الغذاء العالمي.. ماذا تعني نوبل للسلام حتى تكون من نصيب الفاسدين!!
إكرام المحاقري
كالعادة يتوج المجرمون ويرقصون رقصةَ الأفعى على أشلاء المنكوبين!! وكأن ثمنَ الفساد هو مصطلحُ السلام!! وعن فساد المنظمات الاغاثية فحدث ولا حرج!! لكن يبقى الفاسد فاسد بالنسبة لنوبل للسلام، ووجب تكريمه على منصة عالمية؛ تقديساً لجهوده في استهداف الإنسان خَاصَّة إذَا كان ذلك الإنسان يمنياً!!
منذ سنوات مضت نالت الإخونجية اليمنية “توكل كرمان” جائزة نوبل للسلام؛ تقديراً لجهودها الماكرة للاستحواذ على أهداف ثورة الـ 2011م، والتفافها على دماء الثوار وانبطاحها وانبطاح حزب الإصلاح أمام المؤامرة الأمريكية، أَو ما أسموه “بالمبادرة الخليجية” لامتصاص غضب الثوار، لكن بطريقة لطيفة عنوانها “سلامة الوطن” الأجدر بتلك الجائزة كان “حزب الإصلاح ” أَو الجنرال العجوز “علي محسن الأحمر” لكن يبدو أن دورَهم في خدمة “المشروع الصهيوأمريكي” كان ضعيفاً مقارنة بمجهود توكل كرمان!!
وكأننا وجدنا سر “نوبل للسلام” وما خلفها، ولمن يجب أن تكون هذه الجائزة من قراءة الأحداث المتعاقبة، ها نحن اليوم وفي نفس سياق معاناة واختناق الشعب اليمني، تسلم هذه الجائزة المعنية بالسلام لـ “لبرنامج الغذاء العالمي” وذلك لما قامت به من دور سلبي في اليمن، أهلك آلاف الأرواح البشرية في اليمن!! وكأنهم طرفُ حرب لا طرف سلام يرتدي عباءة الإنسانية!!
دعونا نرجع قليلاً إلى منجزات منظمة الغذاء العالمي في اليمن، والتي يجدر بنا الإيجاز بانها السبب الوحيد لنيلهم شرف السلام في العالم.. طبعاً السلام الذي اخترعته إسرائيل لحياكة الألاعيب على المجتمعات والحكومات العربية!!
في تقرير لوزارة الصحة اليمنية، حَيثُ صرحت بارتفاع عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية، إلى أن وصل مطلع العام 2020 إلى أكثر من 51 % بواقع 8.2 مليون من أصل 5.5 مليون طفل منهم 500 ألف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد!! فيتوفى كُـلّ عشر دقائق طفل!! كما ارتفع عدد النساء المصابات بسوء التغذية مليون ومِئة ألف امرأة ما بين حامل ومرضع!!
ناهيك عن الآثار السلبية التي تحدث لمواليدهن، خَاصَّة في المناطق الساحلية، ومدينة الدريهمي التي فتك بها حصار قوى العدوان من دون تدخل إغاثي عاجل وصارم من قبل برنامج الغذاء العالمي، لإنقاذ الأرواح من الهلاك، حَيثُ اشتهرت تلك المناطق بما أسموهم (أطفال العظام)؛ نتيجةَ لسوء التغذية وانعدام الغذاء بشكل كلي في ظل وجود هذه المنظمات العالمية الإغاثية، والذين أغاثوا الفقراء بمواد يملؤها السوس والديدان، وهذا ما وثقته العدسات الإعلامية ولهم شهادة حضور على ذلك!!
وكأنها جائزة تدعو إلى المسخرة أَو أن القائمين عليها يتمسخرون بعقول الناس، ويلعبون من تحت الطاولة، حَيثُ وخطوتهم هذه تشجع الفسادين على مواصلتهم درب الفساد، لعلهم ينالون جائزة نوبل للسلام في قادم الأيّام!!
وكأن الجائزة القادمة ستكون من نصيب دول تحالف العدوان، جزاء وشكوراً لما قاموا به من خدمة السلام الصهيوني وتماديهم في سفك دماء أطفال ونساء اليمن، وهدموا البنية التحتية واحتلوا الأراضي اليمنية، ومهدوا سبيل التطبيع مع القوى الصهيونية.. ولعلها تكون من نصيب دويلة الإمارات دون غيرها!!
وكأن الساحة اليمنية أصبحت الأجدر والأقوى والأنسب لفضح مثل هكذا عناوين وشعارات وفضح جميع المخطّطات الصهيونية مهما كانت قسمتها مطولة وتحتاج إلى مدرس في علم الحساب؛ مِن أجلِ فك شفرتها!! فهنيئاً لبرنامج الغذاء العالمي نوبل للسلام!! وهنيئاً للأكاديمية السويدية وصمة العار!! وهنيئاً للشعب اليمني درجة الوعي الذي وصل إليه.. والعاقبة للمتقين.