أجهضت الثورة الوليدة فبراير 2011، كما أجهضها سارقو الثورات ومتسلقو المناصب في الداخل.
لقد كان الحوارُ الوطني فرصةً لبناء دولة إلا أنه كانت تنقصُه نوايا حسنة صادقة، وكانت الأحزاب الكبيرة منشغلةً بإرضاء أوليائها في الرياض، حتى عندما وصل الأمر لاتّفاق السلم وَالشراكة لم يكونوا ليرضوا بشراكة، ليس لشيء إلَّا لأمر تكرّر في الموفمبيك وهو أن تلك الشراكة لا بد أن تمُــرَّ من البوابة السعودية.
ويعد هذا جزءًا من حوار مع الدكتور خالد السبئي -القائم بأعمال الأمين العام القُطري لحزب البعث العربي الاشتراكي وعضو مجلس الشورى-.
إلى نص الحوار:
– بدايةً أجدُك دائماً تصفُ ثورة 21 سبتمبر بأنها استكمالٌ لثورة 11 فبراير 2011 لكن في المقابل تقول إن ثورة فبراير سُرقت.. كيف سرقت برأيك؟ رغم أن هناك نظرةً عالميةً آنذاك تقول إن ما حدث لم يكن “ثورة” وإنها فقط تنافس للقبيلة ونزاعها على الحكم؟
كانت ثورةً حقيقيةً في بدايتها، كانت ثورة شباب يتطلع للتغيير، لكن اللصوص تمكّنوا منها وبعدها تحولت إلى اللاشيء، وكما يقال إن تلك الثورة أكلت أبناءها عبر قوىً لا علاقة لها من قريبٍ أَو بعيد بأهداف وتطلعات شباب الثورة، فقط متسلقون سيطروا وقتَها على مفاصل البلاد وأصبحوا يتغنون بها، وهكذا كُـلُّ ثورات اليمن التي سبقت 21 سبتمبر.
– كحال ثورات 26 سبتمبر و14 أُكتوبر؟
نعم.. كُـلّ ثورات اليمن سُرقت على أيدي لصوص الثورات الذين كانوا يتغنون بها وما زالوا، فيما أبناؤها الحقيقيون غُيبوا عن المشهد تماماً.
– برأيكم لما لم تحافظ ثورة فبراير 2011 على استمراريتها بروح الشباب دون تدخل المتسلقين كما تقول؟
بصراحة لم يكن هناك قيادةٌ ناضجة لقيادتها، كما أن دور أحزاب السلطة كان مسيطراً على المشهد الثوري، وأتذكر أني تشاجرت مع رشاد العليمي؛ مِن أجلِ إدخَال خيمة لي، للحد أنهم ألقوا بها خارجَ مخيم الاعتصام، ومع هذا أدخلتها رغماً عنهم، لكن المفاجأة أننا وجدنا في اليوم التالي عشرات الخيام المنصوبة والتي اتضح أنها لأولاد الشيخ الأحمر حميد وحسين الأحمر.. هؤلاء من هم؟ هؤلاء أحد الأطراف الثلاثة التي كانت تحكم اليمن باسم السعودية مع علي صالح وعلي محسن الذي أعلن وقتها الانضمامَ للثوار ثم الادِّعاء بحماية الثورة بعناصر الفِرقة والتي لم تكن تعني إلَّا المزيدَ من تطويق الثورة والسيطرة على الأجواء الثورية بعناصرهم، لقد كنا نأكل الأكلَ البسيط جماعات ونشبع فيما أكل جماعة الاخوان وعلي محسن يأتي في القصدير خاصاً بأصحابهم، لحوم وترفيه وبذخ.. لقد استأجروا أثواراً وليس ثواراً، يزاحمون بهم الثوريين الفعليين، ولقد كان علي محسن ينادي بالميكروفونات لكن الثوار رفضوا حمايته أَو مشاركته ولم يكن بيده ومن معه إلَّا أن فرضوا أنفسَهم على الثوار وسُرقت الثورة حينها ولا بد أن نتذكر دوماً أن من يتغنون بثورات 26 سبتمبر و14 أُكتوبر خارج البلاد هم لصوص ثورات فهم لا يمتلكون قيماً وَلا مبادئ، فكل همهم كيف أن يمسكوا بزمام السلطة ويستحوذوا على خيرات البلاد.
