مشايخ الوهَّـابية بعهد بن سلمان.. إباحة الاحتفال بـ “ذكرى تولّي العرش” و “عيد الحب” ومحاربة المولد النبوي
المسيرة: منصور البكالي
في الوقت الذي يسارع علماء الفكر الوهَّـابي الدخيل إلى شرعنة ما يسمى بـ”هيئة الترفيه” جوار مقدسات الأُمَّــة وعلى مقربة من بيت الله الحرام في مكة المكرمة ومسجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، وترويجهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، واستقبالهم عدداً من الوفود الصهاينة في بلاد الحرمين، تعج صفحات ناشطيهم وعلمائهم على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيّام المباركة التي ولد فيه خير خلق الله وأعظم قائد عرفته البشرية، محمد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، بفتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ومحاربة وتشويه كُـلّ من يحيي هذه الذكرى العظيمة.
وتداول ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الفيديوهات والتغريدات لمشايخ الوهَّـابية تقول: إن “الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وإن كُـلّ بدعة ضلالة وكل ضَلالة في النار”، وهم في ذات الوقت وفي ذات الصفحات ينشرون فيديوهات ومنشورات تبيح وتشرع لكل الأعياد المبتدعة وتشجع على إقبال الناس إلى قاعات ومراقص ما يسمى بهيئة “الترفيه”.
كما نشرت قناةُ الرسالة التابعة للنظام السعودي سؤالاً عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟ متبوع بفتوى في شريط فيديو مصور لأحد علمائها الوهَّـابيين المدعو سعد الخثلان قال فيه: “لم يُحتفل بهذه المناسبة في زمن النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- ولا في زمن الصحابة ولا في زمن التابعين”، مُشيراً إلى أن أولَ من أحدثها هم الفاطميون، وزاعماً أن علماء الفكر الوهَّـابي لم يشرعوا مثل هذا الاحتفال.
وَأَضَـافَ في فيديو آخر يجيب على سؤال: لماذا يحرم عيد المولد النبوي برغم أن الأعمالَ التي فيه هي قراءة وتذكير بسيرة -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ؟ فكانت الإجَابَة عن سبب تحريمه “لأَنَّ فيه تعظيماً لزمن مخصص يتكرّر كُـلّ عام، وقالوا إنه تقليد للنصارى”، متناسياً الاحتفالات الي يقيمها أسيادُه وزعماءُ الأنظمة العميلة في مولد المسيح “رأس السنة” والتي ينفقون عليها عشراتِ الملايين من الدولارات.
دعمٌ سعودي لفرنسا وحربٌ على محبي الرسول الأعظم:
وبعد إساءة ماكرون إلى رسول الله، يستقبل أمير مكة سفيرَ فرنسا والغرفة التجارية بالمملكة تضغط على التجار على زيادة الاستيراد للمنتجات الفرنسية.
وبالتزامن مع الحملة الفرنسية المسيئة إلى رسول الله لم نشهد لنظام بن سلمان ولا لعلماء الوهَّـابية أي موقف أَو أية إدانة، بل نشرت وزارة الخارجية السعودية تغريدة على حسابها في تويتر عن “استقبال أمير مكة المكرمة للسفير الفرنسي لمناقشة القضايا الودية وذات الاهتمام المشترك”، تبعها اجتماع للغرفة التجارية والصناعية في المملكة بالتجار ورجال المال والأعمال تحثهم على زيادة حجمِ الاستيرادات للمنتجات والبضائع الفرنسية وتقدم لهم كافة التسهيلات والعروض، وتدعوهم إلى عدم الانسياق خلف دعوات المقاطعة التي دشّـنتها العديد من الحكومات العربية والإسلامية.
كما تداول ناشطون “برنامج مصر النهار ده” على قناة مكملين سلّط الضواءَ على خيانة السعودية لنبي محمد صلى الله عليه وآله، بقيادة بن سلمان بعد الإساءة الفرنسية إلى رسول الله، وتناول البرنامج العديد من التساؤلات الجوهرية حول عدم ائتمان شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية للنظام السعودي على حماية بيت الله الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة، ونقلت عدداً من الدعوات إلى التحَرّك الفاعل في تحرير الرحاب الطاهرة من احتلال أسرة آل سعود التي تعمل لخدمة أعداء الله وأعداء نبيه ودينه وأعداء الشعوب العربية والإسلامية.
وقال البرنامج: “انتقلت السعودية من أنها تسكت عن الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وآله، إلى أنها تدعم فرنسا واقتصادها، وهنا المحور الأهم لماذا هذا الموقف السعودي؟ والإجَابَة؛ لأَنَّ السعودية وضعت يدَها بيد الكيان الصهيوني ولم يعد يهمها غيرُ تنفيذ الإملاءات والتوجيهات التي تخدم اليهود أعداء الله وأعداء أنبيائه ورسله.
إغلاقُ الحرَمين أمام المسلمين وفتح الأبواب أمام اليهود والنصارى:
إلى ذلك، تزامنت حملةُ الإساءة لرسول الله مع تغريدة على صفحة إسرائيل بالعربية قالت: “لأول مرة يستقبل الملك سلمان ملك السعودية وفداً متعدد الأديان في قصره اليوم نظمه الحاخام اليهودي دافيد روزين، في نطاق المساعي الحميدة لبناء جسور التسامح بين مختلف الأديان”، حسب وصفهم.
وهنا تتضح حقيقة النظام السعودي الذي يدير الحج بشكل سياسي، ولم يعد مؤتمناً لإدارة الحرمين والإشراف عليهما.
لقد أصبح تحرير الحرمين الشريفين من أيدي المنافقين فرضَ عين على كُـلّ مسلم ومسلمة.
وفي السياق ذاته، يقول المفكر محمد المختار الشنقيطي من موريتانيا على صفحته في تويتر: “في اللحظة التي تحولت فرنسا منبوذةً بكل أرجاء العالم الإسلامي تجد الأحاديث الودية معها في مهد الإسلام مكة المكرمة!! لقد أصبح تحرير الحرمين الشريفين من أيدي المنافقين فرضَ عين على كُـلّ مسلم ومسلمة”.
وهنا أَيْـضاً هل نحن في أَمَسِّ الحاجة لتخليص الحرمين من هؤلاء العملاء والخونة؟ وهل ننتظرُ عودةَ اليهود إلى خيبر؟ أم ننتظر ظهورَ النتن ياهو الصهيوني من داخل الحرمين الشريفين؟
وبالعودة إلى المواقف السعودية من المولد النبوي والإساءة الفرنسية، يُجمِعُ كُـلُّ الأحرار المسلمين أن الموقف السعودي يكشفُ حقيقة تحكُّم اليهود بالقرار السعودي واستمرارهم في تزييف الوعي الإسلامي وتدجين أبناء الأُمَّــة بالثقافات المغلوطة التي حذّر منها الشهيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” في الدروس القرآنية قبل أكثر من 18 عاماً.