قائد الثورة يدشّـن مرحلة جديدة في مواجهة العدوان والحصار.. توصيات لمعركة شاملة
المسيرة: نوح جلاس
ما بين خطابَي قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، اللذين ألقاهما بمناسبة المولد النبوي الشريف لهذا العام والتحضير له، عدة نقاط تشير إلى بدء مرحلة جديدة من مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، حَيثُ أبدى السيد القائد ذلك من خلال الدعوات التي أطلقها لكل اليمنيين، والتي تضمنت توصيات وإرشادات، للدخول في مرحلة جديدة من الصمود، بعد استعادة الشعب اليمني عافيته وتغلبه على كُـلّ التحديات والصعوبات التي فرضتها الظروف المحيطة بالسنوات الماضية.
قائد الثورة وفي خطابه الذي ألقاه في الثاني من ربيع الأول؛ تدشيناً لفعاليات المولد النبوي الشريف، بحضور العلماء والمسؤولين وعدد كبير من قيادات الدولة، جدد التأكيد على جملة من القضايا الهامة على الساحة الوطنية والإقليمية، وكذا العربية والإسلامية بشكل عام، في حين دعا في ذلك الخطاب وبلهجة أُخرى، كُـلّ أحرار الشعب اليمني إلى الحضور الكبير والفاعل في الفعالية المركزية للمولد، وقال بالحرف الواحد: “بكل محبة، بكل شوق، بكل لهفة سنستقبل ذكرى المولد النبوي الشريف، سنجعل منها مناسبةً متميزةً بإذن الله لا نظير لها في كُـلّ مناسبات الدنيا”، وَأَضَـافَ مخاطباً أبناء الشعب اليمني قائلاً “نأمل- إن شاء الله- من شعبنا العزيز التفاعل الكبير في الاستعداد لهذه المناسبة وفي التحضير لها، والحضور بالشكل الكبير-إن شاء الله- في كُـلّ الفعاليات التي ستقام في يوم الثاني عشر من هذا الشهر المبارك الأغر”، في إشارة إلى الفعاليات التي أقيمت يوم الخميس في صنعاء والمحافظات.
القائد يطلق توصيات المرحلة القادمة:
وبعد توافد الشعب اليمني بشكل غير مسبوق، واحتضان أكثر من 14 ساحة في اليمن، جموعاً بشرية، قل نظيرها في التاريخ اليمني – ولا نبالغ أن قلنا في تاريخ فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف – أطل قائد الثورة مجدّدًا، ليلقي خطابَ المناسبة، ومعه استنفرت جوارح كُـلّ الحشود المحمدية لتستمع لقائد ثورتها، بكل لهفة وبكل إصغاء، وبكل ترقب تنتظر موجهات وتوجيهات وإرشادات القائد، وهنا بدى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كعادته في تعزيز الوعي حول أهميّة المناسبة، وأكّـد موقف الشعب اليمني من القضايا المتعلقة بالشأن العربي والإسلامي، حتى وصل إلى توصياته التي كانت محط انتظار الملايين، وأطلق جملة من التوجيهات والتوصيات والإرشادات، أكّـدت في مجملها أن قائد الثورة يقصد تدشين مرحلة جديدة من مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
قائد الثورة وفي آخر نقاط الخطاب، قال: “نؤكّـد ثباتنا واستمرارنا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا، كواجبٍ دينيٍ وإنسانيٍ ووطني، حتى تحقيق النصر-بإذن الله تعالى- في دحر تحالف العدوان، وتحرير ما احتله من بلدنا، وتحقيق الاستقلال التام لشعبنا كحقٍّ مشروع”، وأعقب في هذا السياق توصياته التي تذكرنا مضامينها بأول خطاب لقائد الثورة في العدوان على اليمن.
ويتابع قائدُ الثورة حديثه تعقيباً على النقطة السابقة، بالقول: وفي هذا السياق أدعو شعبنا العزيز إلى مواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال، والعناية بكل ما من شأنه الإسهام في قوة وتماسك الجبهة الداخلية، والعناية بالزراعة؛ باعتبَارها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، والتعاون بين الجانب الرسمي والشعب في كُـلّ ما يساعد على الصمود والتماسك الاقتصادي، والعناية بالتكافل الاجتماعي، والاهتمام بالفقراء”، وقد تضمنت هذه الإرشادات تعليمات عسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية ودينية، تؤكّـد ضمنياً أن اليمن مقبل على مرحلة جديدة من مواصلة الصمود في وجه العدوان.
وفي حين تؤكّـد التعليمات التي أطلقها قائد الثورة، أنه لا رهان على الجوانب التفاوضية في المرحلة المقبلة، وذلك إزاء التنصل الكبير الذي أظهرته قوى العدوان طيلة السنوات الماضية، وسط تجاهل أممي متعمد وموقف وصل مؤخّراً إلى درجة الانخراط العلني إلى صف العدوان والحصار على اليمن واليمنيين، فَـإنَّ خيار اليمنيين هو تعزيز المواجهة وبصورة أكثر تقدماً من ما مضى.