– ثم استحوذ أُولئك على الحكم ومعهم الفارّ هادي الذي لم يكن سوى ورقة بدعم السعودية التي كانت صاحبه الوصاية على اليمن دوليًّا.. وهذا ما كان واضحًا بجلاء مع توقيع اتّفاق نقل السلطة… إلخ؟
لقد عاد أُولئك من البوابة الخلفية على أكتاف شبابِ وأحرار اليمن الثوريين، تصور أننا عندما زحفنا في ساحة التغيير مع ثورة 11 فبراير باتّجاه الفرقة كنا نشم رائحة الكيك من داخل الفرقة الأولى مدرع، اتضح لي بمساعدة ضابط من داخل الفرقة أن هناك “معمل كيك ” تابعاً لعلي محسن لبيع الكيك.. هل تتصور ذلك؟!.. ذلك الشخص الذي أصبح بعد فبراير يدير الدولة مع هادي وأولاد الأحمر كان يستغل كُـلّ إمْكَانات الدولة لمصالحه الخَاصَّة.. الفِرقة التي كانت تتكون من تسعة ألوية لم يكن الموجود فيها فعلياً إلَّا لواء واحد، ناهيك عن تجارته واستثماراته العقارية والنفطية… إلخ.
حتى الفارُّ هادي كشخصية لا تفقه شيئاً في السياسة فهو مُجَـرّد أدَاة بيد آل سعود، وعندما تحدثه عن بناء الوطن، فإن أقصر طريق بالنسبة إليه هو أن يسألك: كم أصرف لك؟ هو فقط حصالة، وعندما عيّن أحمد بن مبارك في الولايات المتحدة كان أول تكليف له شراء شقتين لصالح هادي، هؤلاء يهيئون أنفسَهم بعيدًا عن الشعب المغلوب على أمره وبعيدًا عن الوطن فالوطن ليس ضمن اهتماماتهم لا من قبل ولا من بعد.
– المراقب لثورة 21 سبتمبر 2014 سيرى أن هذه الثورة كانت شيئاً مختلفاً، فالقوى التي تحَرِّكُها والقيادة التي تقودها لم تكن ضمن القوى التقليدية التي كانت سبباً لتخلف البلاد.. شيء جديد يحملُ نفَساً ثورياً تحرّرياً.. كيف تعلق؟
ثورة 21 سبتمبر كانت ثورَة تصحيحية يقودها قائد حكيم هو السيد عبدالملك الحوثي، وقد خرجنا معه؛ لأَنَّنا نعلم أنها ثورة حقيقية هدفُها استعادةُ القرار والسيادة اليمنية ورفضُ الوصاية والاعتماد على الذات.
اليوم نحن أمام ثورة يجب أن نحافظ عليها، فقد كانت هي الثورة التصحيحية لمسار الثورات السابقة بدءًا من 26 سبتمبر ثم 14 أُكتوبر وُصُـولاً لفبراير 2011.
ودورنا الحزبي حاضر سياسيًّا وميدانيًّا.. عناصرُ البعث العربي موجودون في جبهات القتال وأنا شخصيًّا كقائمٍ بأعمال الأمين العام القُطري لحزب البعث العربي قدمت شهيدين من الأسرة، وهذا شرف كبير لنا كبعثيين.
- قلت بأن ثورة 21 سبتمبر هي استكمالٌ لمسار الثورات السابقة… ماذا تقصد بذلك؟
قصدتُ بها الخروجَ من عباءة الوصاية الأجنبية التي اعتبرت اليمنَ بتاريخها حديقةً خلفية لدولة حديثة النشأة اسمها السعودية..
تعرف أخي العزيز أن ثورة 26 سبتمبر وُئدت في مهدها بعد مؤتمر الثلاث اللاءات في السودان، فعندما استلم المِلف آل سعود ولعبوا لُعبتَهم القذرة، ثم فُرضت حرب أُكتوبر 67 على جمال عبدالناصر، فصارت الوصاية السعودية على اليمن أمراً واقعاً إلى درجة أن تعيين مديرٍ بصنعاء يتم بعد استئذان السفير السعودي أَو السلطات السعودية.
