أرضُ العطاء قاع البون
محمد صالح حاتم
هو قاع فسيح يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة في الشمال، تكسوه الخضرة على مدى ناظريك، يشتهر بالزراعة بشتى أنواعها.
ذكره الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب (هو من أوسع قيعان نجد اليمن مع قاع الحقل، وقال الهمداني: أما البون فقراه ريده للعويين، ورؤوس من بكيل وفيها بيت من شاور حديث، وبيت من آل ذي العثرب من ناعط، وبيت شهير للمرانيين، وبيت ذانم للعويين، وحمده للشاولي وذي اللب ابني الدعام اخوي أرحب ومرهبة،… وغيرها من القرى التي تسكن البون، والتي ذكرها الهمداني في كتابة صفة جزيرة العرب ص (٢٢٠)
والبون ذكره العلامة الحجري في كتابه مجموع بلدان اليمن وقبائلها، فقال: البون حقل واسع في بلاد همدان شمالي صنعاء على مسافة يوم فيه قرى ومزارع ومن أشهر قرى البون ريدة وعمران وغير ذلك. قال في معجم البلدان:- البون مدينة باليمن زعموا انها ذات البير المعطلة والقصر المشيد المذكوران في القرآن العظيم. ص (١٣٠) المجلد الأول الجزء الأول تبلغ مساحة قاع البون حوالي ٢٨ كيلومتراً مربعاً، وهذه المساحة الشاسعة يزرع منها ٨٠-٨٥%.
تقدر نسبة المساحة المروية في قاع البون ٣٥-٤٠%، والمساحة الباقية تسقى من الأمطار..
وتوجد عدة سدود وحواجز مائية تقوم بتغذية الآبار في القاع.
وقاع البون يشتهر بخصوبة تربته ومناخه المناسب وهو ما أهله لزراعة شتى أصناف الحبوب، حَيثُ يزرع فيه الذرة، والبر، والشعير، والحلبة، والفاصوليا.
ويعتبر قاع البون من أهم المناطق التي تزود الأسواق اليمنية بجميع أنواع الخضار مثل البطاطس، والطماطم، والبسباس، والبيبار، والبصل، والثوم، والكوسة.
ولكن في الفترة الأخيرة فقد تعرضت الزراعة في قاع البون للعديد من المخاطر والصعاب والعوائق وهو ما يهدّد الزراعة في هذا القاع الفسيح، ومنها الزحف العمراني على الأراضي الزراعية والتي تعتبر سرطاناً يلتهم الأراضي الزراعية في هذا القاع الخصب، فأصبحت المباني والمنازل تنتشر بكثرة في وسط القاع وعلى جنبات الطرق، وكذلك هناك آفة خطيرة ظهرت في قاع البون في العقود الأخيرة وهي انتشار زراعة شجرة القات، والتي تتوسع يوماً بعد يوم على حساب زراعة الحبوب والقمح والخضار، ومن ضمن ما يشتكي منه مزارعو قاع البون ارتفاع أسعار الوقود والمدخلات الزراعية وغياب سياسة التسويق الزراعي التي تخدم المزارع وتعود عليه بالفائدة والنفع، فعلى الحكومة القيام بواجبها في حماية الأراضي الزراعية في قاع البون وغيره من القيعان والأراضي الخصبة وذلك بإصدار قرارات تمنع البناء في القيعان والوديان الزراعية، والحد من انتشار وتوسعة زراعة شجرة القات، والعمل على توعية المزارع بأهميّة وضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية، والتوجّـه نحو زراعة الحبوب والقمح، الخضار والفواكه لتحقيق الأمن الغذائي والوصول للاكتفاء الذاتي..