كانت أجساد الجزائريين وسائل بيد الاحتلال الفرنسي لتجريب أسلحته

40 ألف جمجمة لثوار ومجاهدين جزائريين أخذها الاحتلالُ فضلاً عن مجازر إبادة بمئات الآلاف

أكّـد على دور اليمن كدولة محورية في المشهد العربي والإسلامي:

المسيرة – تقرير:

كشف الباحثُ السياسي الجزائري، الدكتور يحيى أبو زكريا، عن جانبٍ من جرائمِ الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق الشعب الجزائري، مؤكّـداً في الوقت ذاته أن الحضورَ اليماني الكبير في ساحات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجعل من اليمن لاعباً محوريًّا في المشهد العربي والإسلامي.

وقال الدكتور يحيى أبو زكريا في مقابلة خَاصَّة مع قناة المسيرة: إن المؤرخ الفرنسي ساميزوم في كتابه بعنوان “الاستعمار البادئ”، أكّـد أن الفرنسيون وهو واحدٌ منهم كانوا يحرقون الأطفال والنساء بالنابالم”، مبينًا أن هذا الكتاب يجب أن يكون مرجعاً في معرفة الإبادة الفرنسية للجزائريين، مُشيراً إلى مقتل عشرة ملايين جزائري على الفرنسيين الذين دخلوها في تموز / يوليو 1830، وغادرت سنة 1962م.

وَأَضَـافَ أبو زكريا: “هل تعلم أن قائدَ الحملة الفرنسية، ديمونياك، ماذا قال للجيش الفرنسي “لا تبقوا لهم مسجداً، حوّلوا المساجد إلى استطبلات”، مردفاً بالقول: “جامع تتشاو الذي استرجعناه مؤخّراً، ومساجد الجزائر كلها صارت مواطئَ للحمير والأحصنة الفرنسية لإذلال الشعب الجزائري”.

وأوضح أن الجنرال لاكوست وهو يغادر الجزائر مطروداً مصفوعاً على خده سنة 1962م، قيل له: يا جنرال لاكوست من هزمكم في الجزائر؟، فأجبتُ: لقد هُزمنا من قبل القرآن.

ولفت الباحثُ الجزائري أبو زكريا إلى أنه “ومنذ 1830م -1962م، قتلت فرنسا عشرة ملايين جزائري، وعام 1957م أجرت فرنسا أول تجربة نووية لها في الجزائر في صحراء رقان”، كاشفاً بأن الفرنسيين “وضعوا أجساد مجاهدين جزائريين، قوم في مركز الانفجار، وقوم على بُعد 100 متر من مركز الانفجار، وقوم على بُعد 200 متر؛ لدراسة تأثير القنبلة النووية على الأجساد البشرية، وكانت نماذج الدراسة مجاهدون جزائريون”.

وأفَاد قائلاً “لما أذهب بعيد وأنا من عشت في خضم الألم، والدي رحمة الله عليه علي أبو زكريا وهو من روّاد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، كانوا يقطعون فخذه ويعبئون الجرح بالملح ويربطونه، فكان يموت ولا يستطيع أن يحك الجرح، خالي محمود رحمة الله عليه وضعوا صخرةً في بطنه ورموه إلى البحر، والدتي ضربوا جمجمتَها بكعب بندقية الجنرال بيجان الذي قاد الجيش الفرنسي في الجزائر العاصمة”.

وبيّن أبو زكريا أن السيدة الجزائرية زليخا – رحمة الله عليها – “وضعوها في طائرة مروحية ورموها من أعلى”، مُشيراً إلى أن “القائد العربي والثائر الجزائري كبسي الذي يسمى الثائر القرآني وكان يدرس القرآنَ الكريم في كبسا، يقال في الجزائر اليوم الشهيد الوحيد الذي لا خبر له، تعرفون لماذا؟؛ لأَنَّهم أذابوه بالسائل الذي يذيب اللحومَ ويدكدك العظام، رموه في برميل فذاب لحمُه وتدكدك شحمُه وذاب عظمُه، من جراء هذا السائل”، مُضيفاً “هذه فرنسا التي تتحدث عن حرية التعبير”.

وتطرق إلى أن فرنسا مارست أبشع أنواع الجرائم، مبينًا أن هُناك “في متاحف فرنسا 50 ألف جمجمة، وهي لمجاهدين جزائريين، قتلتهم فرنسا وأخذت جماجمَهم، ويرفضون إعادتها، وقبل أَيَّـام قدم وفد جزائري إلى فرنسا؛ للمطالبة بإرجاع الأرشيف الثقافي والفكري للأُمَّـة الجزائرية، هذا الأرشيف الذي فيه تاريخ الجزائر، من أولها إلى آخرها، من عهد الرومان، والوندان إلى الموحدين والأدارسة ودولة أبي عبيد الله، فرفض الفرنسيون أن يعيدوا ما سرقوا”.

واستطرد أبو زكريا “نحن أمام لصوص يتحدون طاهراً، نحن أمام قطاع طرق، يتحدون مَن كانت الرحمة عنوانه، من كانت حركةُ السلام ديدنَه، للأسف الشديد حديثهم عن رسول الله لا يهين رسول الله إنما يهينهم”، مُضيفاً “وأنا أريد أن أقول لماكرون، من أنقذ فرنسا لما كانت تحارب الألمان أليس الجنود المغاربة من الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب، أليس هم من شارك الفرنسيين في معركتهم ضد الألمان باعتراف شارل بيقول، في كتابه (الأمل)، من سبب المجد التقني والصناعي لفرنسا، من أسس شركة رونو وبيجو غير الجزائريين والتوانسة، من أهدى فرنسا كأسَ العالم أليس زين الدين زيدان واللاعبون المسلمون، انظر إلى السينما الفرنسية، ايزابيل ايجاني من تكون “مسلمة جزائرية”، التي هي أيقونة التمثيل الدرامي الفرنسي”.

وخاطب ماكرون قائلاً: “المسلمون أهدوكم وردة فأهديتموهم سيفاً وطعنتموهم بخنجرٍ في رسول الله، المسلمون أهدوكم فكراً وأنتم أهديتموهم تقتيلاً بالقنابل النووية، رسول الله أرفع وأسمى، الله عز وجل أثنى عليه بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم)”.

وأردف بالقول: “هذا الإنسان الذي جاء بالرحمة ولم يأتِ بالذبح، إذَا وقع انحرافٌ في مسارنا الفكري، إذَا كانت هناك ممارساتٌ نُسبت إلى المسلمين، أما نحن لا نقول الإرهاب المسيحي، هتلر قتل 70 مليون شخص، في الحرب الكونية الثانية، وأمريكا قتلت في مدينة واحدة في نقزاكي، وفي هيروشيما 600 ألف شخص”.

وفي سياق آخر، تطرق الدكتور يحيى أبو زكريا إلى المشهد اليمني في فعاليات المولد النبوي الشريف.

وأكّـد الباحث الجزائري أن اليمن كدولةٍ محورية في المشهد العربي والمشهد الإسلامي سيكون لها دور كبير وفاعل في الفترة المقبلة، داعياً الله تعالى “أن ينتصر للشعب اليمني وأن يعودَ إلى بناء دولته، سائلاً الله رفعَ هذا الأذى عن الشعب اليمني”، متمنياً زيارةَ صنعاء في القريب العاجل.