- الوصاية التي كانت تدير قائمةَ اللجنة الخَاصَّة ونفسها التي كانت حاضرة في مؤتمر الحوار الوطني موفمبيك… إلخ؟
صحيح، أنا كنت ممن حضر اتّفاقَ السلم والشراكة وكان بن عمر شفافاً بعد اتّفاق السلم وَطرح على المتحاورين، وكنا نحن الطرف المقابل للمؤتمر وجماعته من التحالف الوطني، وقتها جئنا أحدَ عشرَ عضواً ممثلين عن أحزابنا، فيما المؤتمر لم يأتِ إلَّا برشاد العليمي وقاسم سلّام ممثلَين للمؤتمر وحلفائه، واعترضوا حينها على بن عمر على عددنا، فرد عليهم بن عمر: إننا جئنا نمثل أحزابنا فيما هم جاءوا ليتكلموا باسم أحزابهم.
كان معنا لقاءٌ بين الأحزاب وقتها، وكان بمقر الحزب الاشتراكي اليمني وكان يمثل أنصار الشهيد الرئيس صالح الصماد والرئيس مهدي المشاط ومحمود الجنيد نائب رئيس الوزراء، وكان هناك تساؤلات وكلنا تساءلنا حول أن أنصار الله ضغطوا على رئيس الدولة حينها هادي على أَسَاس أن الأنصارَ يريدون أن تكون لهم مناصبُ من رئيس الدولة إلى المراسل، فقلنا كلنا ما برؤوسنا، فرد علينا الشهيد الرئيس بشفافيته المعهودة، وقال: لا تفكروا أن أنصار الله جاءوا ليلتهموا الدولة، ليسوا كذلك على الإطلاق، اعتبرونا كمكون واحد منكم ولا أحد أكبر من أحد.. ولم يقل أنا الثائر أَو المنتصر أَو شيئاً من هذا القبيل واتفقنا وقتها، وقلنا للإصلاح: ليس هناك ما تختلفوا عليه ولا داعيَ للجدل الذي لن يفضي إلى حَـلٍّ، فالبلد يحتاج للجميع.
وقد كان محمد قحطان وسعيد شمسان حاضرَين كممثلين للإصلاح لكن الارتهان للآخر كان كارثة وكانوا يخرجون للتواصل هاتفياً مع أصحابهم ولا يعودون إلَّا بكلام جديد يناقض ما اتفقنا عليه، وكانوا يأتون بممثل لهم للتفاوض في جلسة، وفي جلسة أُخرى يأتي شخصٌ آخر ينقض ما اتُّفق عليه مع سابقه.
- وَفي النهاية يقرون بأن أمرَ الشراكة بعد كُـلّ ذلك الحوار “مؤتمر الحوار الوطني” في يد السعودية كما قالوا؛ لأَنَّصار الله في موفمبيك؟
شيءٌ مؤسفٌ رغم أن المملكة أساءت للإصلاح في تلك الفترة، ومع كُـلّ الإساءَات المتواصلة لهم ما زالوا ينفذون أجندةَ السعودية حتى اليوم رغم كُـلّ ما فعلت بهم، ورغم انكشاف المخطّطات والمؤامرات.
- فيما يخُصُّ فريقَ المصالحة الوطنية.. أين هم؟ ما الذي أنجزه هذا الفريق؟
لجنة المصالحة وُلدت ميتة.
- كيف ذلك؟
عندما تأتي لجنةٌ أعضاؤها مقتدرون على العمل يكون انتشارها أوسعَ وفاعلاً داخل المجتمع.. أشخاص متفرغون وقادرون على جذب الأطراف وإنجاز مصالحة ملموسة على أرض الواقع.
عندما تأتي هذه اللجنة لتشكل على أَسَاس تقاسمات حزبية ومحاصصات ويكون اعضاؤها غير متفرغين أَو لديهم مهام متعددة فأنا أعتقد أنها غير ذي جدوى.. وعندما تأتي بوزير الشباب الرياضة حسن زيد أَو تأتي بمحمد البخيتي والذي أصبح محافظاً وتقول لهم بأن يقوموا بأعمال لجنة المصالحة فهذا أمرٌ صعب.
- ماذا عن التواصل مع القيادات خارج البلاد؟
هناك تواصل على أَسَاس كيف يمكن أن يعودوا إلى الوطن، هناك من تلك القيادات خائفة من العودة.. البعض لديه إحساسٌ بأنه ستتم تصفيته.
- مثل مَن؟
قيادات حزبية وسياسية.
- كأمين عام الحزب الاشتراكي الحالي.. مثلاً؟
هذا قصتُه مختلفة.. أعتقد أنه خُدِعَ لمغادرة البلاد، وقصته ذات طابع شخصي وحسب ما وصلنا كانت ظروفُه الخَاصَّة تحتمُّ عليه أن يغادر.
