إيران.. مواقفُ تُحترم عليها
توفيق الشرعبي
في ظل الحرب العدوانية القذرة التي يشُنُّها تحالُفُ العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني على اليمن للعام السادس على التوالي سيسجل التاريخُ اليمني في أنصع صفحاته الخطوةَ الدبلوماسية التاريخية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعيين سفيرٍ مفوَّضٍ لها في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن اعتمدت سفيراً لليمن لدى العاصمة طهران.. وهي خطوةٌ ليست غريبةً على هذه الدولة التي منذ ثورتها الإسلامية وهي تقفُ نصيرةً لقضايا العرب العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعملُ الأنظمةُ العربية اليوم على تصفيتها من خلال تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بصورة معلَنة، كما فعلت الإمارات والبحرين والسودان والبقيةُ ستعلن التطبيع تباعاً بحسب تصريحات الإدارة الأمريكية الراعية لتلك العلاقات..
وبالمقابل نجد إيران هي مَن تقودُ عمليةَ المواجهة للحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية؛ إدراكاً منها أن تصفيةَ هذه القضية لن تتوقف مخاطرها عند الشعب الفلسطيني، بل ستشمل كُـلّ الشعوب العربية.. وما الفتن والصراعات والحروب العبثية التي تُشن تحت عناوينَ مذهبية وطائفية ومناطقية وعِرقية إلا لبلوغ هذه الغاية وتفتيت شعوب المنطقة ليسهل السيطرة عليها والتحكم بمصائرها وفقاً للمشيئة الصهيونية..!!
ما يُستغرَبُ له إزاء تعيين إيران سفيراً لها في صنعاء انبراءُ مَن يمكن وصفهم “سفهاء العصر” بمهاجمة هذه الخطوة ومحاولة توظيفها لتبرير العدوان الغاشم والحصار الجائر على اليمن، فيما يتجاهلون الخطوات الخيانية التي تقوم بها العديد من الأنظمة الخليجية والعربية من خلال التطبيع مع العدوّ الصهيوني وتبادل السفراء مع إسرائيل..!!
لسنا بحاجة للتأكيد أن الشعبَ اليمني الصابر الصامد في وجه عدوان كوني يدركُ تماماً أن عدوَّه الحقيقي هو من يصُبُّ حِمَمَ الموت فوق رؤوس أبنائه الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ يوميًّا منذ ما يقارب ستة أعوام.. وهو العدوُّ ذاتُه الذي يريدُ من خلال حروبه العبثية في المنطقة أن يفتِّتَ شعوبَنا وينهب ثرواتنا ويسعى لتحويل إيران إلى عدو استراتيجي للعرب والمسلمين بدلاً عن إسرائيل لتمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية والهيمنة على كُـلّ شيء في أوطاننا..
كما أن المصالحَ المستقبلية للشعب اليمني وكل الشعوب العربية وكذلك وجودهم الجغرافي والتاريخي والثقافي يؤكّـدُ أن إيران ليست عدوَّهم، وأن العدوّ الحقيقي هي أمريكا وإسرائيل ودول الاستعمار القديم وأدواتهم من الأنظمة العميلة وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي..
القرارُ الإيراني بتعيين حسن إيرلو سفيراً لدى اليمن لقيَ ترحيباً يمنياً واسعاً على المستويين الرسمي والشعبي، ويعدُّ انتصاراً مهماً في الجبهة السياسية على تحالف العدوان الذي كان من أهدافه عزلُ اليمن عن العالم، وأنه مقدمة لاعترافات دولية بشرعية الشعب اليمني الذي يمثلُه المجلسُ السياسي الأعلى في العاصمة صنعاء.