احتفالات المولد النبوي تصعَـدُ باليمن إلى مكانة قيادية في الساحة الإسلامية
المسيرة | خاص
مع تصاعُدِ الهجمة الغربية ضد الإسلام والنبي الأعظم صلواتُ الله عليه وآله، بمقابل سقوطِ شعارات ودعايات الأنظمة التي كانت تنصِّبُ نفسَها قائدةً على العالم الإسلامي؛ بسَببِ اصطفافها المعلَن والفاضح مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي المعادي، تصدر اليمن المشهد بشكل فريد، من خلال احتفالاته غير المسبوقة بالمولد النبوي الشريف، والتي تأتي في ظل مشروع تحرّري شامل ينطلق من الهُــوِيَّة الإسلامية بمفهومها الصحيح الذي غاب طيلة الفترة الماضية عن واقع المنطقة، وبات واضحًا أن اليمنيين يسيرون بخُطَىً ثابتة نحو مكانة قيادية حقيقية في العالم الإسلامي على كُـلّ المستويات، الأمر الذي أثار إعجاب الكثير من قيادات المنطقة ومراقبيها، بل وانتزع اعترافاً بذلك حتى من داخل صفوف أعداء اليمن الذين وجدوا أنفسهم مكشوفين ومفلسين أمام الهجمة الغربية الأخيرة، ولجأوا إلى استعارة مواقف الشعب اليمني المشرِّفة.
اليمن ينفرد بالرد الأقوى على الهجمة الغربية ضد الإسلام:
لقد تجاوزت احتفالاتُ الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف حدود الجغرافيا اليمنية لتصبح النموذج الجامع، والوحيد من نوعه على الساحة الإسلامية.. هذا ما برز بشكل واضح هذا العام بعد الإساءَات الفرنسية الجديدة للإسلام ولشخص النبي الخاتم صلوات الله عليه وآله، حَيثُ عجز الوسط العربي والإسلامي عن إيجاد ردود مناسبة وقوية على تلك الإساءَات في ظل الخروج المعلن لأنظمة المنطقة (في الخليج بالذات) عن الهُــوِيَّة الإسلامية واصطفافها ثقافيًّا وفكريًّا وسياسيًّا وعسكريًّا مع الأنظمة الراعية للهجمة المعادية (على رأسها إسرائيل)، ولم يكن هناك من رد يناسب حجمَ الهجمة سوى مواقف الشعب اليمني واحتفالاته الفريدة بالمولد النبوي.
“لينظر ما كرون متحسراً”.. كتب البروفيسور والمحللُ العماني المعروف، حيدر اللواتي، معلقاً على أحد مشاهد احتفالات العام الماضي بالمولد النبوي في صنعاء، وَأَضَـافَ “هنا يمن الحكمة والصمود والإيمان، رغم الحرب والحصار والتجويع يسطرون أروع الصور في حبهم لنبي الإسلام ﷺ بمناسبة مولده الشريف”.
وبرغم التعبئة العدائية الكبيرة التي رعتها أنظمة الخيانة العربية ضد الشعب اليمني طيلة فترة العدوان، إلا أن شخصياتٍ معروفةً محسوبة على هذه الأنظمة (الفنانة أحلام، والإماراتي ضاحي خلفان) لجأت إلى إعادة نشر مشاهد احتفالات الشعب اليمني بالمولد النبوي في العاصمة صنعاء للعام الماضي، لتبني موقفٍ ضد الهجمة الغربية ضد الإسلام والنبي، الأمر الذي مثّل مؤشراً على خلوِّ الساحة الإسلامية من موقف نموذجي حقيقي، غير الموقف اليمني، يرقى إلى مستوى صراع الهُــوِيَّة المستمر بين الغرب وشعوب هذه الساحة، وقد تهافت الآلافُ من النشطاء من مختلف شعوب المنطقة على إعادة نشر تلك المشاهد في إطار الرد على الإساءَات الفرنسية، بل وصل الأمر ببعض وسائل الإعلام إلى نسب تلك المشاهد إلى دول أُخرى غير اليمن للتفاخر.
هذا المشهد مثل دلالة واضحة على تصدر اليمن المشهد الإسلامي، وهو ما يعني صعود اليمن إلى مستوى النموذج المعبر عن الهُــوِيَّة الإسلامية الجامعة، بدلاً عن الدول التي كانت تنصِّبُ نفسَها في هذه المكانة بشعارات مزيَّفة.