صرخةُ الأوقاف
عبدالله حسن أبو طالب
صرخت وزارةُ الأوقاف قائلة:
هل من ينقذني من الذئاب المتوحشة والأيادي الناهبة؟
هل من يوصلني إلى الرجلِ الأمين، كما وصلت الزكاةُ لأيدي أبو نشطان؟!
فلعلي أقومُ بإخراج المساجين وأرفد المجاهدين بالمليارات والملايين من أموالي التي تتبخَّرُ في الهواء، لعلي أساهمُ في دفع المرتبات لموظفي الدولة.
أنقذوني لعلي أساهمُ في علاج أمراض السرطان وغيرها من الأمراض.
أنقذوني لعلي أساهم في إصلاح الطرقات والجسور، أنقذوني لعلي أساهم في زراعة الحبوب وأطعم أبناءَ مَن أوقفوا لي أموالَهم وهم اليوم بأَمَسِّ الحاجة إليها.
فما أحوجني لمثل شمسان الذي قيل لي عنه إنه “شمسان”، شمسٌ تجفف منابع الفساد وشمسٌ تبعَثُ النور والدفء.
من لي بمثله يعرفُ قدرَ عائداتي التي تفوقُ عائدات الواجبات؟!.
من يحرّرني من قيود المندسين المؤصّلين من عهود الظلمات الذي يحتمون وراء قوانين تشرعن فسادَهم؟!.
فالمدارس مدمّـرة والمستشفيات متوقفة تنظر إليَّ؛ كي أعيدَ تأهيلَها وأدعمَ نشاطاتِها.
فهل سمعتم عن أي عمل قمتُ به لأبناء هذا الوطن؟
كلا.
لأَنَّي مكبلة بقيود يجبُ أن تُحلَّ، وبعدها ستدركون أهميّةَ ما سأقوم به لخدمة هذا الوطن والتخفيف عن معاناة أبنائه.
ما لم فَـإنَّي سأفقدُ ما تبقى من أموالي وأُدفَنُ في رمال الفساد والنسيان.