احتشدوا فلا عذر لأحد.. النبي الأكرم هو نبيٌّ للجميع
أكرم الرحبي
لا مبرّرَ إطلاقاً لمَن لا يريدُ أن يُحييَ ذكرى مولد النبي الأكرم بذرائعَ واهية تحتَ أي مبرّر حزبي أَو مذهبي أو عناوينَ يبدي بها انزعَـاجَه من إحيَـاء مولد خير البشرية.
لأَنَّ النبيَّ محمد صلواتُ الله عليه وآله هو نبيٌّ لجميع المسلمين، والإساءةُ والمَساسُ بشخصية النبي الأكرم قائدِ المسلمين من قبل أعداء الإسلام -كما هو من “فرنسا مؤخراً- تعني المساسَ والإساءةَ لجميع المسلمين دون استثناء.
نحن المسلمون لسنا مفرغين من القيادة.. نحن تحتَ قيادة النبي الأكرم والله سبحانه يقول: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
القضيةُ هي قضيةُ اتّباع للنبي الأكرم، هو قائدنا وعنواننا العريض ونحن أتباعُه ومأمورون من قبل الله بطاعته واتّباعه.
أعداءُ الإسلام من اليهود والنصارى يعمدون دائماً على ضرب واستهداف شخصية قائد المسلمين النبي الأكرم دائماً بتصريحاتهم المباشرة ورسومهم المسيئة، وفي ثقافتهم المتنوعة أمام العلن يستهدفون شخصيةَ أقدس رجل خلقه اللهُ على وجهِ الأرض وجعله خاتمَ النبيين.
فهل يجوز لكل من يحملُ هُوية الإسلام لا أقول هُوية الإيمان أن يسكُتَ ويغُضَّ الطرف عن كُـلّ تلك الإساءَات والحرب الضروس المتنوعة لشخص النبي الأكرم؟! لا واللهِ لا يجوز.
بالله عليكم ما موقفُك إذَا أتى شخصٌ ما وسَبَّ والدك وتعدَّى عليه بالأساليب المتنوعة من الاستهداف والتقليل من شأنه وقيمته ومكانته أمام الآخرين؟!
والله إنك ستجعلُه عدواً لك وستقاتل كُـلّ من يستهدف والدَك بسوء يمُسُّ إنسانيته وقيمته وكرامته واعتباره، حتى لو كان ذلك ممن تعرفُهم شخصيًّا.
ما بالُك بالنبي الأكرم محمد صلواتُ الله عليه وعلى آله والذي هو أفضلُ وأعظم منزله من والدك الذي ربّاك وأنت ملزم بذلك؟!.
والله سبحانه وتعالى يقول: (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأموال اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ، فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
ويقول الحق جل في علاه: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أرسلنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا).
فإحياؤك لمولد النبي الأكرم هو موقفٌ تجدِّدُ فيه العهدَ والولاء على الارتباط والاتِّباع للقائد المفدَّى الأعظم النبي الأكرم.
ومن يرفُضْ أَو يتخلَّ عن إحيَـاء مولد النبي الأكرم هو بذلك يشرعن كُـلّ الإساءَات من قبل أعداء الإسلام لشخصية النبي الأكرم.
لأَنَّه حينها يكونُ النبي الأكرم لديه شخصية مفرغة وميتة في وجدانه، بل انتهت وادثرت لديه في قصص السير والأحداث والتواريخ.
فهو يحب أن يلتحقَ بركَب الغرب ويتقبل كُـلّ ما يأتي من ثقافاتِ الغرب.
وفي الأخير، ستجدونه متحزباً يتبعُ طرفاً ما كما هو معروف قياداته تعلن الولاءَ لأعداء الله وتعلن التطبيعَ لإسرائيل، يمتعضُ من الدفاع عن النبي والاحتفاء الحاشد بمولده الشريف.
لذلك لا مبرّر إطلاقاً لمن يتهرَّبُ عن إحيَـاء مولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله.
وأقولُ له: اتَّــقِ الله وراجِعِ القرآنَ الكريم.