أيُّهما فرّط بالآخر؟!
عبد المنان السنبلي
بالله عليكم، هل كان يتصور أن يمنياً واحداً سيتحالف يوماً مع إيران أَو غير إيران ضد السعودية لو أنها تعاملت مع اليمن كدولة مستقلة ذات سيادة بكل نديةٍ واحترام؟!
هل كان أحد يتوقع أن يمنياً واحداً سيؤثر عليها أحداً لو أنها رعت حقوق الأخوَّة والجوار؟!
ألم تكن طرفاً أَسَاسياً متطفلاً وسبباً رئيسياً في كُـلّ ما جرى وواجهته اليمن من أحداث طوال الستين سنة الماضية؟
ماذا لو أنها نأت بنفسها والتزمت على الأقل الحياد الإيجابي إزاء كُـلّ ما جرى ويجري في اليمن من متغيرات وأحداث؟!
ماذا لو أنها استغلت حضورها ونفوذها في اليمن وشكلت عامل أمن واستقرار لليمن لا عامل تخريبٍ وهدم؟!
أخبروني.. من الذي اتجه بأطماعه إلى التهام أجزاء واسعةٍ من أراضي الآخر، اليمن أم السعودية؟!
مَن الذي ظل يحرص دائماً على اقتضام ما أمكن اقتضامه أَو السطو عليه من أراضي الآخر كلما سنحت له الفرصة بذلك؟!
من الذي لم يتقيد أَو يحترم بنود ومواد معاهدتي الطائف وجدة، اليمن أم السعودية؟
متى تورطت اليمن في مؤامرة انقلاب أَو اغتيال أي من ملوك وأمراء السعودية كما تورطت الأخيرة في مؤامرة اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي؟!
متى كانت اليمن تشكل للسعودية عامل عدم استقرار أَو سعت إلى تقويض أمن واستقرار ووحدة الأراضي السعودية؟!
بالله عليكم..
ماذا لو أنها لم تنتهج هذه السياسات العدائية كلها؟!
هل كان اليمنيون سينظرون إليها يوماً بعين الريبة والشك أَو يحملون لها شيئاً من الكراهية والعداء؟
هل سأل السعوديون أنفسهم يوماً لماذا يحترم اليمنيون جارتهم الأُخرى – عُمان؟ لماذا لا يحقدون عليها أَو يناصبونها شيئاً من الكراهية والعداء كما لم يفعلوا ذلك معهم؟!
لماذا لا يحملُ اليمنيون مشاعرَ العداء والسخط على الجزائر مثلاً أَو تونس أَو أي قطرٍ عربيٍ آخر كما يحملون مشاعر السخط والعداء على السعودية ونظامها الرجعي المتخلف؟
أليس لأَنَّ عمان ظلت وما زالت تنتهج سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشأن اليمني لا سلباً ولا إيجاباً؟
أليس لأَنَّ الجزائر وتونس وبعض الدول العربية الأُخرى لم يشاركوا في أي عدوان على اليمن كما فعل البعض الآخر؟!
هل سأل أحد نفسه لماذا انقلبت مشاعر اليمنيين نحو الإمارات رأساً على عقب بعد أن كانت سمن على عسل في عهد المرحوم زايد بن سلطان؟!
أليس لأَنَّ الإماراتيين أقحموا أنفسهم وتتدخلوا بدون سابق إنذار في الشأن اليمني وشاركوا في عدوانهم الغاشم على اليمن؟
يعني المشكلة ليست في اليمن، المشكلة أصلاً هي في عقلية هذه الأنظمة المتسلطة والمريضة الذي يريدون أن ينصبوا أنفسَهم أوصياءً على اليمن!
فاليمنيون لم يكونوا أصلاً منغلقين على أحد من إخوانهم العرب، اليمنيون دائماً منفتحون على الجميع وعلى السعودية بالذات لولا أن الأخيرة هي من تسعى كُـلّ مرة وتصر على إغلاق كُـلّ النوافذ والأبواب في وجه اليمنيين ليس آخرها القيام بالعدوان الغاشم والظالم على اليمن.
فهل أدركتم أين تكمن المشكلة؟! وهل عرفتم أيهما سعى إلى التفريط بالآخر، السعودية أم اليمن؟!