من “وعي وقيم ومشروع” خطاب السيد القائد بمناسبة المولد النبوي الشريف
عبدالفتاح حيدرة
في صورة إيمانية يمنية احتفل الشعبُ اليمني العظيم بمولد خير البشرية محمد بن عبدالله رسول الله -صلى الله عليه وسلم وعلى آله-، وبحضور شعبي وبهُـوِيَّة إيمانية يمنية، كان حضور الإيمان والحكمة مشرفا، وبحضور جاليات من عشرين بلدا عربيا وإسلاميا ترفع أعلامها في ميدان السبعين بصنعاء، تخلله خطاب السيد القائد وخطاب بنقلة عالمية كبرى، خطاب لم يكن مقتصرا للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية فقط، بل توجّـه بخطاب للعالم كله ولكل شعوب العالم، خطاب أكّـد فيه السيد القائد أن الفرح بمولد رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم وعلى آله- نعمة من نعم الله على البشرية كلِّها، وهي مناسبة ومحطة لحل الإشكاليات والتحديات التي تواجه الأُمَّــة الإسلامية، وفرصة ثمينة ومحطة مهمة للتذكير بنعمة الله هذه، للاستفادة بما يُصْلِحُ واقع الأُمَّــة الإسلامية كلها والبشرية كلها.
إن منشأَ كُـلّ المظالم والاستعباد والجرائم والفساد اليوم هو الانحراف والتحريف للرسالات الإلهية والإيمان بالله وعدم الاقتدَاء برسله وأنبيائه، وفى هذا المقام كان خطاب السيد القائد مؤكّـداً بالقول والفعل أن الحقيقة الوحيدة هي اتّباع رسالة الله والإيمان بالله وَالاقتدَاء برسله وأنبيائه، وهي الحقيقة التي يجب أن ننطلقَ من خلالها لحلِّ كافة الإشكاليات والتحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية وتواجه البشرية جمعاء، وأن اتّباع المنهج الحق الذي أرسله الله عبر أنبيائه ورسله هو الإيمان بالله، وإن مسيرة حياتنا مرتبطة بتدابير الله، ورسالة الله هي رحمة من الله للبشر، وبها الحكمة والرشد والصلاح والفلاح، ومن يُقدّم بدائلَ عن رسالة الله هو الطاغوت الشيطاني المستكبر، ليخرجَ الناس من النور إلى الظلمات، فرسل الله هم القُدوة والأسوة للناس بالاتباع، أما اتّباع الطاغوت فإنه الانحراف الذي تسبّب وَيسبب ارتكاب الجرائم والفساد والإفساد والقتل والإجرام والمحرمات والكذب على الله والتضليل على الناس وإدخَالهم من النور إلى الظلمات.
أكّـد السيّدُ القائد أن محاربة رسل الله وأنبياء الله هي صفة من صفات اليهود، فمن أكبر البشائر التي جاءت بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم وعلى آله-، هي محاولات هدم الكعبة للحيلولة دون وصول رسالة هدى الله المحمدية للناس، وكذلك بشارة نبي الله موسى في التوراة التي حدّدت المنهج الحقيقي المحمدي لدين الله والمشروع الإلهي كامتداد واتّصال بالله بالهداية والحق، ومن عارضه أَو يعارضه فهو الباطل الذي هُزم بقوة الله، وَالبشارة الأهمُّ هي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم وعلى آله- بلّغ رسالته كاملة وحفظها الله في كتابه الكريم، الكتاب الذي جاء لإخراجِ الناس من الظلمات إلى النور.
وضّح السيّد القائد أن الأتباع الحقيقين الصادقين لمحمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم وعلى آله-، هم المتبعون له إيمانا وموقفا وثباتا أمام الطاغوت المستكبر الذي حارب ويحارب الرسالة، ومن صفاتهم أنهم أشداء على أولياء الطاغوت الشيطاني الذي يحاول تدنيس وتحريف الرسالة الإلهية، ويتحَرّك بكل الوسائل والأدوات لمنع الناس من اتّباع الأنبياء، وبالذات تحريف ما يخالف أهواءَهم ومطامعَهم الشيطانية، وتشويه رسالة الله وأنبيائه، وبالتالي فإن الالتزام والإيمان بالرسالة الإلهية هو الرفض لسياسات هذا الطاغوت والتحرّر منهم والامتناع عن التبعية لهم، والخيارات تجاه سياسات هذا الطاغوت هي الثبات والعزة والقوة، وتتجلّى جهادا وثباتا وصمودا في مواجهة الطاغوت، أما الذلة والخنوع والتبعية للطاغوت فليست من صفات المؤمنين بالرسالة الإلهية أبدا، بل هي من صفات من اتّبعوا خطوات الشيطان الرجيم.
من صفات المؤمنين الصادقين هو الالتزام بضوابط الأخلاق والقيم المتبعة للمنهج المحمدي، والاتباع الصادق الحقيقي لهذا النهج نابع من الإيمان بالله وبالرسل والأنبياء، الإيمان الذي يمقت الشرَّ والفساد والتضليل والانحراف، إيمان ممتلئ بالرحمة التي هي من عوامل الوحدة والتماسك بين كُـلّ من يتّبع الرسالة الإلهية، أما صفات طواغيت العصر المتمثلين في أمريكا وإسرائيل فهم امتداد للاعوجاج والتحريف والانحراف لولاية الطاغوت المستكبر المتراكم عن انحرافهم الأول عن نهج الأنبياء موسى وعيسى ومحمد، وما ماكرون إلّا دمية من دمى اليهود، وَهذا شاهدٌ على سيطرة اللوبي الصهيوني على الأنظمة الغربية، ومن يمثلهم من العرب والمسلمين فهو النظام السعودي والإماراتي وعسكر السودان.
أكّـد السيد القائد في ختام خطابه العالمي، عدداً من الثوابت والمبادئ القرآنية والمحمدية، وعلى رأسها التأكيد على الاستفادة من مناسبة المولد النبوي الشريف لترسيخ مبادئ الهُـوِيَّة الإيمانية بالله وبرسل الله وترسيخ الاقتدَاء برسول الله على كافة المستويات عامة وعلى المستوى التعليمي والتوعوي خَاصَّة، والتأكيد على الثبات في مناصرة الشعب الفلسطيني وتحرير القدس وفلسطين، وطرد العدوّ الإسرائيلي الغاصب الذي يشكل تهديدا على السلم في المنطقة وعلى العالم كلِّه، وَالتأكيد على الوقوف مع محور المقاومة ضد تحَرّكات ونشاط أمريكا المعادي له، والتأكيد على استمرار الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي حتى تحرير كُـلِّ شبر يمني وَتحقيق الاستقلال اليمني التام، داعياً الشعب اليمني كلَّه لرفد كافة الجبهات بالمال والرجال والعناية بتماسك الجبهة الداخلية والعناية بالزراعة والتكافل الاجتماعي والإحسان، داعياً الجبهة التوعوية لمواصلة مواجهة الطاغوت فكريا وثقافيًّا وعلميا وإعلاميا، وداعياً الجبهة الأمنية لمواصلة جهودها في استباب الأمن ومكافحة التكفيريين والقتلة والمجرمين.