المرحلة الجديدة للأعداء وتوصيات مواجهتها:
وما يؤكّـد أن الشعب اليمني مقبل على مرحلة جديدة في مواجهة العدوان، فقد تعمد قائد الثورة ذكر مواجهة المرحلة “الجديد” التي دشّـنها العدوان الأسبوع الماضي، فبعد اغتيال وزير الشباب والرياضة – أمين عام حزب الحق – الشهيد حسن زيد في جريمة أقرت وسائل إعلام العدوان وقوفه وراءها كخيار جديد له لاختراق التماسك اليمني وتسهيل تحقيق أهداف العدوان، كان قائد الثورة عند الموعد عندما دعا “رجال الجبهة الأمنية في الأمن والمخابرات، ووزارة الداخلية، الذين حقّقوا الإنجازات المهمة بتوفيق الله تعالى لهم في هذه الجبهة، إلى تكثيف جهودهم، وتطوير أدائهم في التصدي لكل مساعي الأعداء الإجرامية والتخريبية، التي تستهدف شعبنا العزيز في أمنه واستقراره، والتي كان من آخر مستجداتها استهداف تحالف العدوان بعملية اغتيالٍ وحشيةٍ غادرة لشهيد الوطن وزير الشباب والرياضية الأخ الشهيد حسن زيد رحمة الله عليه”.
وفي سياق رص صفوف المواجهة وإكمال التعليمات اللازمة للدخول في المرحلة القادمة، دعا قائد الثورة “كل روَّاد ورجال الجبهة التوعوية، من: العلماء، والمثقفين، والخطباء، والمعلمين، إلى مواصلة جهودهم في التصدي لكل مساعي الأعداء التضليلية والمثبطة، وحربهم الناعمة المفسدة، والعناية المستمرة بالأنشطة التوعوية والتعبوية والتعليمية”.
مقاصد ورسائل الحشد الكبير في الساحات اليمنية:
وبالعودة إلى خطاب تدشين فعاليات المولد، فَـإنَّ مقاصدَ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين من الدعوة والحشد غير المسبوق لإحياء هذه المناسبة، حملت معها أكثر من شق، أهمها التأكيد الفاعل والقوي على حضور الأنصار مجدّدًا في مناصرة رسول الله والرد على كُـلّ الدمى والمطيات الصهيونية التي تستهدف خاتم الأنبياء، ومن ناحية أُخرى التأكيد على الموقف اليمني وصوابيته في تأكيد تودده وتقربه و”تطبيعه” مع الرسول الأعظم، في وقت تتسابق قوى العدوان والعمالة والخيانة إلى الخضوع والانصياع والتطبيع مع أعداء الأُمَّــة من الصهاينة وحلفائهم، في حين يسهم الحشد الكبير وغير المسبوق في التفاعل الكبير والفاعل والقوي مع تعليمات وتوصيات وإرشادات القائد، الذي دشّـن المرحلة الجديدة القادمة، وزاد من اندفاع وإرادَة اليمنيين بما تركه من فخر لكل الحضور أمام رسول الله وأمام العالم.
وفي سياق ذلك، يؤكّـد ناطق حكومة الإنقاذ الوطني – وزير الإعلام، ضيف الله الشامي أن “الرسالة التي أراد السيد أن تصل هي أن موقف الشعب اليمني بكل قيمه وتضحيانه، هو نتاج الارتباط الوثيق بالرسول الأعظم”.
ويضيف الشامي في تصرح لصحيفة المسيرة أن “هذا الشعب يقدم رسالة للعالم أنه حتى وأن تنازل الآخرون وهرولوا للأعداء والصهاينة، فَـإنَّ اليمنيين يبقون الأوفياء لدينهم ولرسولهم ولأمتهم”.
ويشير الشامي إلى أن “من رسائل الحشد التي وصلت للعالم بأنه في الوقت الذي غابت فيه أصواتُ المناصرة للرسول وحضرت أصوات تسيء وتحارب النبي، فَـإنَّ هناك أُمَّـةً يمنيةً لن تفرط في مبادئها وقيمها ونبيها وكل مقدساتها ولا يمن أن تتنازل عن مواجهة هؤلاء المجرمين”.
وبالانتقال إلى خلفيات توصيات قائد الثورة يتابع الشامي حديثه: “تعوّدنا أن مناسبة المولد لها ما بُعدُها ولها متغيراتها، وبإذن الله سبحانه وتعالى ستكون هناك متغيرات، وهناك انتصارات تلوح بالأفق بإذن الله سبحانه وتعالى”، مردفاً بالقول “هؤلاء الرجال مادام تجمهروا ولبوا نداء قائد الثورة في الحضور، فهم أحرار وسيكون لهم موقف عظيم في رفد الجبهات، وتدشين مرحلة جديدة في مواجهة العدوان”.
من جانبه، ينوّه مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد حامد، في تصريح مقتضب للصحيفة بأن “الحضور كان كَبيراً ومفاجئاً للداخل والخارج”.
ويؤكّـد حامد أن “الحشدَ الكبيرَ وما ترافق معه، سينعكس وعياً وعملاً في مسارنا العملي وفي زكاء نفوسنا وفي وحدة كلمتنا وفي مواجهتنا لقوى العدوان، وسنتحَرّك لتحقيق النصر الأكبر بإذن الله سبحانه وتعالى”.