الحسن المجتبى
مرتضى الجرموزي
لم يكُن وزيراً للدفاع، وليس رجلاً عسكريًّا عاد للتو من الجبهة مزاوراً، ولكنه كان يمنياً غيوراً على دينه ووطنه وعقيدته وكرامة شعبه، مخلصاً لله ومتفانياً في عمله، مناهضاً للظلمة والمفسدين في الأرض، قارع قوى الطغيان بقلمه وبكلامه وثقافته الجهادية الإيمانية، فكان أن ترقب العدوّ هذه اللحظة فصوّب سهام شرّه واستهدف هامة كبيرة في الوسط اليمني، وهو الشهيد المناضل والجسور الأُستاذ / حسن زيد وزير الشباب والرياضة الذي اغتالته يدُ الإجرام السعودي الأمريكي.
جريمة الاغتيال نُفذت بأيادٍ شريرة خبيثة لا يمنية ولا عربية، وهي من باعت نفسها للشيطان وأشرار الإنسانية التي أبت إلّا أن تسفك الدم وتزهق الروح أيًّا كان صاحبها.
جريمة بشعة تُضاف إلى سجلات تحالف العدوان ومرتزِقته الملطخة أياديهم بالدم اليمني المسفوك ظُلماً، حيث لا دين لهم غير دين الذبح والسحل والاختطاف والاغتيالات، ومع كُـلّ هزيمة تعتريهم وذُل يكتسيهم عسكريًّا تراهم يهربون وبرخص ثمن ارتزاقهم يعجزون من مواجهة الرجال في ميادين المواجهة إلى استهداف الأبرياء في الداخل اليمني، من خلال الطيران أَو عن طريق أحذيتهم المرتزِقة والمدسوسين بالوسط الشعبي، تفجيرات واغتيالات واستهداف الآمنين.
وهذه المرة يغتالون هامةً وطنيةً كبيرة وقفت بحزمٍ تجاه صلف العدوان وكشفت مخطّطاتهم ودناءتهم، وهو يجابهم من موقع عمله الإداري كوزير للشباب والرياضة.
الأُستاذ حسن زيد يودّعنا اليوم شهيداً في سبيل الله بعد أن طالته أيادي الغدر والخيانة في العاصمة صنعاء التي استيقظت على وقع الألم والجرح الذي أصاب أحرار اليمن المجاهدين والخُلّص المؤمنين، جريمة نفذت بحق الوزير وابنته التي لم يراعَ المجرمون براءتها وحُرمتها؛ كونها امرأة، لكنهم باشروها بإطلاق الرصاص وأردوها مضرجة بدمها الزكي إلى جوار والدها.
عيبٌ أسود ووصمة عار تضاف إلى آلاف العيوب التي سُجّلت باسم العدوّ وأحذيته الذين لم يراعوا لله حرمة ولم يقدرّوا للإنسانية أخلاقا ولا للقبيلة عُرفا وسلفا، وهم بدناءتهم يفتعلون الجريمة وينافسون أمير ارتزاقهم الذبح بدون تمييز بين رجل وامرأة أَو بين كبير وصغير.
موقفُ الوزير حسن زيد أغاظ العدوّ وأدرجه في قائمة الأربعين شخصية يمنية المطلوبين للآمر الأمريكي الإسرائيلي بجوائز مغرية، كان الشهيد حسن زيد في خانة العشرة آلاف دولار أمريكي كجائزة لمن يدلي عنه معلومات، وهَـا هو اليوم العدوّ يغتال الوزير عن طريق أدواته الرخيصة التي لم تستلم من المكافئة (سنتاً واحداً).
الوزير حسن زيد (الحسن المجتبى) عرفناه بأخلاقه العالية وتواضعه، عرفناه مخلصاً متفانياً في عمله مقدّراً لمنصبه، عرفناه رجلا ذا عقل وحصافة وعبقريا في السياسة ومُلمّا في الثقافة ومحافظا في الدين والأخلاق الراقية، كان سلام الله عليه لا يطيق الحشم، لا يرضى باستعباد الآخرين لا يرغب في أن يرافقه أحد رغم معرفته بنوايا العدوِّ وخططه الإجرامية، حيث كان الشهيد يتنقل بمفرده راكباً أَو راجلاً، وحالات كان برفقة ابنته على متن سيارة صغيرة لا مدرعة أَو فارهة، فكان أن راقبه العدوُّ واستغل طيبته وتواضعه، واغتاله اليوم برفقة فلذة كبده الصغيرة.
وهَـا هو يفارق الحياة شهيداً متوشحاً شعار المولد النبوي كانت الشهادة أمنيته وغايته، والتي سعى لها وهَـا هو اليوم يفوز بها إلى العلياء حلّق شهيداً ترفرف روحه على سماء الخلد بجنة الرضوان، فسلامُ الله عليه يوم وُلد ويوم وقف شامخاً مناصراً للحق في مواجهة المعتدين ويوم يُبعث حيًّا.