مؤتمر لعلماء اليمن بصنعاء يطالب بمقاطعة البضائع الفرنسية ويحذر من شرعنة التطبيع مع الكيان الصهيوني
دعا الأنظمة والشعوب الإسلامية للضغط على فرنسا لتقديم الاعتذار عن الإساءة بحق الإسلام والرسول الأكرم
المسيرة: منصور البكالي
دعا علماءُ اليمن كافةَ المسلمين والمسلمات في العالم، إلى التمثيلِ الواعي والراقي والجذَّاب للإسلام والحرصِ على تقديم شخصية الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم التقديمَ القرآني اللائقَ به.
وأكّـد علماءُ اليمن خلال المؤتمر الذي عُقد، يوم أمس، بصنعاءَ تحت شعار “محمد رسول الله الأسوة الحسنة” على حُرمةِ التولي لليهود والنصارى والتطبيع مع العدوّ الصهيوني الغاصب والمحتلّ، ومحورية القضية الفلسطينية كقضية إسلامية وإنسانية وعلى أن القدس الشريف أرضٌ عربية إسلامية لا تقبل التقسيم، داعين علماء الأُمَّــة الإسلامية إلى تبني واتِّخاذ هذا الموقف والإعلان عنه.
وشدّد المؤتمر على أهميّة تحَرّك الأنظمة والشعوب الإسلامية للضغط على فرنسا ورئيسها لتقديم الاعتذار عن الإساءة بحق الإسلام ونبيّه أَو سرعة قطع العلاقة ومقاطعة البضائع الفرنسية، كما دعا المؤتمرُ علماءَ الأُمَّــة الإسلامية قاطبةً إلى القيام بواجبهم وبيان الموقف الشرعي من خيانة النظام الإماراتي والسعودي والبحريني والمجلس العسكري السوداني لله ورسوله وللأُمَّـة وقضاياها.
وأشَارَ مؤتمر علماء اليمن، إلى أهميّة الوحدة الإسلامية وجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ كُـلّ أشكال العنف والتطرف وضرورة التمسك بأحكام الإسلام وشريعته الغراء، وأنه لا نجاة ولا صلاح ولا فلاح ولا نجاح لأحد في الدنيا والآخرة إلا بذلك؛ لأَنَّه دين الله الذي ارتضاه لعباده.
وحذر علماء اليمن من تبرير بعض المحسوبين على العلماء وشرعنتهم لتطبيع بعض الأنظمة العربية مع الصهاينة، رغم ما في ذلك من مخالفة واضحة وصريحة لكتاب الله وسنة رسوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.
وأكّـد المؤتمرُ على ما جاء في توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره المتكرّرة وما جاء في خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى من التأكيد على محاربة الفساد بكل أشكاله، وضرورة الاستمرار في إصلاح الجهاز القضائي وسرعة البت في قضايا الناس وتعديل القوانين التي تشكل عائقا أمام إنجاز قضايا الناس، والتأكيد على أن تقوم الدولة ممثلة بوزارة الزراعة بالاهتمام بالزراعة واستصلاح الأراضي والإسهام في الحفاظ على الثروة المائية والاستفادة من الأمطار.
كما دعا المؤتمر حكومة الإنقاذ الوطني ووزارة الإعلام والأجهزة المعنية إلى اتِّخاذ التدابير والخطوات وإعداد الدراسات الكفيلة بحماية الشباب من الإعلام الذي يروج للانحلال الأخلاقي.
وفي المؤتمر قال مفتي الديار اليمنية، السيد العلامة شمس الدين شرف الدين، في كلمة له: “إن المحارم قد انتهكت اليوم والعلماء ساكتون وهم ورثة الأنبياء، وهم من يُعَــوَّلُ عليهم لإعادة الناس إلى طريق الحق، مُضيفاً أن التطبيع من المنكرات وهو تطبيع مع اليهود والنصارى، ويجب علينا كعلماء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر صدقاً مع الله ومع نبينا وربنا جل في علاه”.
بدوره، أكّـد العلامة محمد مفتاح أن التطبيع يعني هيمنةَ الصهاينة على جيلنا ومستقبلنا وكل مقدرات أمتنا، مُشيراً إلى أن ذكرى مولد خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- تأتي والأمة قد مزقها حكام الجَور بإشعال الحروب والفتن في كُـلّ أرجائها.
وشدّد العلامة مفتاح على أهميّة أن تكون ذكرى المولد النبوي الشريف العيد الأكبر والأعظم والأهم في حياة هذه الأُمَّــة، مؤكّـداً أن شعبنا اليمني يُوجِدُ من هذه الذكرى صوتاً وشعاراً وتضحيةً يوقظ الأُمَّــة ويحركها ويربطها بنبيها وقائدها ومصدر هدايتها.
وقال العلامة مفتاح للعلماء الحاضرين: “لقد كرّمكم الله بأن يكون لكم هذا الموقفُ مع رسول الله في زمن الصمت والخنوع، ولكم الشرف العظيم بأن منكم الشهداء ونحن اليوم نتذكر علماءنا الشهداء الذين استهدفهم العدوان واستهدفهم مخابرات أمريكا والصهاينة، مُضيفاً أن الأُمَّــةَ تنتظر موقفَكم الكريم وموقفكم صادح وواضح تعبر عنه جبهات القتال في مواجهة فراعنة العصر”.
من جهته، قال العلامة فؤاد ناجي -نائب وزير الأوقاف- في مؤتمر العلماء: إن الأُمَّــة تنتظر بياناً من أهل البيان والحكمة، فهم من يمسحون العارَ من على جبين الأُمَّــة، مُشيراً إلى أن اجتماع العلماء من مختلف المحافظات والتوجّـهات هو “لنبرئ ذمتَنا بإيضاح الحق لمن أراده”.
وَأَضَـافَ ناجي بقوله: “أيها العلماء الأجلاء إن من نعمةِ الله علينا بفضل هذه المسيرة ودماء الشهداء أن نجتمع ونقول الحق بكل شجاعة وقوة”.
بدوره، أكّـد العلامة الحبيب حسين الهدار -مفتي محافظة البيضاء- أن إحياء مناسبة مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله تعتبر من صلب الدين وصدق الولاء وعظيم الارتباط.
وقال الهدار: إن من الواجب علينا في إحياء مناسبة مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم استلهام الدروس والعبر، ويجب علينا أن نفعل ما نستطيع أمام ما يجري في بلدنا من حرب ظالمة وحصار جائر.
وفي كلمة علماء السلفية قال الشيخ علي العكام: “إننا نحتفي بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونستقبل مولدَه بشوقٍ ولهفة في ظروفٍ يُستهزَأُ فيها بالرسول من قبل منافقين ومرتدين ومنبطحين وعملاء للصهيونية العالمية”.
ونوّه العكام إلى أن احتفالَ شعبنا اليمني بالمولد يعتبر سلاحاً للرد على الإساءَات التي تحاول النيلَ منه ومن مقامه ومن أمته ومن رسالته والكتاب الذي أنزل إليه، مُضيفاً بقوله: “نحتفل بمولد رسول الله في زمن الانبطاح والتطبيع في زمن سقوط أنظمة عربية في أحضان الصهاينة والأمريكان”.
وزاد العكام قائلاً: “نحن نعظِّمُ رسولَ الله ونوقره في زمن تُعظِّمُ فيه أنظمةُ الأَعراب ودولةُ الشر السعودية الراقصات والمغنيات”.