مفتي الديار اليمنية: الشعب اليمني جرح كبرياء أئمة الكفر وكلما استهدف الأعداءُ رسولَ الله كلما التف الناس حوله
قال إن خروج شعبنا اليمني في جميع الساحات يعبر عن فرحته بالنبي وتجديد الولاء والارتباط به
المسيرة – منصور البكالي
قال مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين: إن الشعب اليمني خرج محتفلاً بالرسول الكريم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ليجددَ الولاءَ لرسول الله، وللعهد الذي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشَارَ مفتي اليمن في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن اليمنيين اليوم مستمرون على عهدهم وارتباطهم بالنبي كما كان أجدادهم؛ وكي يبعثوا رسالة إلى أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الأُمَّــة بأنهم كلما استهدفوا رسول الله كلما التف الناس حوله رسولهم وقائدهم أكثر وكلما كانوا حاضرين في ساحات الجهاد وميادين الاحتفال وساحات الكفاح وساحات العمل كلها، مجددين وفاءَهم وولاءَهم لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، مظهرين محبتهم المنقطعة النظير، موضحًا أن هذا الخروج في سائر الساحات كما يعرف الجميع أكبر دليل على ذلك، وبالتالي فليخسئ الخاسئون الذين يريدون النيل من مقام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
وعن الحملة الفرنسية المسيئة إلى رسول الله، أكّـد مفتي الجمهورية أن هذا الأمر لسنا مستبعدين له من جهتهم؛ لأَنَّ الله قد حكى عنهم في محكم كتابه حين قال: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى).، وقال: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أموالكُمْ وَأنفسكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثيراً، وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، شارحاً المراد بالصبر والثبات على هذا المنهج الذي تركنا عليه النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، على المحجّـة البيضاء التي ليلها كنهارها والحمدُ لله نرى كَثيراً من الأنظمة تخطب ود أمريكا والكيان الصهيوني في هذا التوقيت الذي يطبع فيه مع الكيان الغاصب، لكن الشعب اليمني جرح كبرياء أئمة الكفر وأعلن براءته منهم بشعار الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام، والحمد لله هذا هو ما عوله عليه النبي على الشعب اليمني وراهن عليه لانهم هم أرق قلوباً وألين أفئدة وهم أولوا البأس الشديد، وهم الذين قال فيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذلك فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
وحول مواقف علماء الأُمَّــة، يشير مفتي اليمن شمس الدين بقوله: “كل حدث تمر به هذه الأُمَّــة يراد منه تمييز الخبيث من الطيب فقال تعالى (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ…)، وهذا الحدث من ذلك وهو تمييز بين الخبيث والطيب والطيبون هم الذين يلتفون حول رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، ويعظّمونه ويشيدون به ويتجهون نحو تحقيق أهداف رسول الله، التي أعلنها منذ ذلك اليوم سوى في أخلاقه أَو في رفعه لراية التوحيد وإعلاء كلمة الله حتى تكون هي الغالب ويكون الدين كله لله.
وَأَضَـافَ مفتي الديار اليمنية بقوله: “بينما هناك من انبطح ومن تنصل عن المسؤولية وابتعد عن مواجهة الأعداء، وخاف أن تذهب عليه الدنيا خوفاً على نفسه أَو على أهله أَو على مصاحه الدنيوية، وهذا خطأ كبير ينبغي أن نواجهَ أعداءَ الله بكل ما أعطانا الله بكل ما مكننا الله من قوة وبالاستعانة وطلب العون منه”.
ووجّه العلامة شمس الدين رسالتَه إلى علماء الأُمَّــة، بأن يتقوا الله وأن يتحَرّكوا التحَرّك الجاد والفاعل في بعث الهمة في نفوس الناس ولمِّ الشعوب ووحدة الصف والالتفاف حول المنهج الذي تركنا رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله عليه، ورثنا إياه، مُشيراً إلى أن العلماء ورثة الأنبياء، وقد وعد الله الكاتمين للحق في مثل هذه المواقف بالعذاب الأليم في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ، أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ، وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).