- أي ظروف خَاصَّة دكتور خالد؟
قضايا تاريخية تتعلق بالحزب ومعها لم يكن مطمئناً على حياته.
- نعود للقيادات الحزبية خارج البلاد.. تريد أن تقول: إن الخوف لديهم آتٍ من عدم ثقة بالدولة في صنعاء؟
ليس خوفاً من الدولة، إنما بعضهم لديه هواجسُه وحساباتٌ بداخله، وله مثلاً تاريخ، وخشيته أنه إذَا لم يُصفِه طرفٌ ربما يقوم بذلك طرف آخر، رغم أن العيشَ في مناطق المجلس السياسي أكثر أمناً واستقراراً من مناطق الجنوب أَو غيرها.
- لكن القيادة السياسية تنادي دائماً بالعودة وفتح صفحة جديدة وأعتقد أن لا أحد يتجرأ على فعل شيء كهذا في ظل سلطة أنصار الله؟
هناك البعض ممن هم في الخارج لديهم مصالحُ تجارية وأرصدة واستثمارات ويخافون أن تضيعَ إذَا ما فكروا بالعودة، وهناك من يتقاضى راتباً بالدولار يراه جيِّدًا ولا يرى العودةَ مفيدةً من وجهة نظره؛ لأَنَّه بالأَسَاس لم يعد لديه مبدأ أَو أخلاق فهو يعرف أن راتبَه ذاك ثمنُه دمُ أخيه اليمني وتدمير بلاده، كما أن هناك شخصيات احترق تأريخُها السياسي أَو النضالي… إلخ ولديها مصالح واستثمارات من الصعب وهي تحت مجهر الرياض أَو أبو ظبي أن تجازف بها.. حتى أن البعض منهم يعتبر أن لا دولة في الشمال وهكذا يريد أن يقنع نفسَه رغم أن العالم ينظر إلى أن مناطق حكم المجلس السياسي بأنها الأفضل والأكثر أمناً بعكس الفوضى الحاصلة في الجنوب على كُـلّ المستويات.
- نعود للقول: إن هناك حاجةً للتقارب والمصالحة رغم أن المسألة معقَّدة كَثيراً؟
الوطنُ ثمين، لقد غادرت اليمن ليلاً في الثمانينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي؛ لأَنَّي اختلفتُ مع النظام السابق، لكني كنت أرى اليمن جنتي التي لست في غنى عنها.. هي وطني مهما كانت الظروف، رغم ملاحقتي أمنيًّا كانت دموعي تنهمر حبًّا واشتياقًا لها، وأُولئك مهما كانت الإغراءات نقول لهم: تظلوا أجانبَ عند أُولئك ولا يبيع أرضه وعرضه إلَّا خائن.
- الدولة بحاجة لتعزيز الثقة بقدرتها على حماية من أراد العودة لحضن الوطن؟
نعم الثقة شيء أَسَاسي، والمصالحة فعلاً ستحتاج لوقت؛ لأَنَّ الناس لن تنسى بالسهولة ثأرَها وفقدانَها لأحبائها، لن ينسى الناس دمار البلد، هناك من يعرف من كانوا وراء ما حصل للبلاد من دمار وَما خلّفه العدوان من ضحايا، وهناك من أمعن في خدمة العدوان من أُولئك؛ لتسهيل مهامه للقصف والخراب.. ولا ننسى أن ما حل بنا هو باسمهم.
- كيف تنظر إلى آخر مواقف أبو إصبع والذي انحاز فيه للموقف الوطني ونضال الداخل ضد تحالف العدوان السعو إماراتي – الصهيو اميركي؟
يحيى أبو إصبع رجلٌ وطني، ويكفيك أنه باقٍ في وطنه، يفتخر به الإنسان، وله موقفُه الذي نحترمه.. وفي ظل ثورة 21 سبتمبر يقول ما يشاء وله رأيُه.. ويعيش معنا معزَّزًا مكرمًا بين إخوته لن يتعرض له أحدٌ لا صغير ولا كبير.. وأتذكر في إحدى المناسبات أنه قال قبل فترة رأيَه بكل شفافية وَتكلم عن الداخل والخارج رغم أنه لم يكن منصفاً مع كُـلّ الاحترام له بأن يقارن الجلادَ بالضحية أَو بمن رهنوا أنفسَهم للخارج ويتقاضون ثمنَ الدم اليمني، لكني أحترم رأيه.. والحزب الاشتراكي حزب موجود وممثَّل في السلطة اليوم في المجلس السياسي وفي الحكومة.
