سيوفُ الغدر لم تُغمَـــد بعد..!!
عبدالقوي بن محمـد
الشهيدُ الأُستاذ حسن زيد ضحيةُ غدرٍ تم انتقاؤها بدقةٍ عاليةٍ ممن يقفُ وراء اغتيال هذه الهامة الوطنية العملاقة، وذلك لاعتباراتٍ عدة؛ كونهُ رجُلاً مُسناً وسياسياً مدنياً أعزلَ ودائمَ التنقل دون حراسة أَو سلاح، وبالتالي كان هدفاً سهلَ الاصطياد في أية لحظةٍ أرادها ويريدها مخطّطو ومنفذو عمليات الاغتيال، والتي تكشف عن التوجّـه الخبيث والمعادن الصدئة التي لا تمت إلى الرجولة والطبع اليمني الأصيل بشيء، وتُعد سقوطاً أخلاقياً وانهياراً للقيم الإنسانية النبيلة، ولعل المتتبع لكافة الاغتيالات السياسية التي عاشها اليمن وحتى وقتٍ قريب –كحادثة استشهاد البروفيسور أحمد شرف الدين والدكتور جدبان والأُستاذ الخيواني– سيلاحظ أن تلك العمليات الإجرامية تأتي في إطار ممنهجٍ ومدروس، يستهدف إفراغ الساحة السياسية اليمنية من كوادرها الوطنية الكفؤة والمؤثرة على القرار السيادي والمنهجية الاستقلالية للتوجّـه السياسي العام المقاوم لكل أشكال الهيمنة والتبعية والانبطاح، كما أنها محاولة يائسة لخلط الأوراق، وبث سموم التفرقة والتخويف والتشكيك، وخلق مزيدٍ من التأزيم وردود الأفعال المثبطة للتفاعل الإيجابي مع مختلف الفعاليات الجماهيرية، كما أنها تمثلُ فشلاً وعجزاً سياسيًّا، والتي دائماً ما يستخدمها تحالفُ العدوان ومرتزِقته، كبقية الأوراق المواكبة لعدوانه على اليمن أرضاً وإنساناً، والتي تثبت بما لا يدعو مجالاً للشك أن سيوفَ الغدر لم تُغمَد بعدُ.
أختتم القولَ بآخر ما قالَهُ الشهيدُ حسن زيد: “من لا يشاركون في شرف الدفاع عن الوطن في مواجهة العدوان لا يستحقون الحديثَ باسمه، هم خذلوا الحقَّ ولو لم ينصروا الباطل، مع أنهم ينصرون الباطل جهاراً نهاراً من عواصم العدوان والبغي والاحتلال”.
رحم اللهُ الأُستاذَ حسن زيد وَكُـلَّ ضحايا الإرهاب والبغي والعدوان، ولا نامت أعينُ الجبناء.