- ماذا عن المؤتمرين.. أين هم اليوم؟
موجودون.. القيادةُ الأَسَاسية وقواعدُها مع الوطن وهذا ما نراه.. هم شركاءُ اليوم في مجلس الشورى والنواب والوزراء.
- ماذا عن نشاط الأحزاب السياسية في السنوات الأخيرة.. لماذا نراها جامدة؟
إمْكَانياتُ الأحزاب السياسية صفرٌ.. ليس لديها إمْكَانيات وظروفها المادية لا تسمح لها بممارسة الأنشطة المعهودة.. وبالنسبة لنا كبعثيين فأنصارُ الله يعرفون أننا مشاركون في النضال والجبهات ضمن القوات المسلحة واللجان الشعبيّة، وقد وجهنا رفقاءَنا في قطاعات القوات المسلحة أن يتوجّـهوا للدفاع عن الوطن.. والبعض منا تطوع في اللجان الشعبيّة.. ومن أسرتي قدمنا شهيدين في الساحل الغربي ومأرب، وهذا شرف لنا والحمد لله.
– أنت كباحث وسياسي.. ألا ترى بأن وجه اليمن اليوم يتغير إلى الأفضل.. هناك إحساسٌ بجهود بناء دولة حقيقية لا دويلة لتحالف قبيلة.. لن يكون هناك خضوع أَو وصاية تعيق بناءَ ونهضة، وكل ذلك بصمود وثبات شعبنا أمام الطامعين فيه؟
صمودُنا إلى اليوم بعد خمس سنوات ونيف من العدوان والحصار هو انتصارٌ عظيم بعد أن كان رهان خائبي الأمل من تحالف العدوان أن طائرات سلمان ستكتب نهايةَ معركة صنعاء في عشرة أَيَّـام، وفقاً لتقارير المخبِرين والمرتزِقة الذين كانوا يعتمدون عليه.
لقد أفرزت الستُّ سنوات من النضال مَن كانوا مع الوطن ومن كانوا يلهثون خلف مصالحهم.. من كان يبحث عن سيادة الأرض والقرار ومن يريد لهذا البلد العظيم أن يظل أسيرَ الوصاية والتبعية.
اليمن دولة ومستقبل واعد بما وهبنا الله من موقع ومن ثروات نستطيع بها أن نرتقيَ عاليًا؛ ولهذا العالم يتآمر علينا ويريد أن يقسمنا إلى كانتونات… آل سعود الآن يغتصبون أراضينا في جيزان ونجران ويصدرون منها أربعة ملايين برميل من النفط يوميًّا، وللحقيقة فإن الثروات النفطية في الجزيرة العربية هي ملك الأُمَّــة العربية كلها وبالأصح سكان الجزيرة. ولو عُدنا للتاريخ قليلًا لوجدنا أن مشيخات الخليج هي مخلفاتُ الاستعمار والذي حاول من خلالها أن يضع له قدماً في جزيرة العرب، ولو تتبعنا كتابات ناصر السعيد وهو من أبناء الجزيرة والذي قتله آل سعود بإلقائه من الطائرة بعد اختطافه من لبنان.. فهو لا يعترف ببني سعود الذين كتب عن تاريخهم بالتفصيل في سبعة أَو ثمانية أجزاء وكيف جاءوا للمملكة ومن هم… كان لديّ دراسة عن اليمن تعود للعام 2006 تنبأت فيها بشن هذه الحرب على اليمن وكانت الدراسة باسم عنق الزجاجة، وتشيرُ إلى أن الأطماعَ الدولية ستستهدفُ اليمن.. وقدمتها لمركَز دراسات قومي.. لقد كانت القياداتُ التي في الخارج وأتباعهم هم أدَاة تنفيذ تلك التوجّـهات وتحقيق تلك الأهداف والأطماع.. لكن الشعب اليمني هو من رد عليهم..
واليوم نجد قيادة هذا الشعب في الداخل قد انتصرت.. برأيك لماذا؟؛ لأَنَّ الشعب كان قد ساندها؛ ولأنها حملت تطلعاتِه وكانت متحدةً معه للانتصار لعزة وكرامة اليمن وأبنائه.. يمن شامخ موحد.. نحن اليوم ضمن محور المقاومة الذي يمتدُّ إلى دمشق العزة إلى لبنان إلى العراق، وُصُـولاً إلى طهران كجسد واحد إذَا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمَّى.