أحقر الأعداء
مرتضى الجرموزي
نحن نواجه عدوًّا متغطرساً جباناً ومخادعاً غدّاراً وماكراً غبيًّا ووضيعاً لا يخاف في سبيل الأمريكان لوم اللائمين، غشوم حاقد وحقير ليس كمثله إلّا أسياده الأمريكان ولا أحقر منه إلّا المرتزِقة والمنافقون.
كلُّ الانحطاط فيه وكل الوقاحة ملء وجهه النتن، شرّيرٌ وأفعاله دنيئة ونفسيته أخبث.
صوّام قوّام وفي سبيل الأمريكان مجاهدٌ، ولنصرة البوذية والنصرانية واليهودية باع دينه وعروبته وجعل من الحرمين الشريفين شماعة يستضيئ بها في ظلام الأمريكان القاتم سواداً إلى سواد حياته الذي يكرّس جميع مناحي حياته في خدمة الصهاينة والأمريكان لتمرير المشروع الصهيوني التوسعي والاستعماري.
لا يرعوي عن ارتكاب الجريمة مهما كانت فظيعة، وأيّن كان ضحاياها، فهو لا يبالي بما يفعل ولا يرقب في مؤمنٍ إلّاً ولا ذمّة.
عبد طائع آبق صغيرٌ وذليل ساجدٌ ومسبّح، لا يتلكأ في واجباته الأمريكية، فهو إنما سُميَّ بخادم الحرمين إلّا تيمناً بخادم الصنمين (أمريكا وإسرائيل).
وما صلاتهم عند المسجد الحرام إلّا كذب على الله ورسوله، ومراء أمام الناس لينخدعوا بهم وليجعلوا منهم قُدوة، وهو ما نراه بالفعل ماثلاً أمامنا وبعض الشعوب تركن إليهم وتسمع لخطبهم ومحاضرات وقراءة مشايخهم وعلمائهم، وهم يصدحون بأصواتهم الجميلة من على منابر مكة والمدينة وغيرها.
حقًّا إن في قوله تعالى مصداقاً لواقع هؤلاء الأنجاس: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ، يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
فقد جمع تحالفُ الشر والإرهاب بين كامل الأطياف وجميع الطبقات، حتى بات أكثر إخلاصاً من غيره للشيطان الأكبر، كيف لا وهو من جمع بين السياسة والدين وبين الثقافة!! وبات جنودُه من كُـلِّ أصناف البشرية منخرطة في أعماله وتحت لواء الأمريكان تعمل بإخلاص.
له جنودٌ في الاقتصاد وفي السياسة، له جنود وفي الدين له جنود وهَّـابيون، فتاواهم حسب طلب الأمير والملك المتهالك، وفي الرياضة له جنود وفي القبيلة أَيْـضاً له جنود وأتباع ينعقون مع كُـلّ نعقة منه.
في الشرق وفي الغرب له جنود، وله جنودٌ من الجن كما حكى عنهم العريفي، ومعظم علمائه المنافقين الذين باعوا دينهم وعقيدتهم مقابل أن يحظوا بالقرب سياسيًّا من ملك عاجز وأمير رخو، وجميعها هُزمت وتبخّرت.
عدو متغطرس يفتعل الجريمة ويتهم الضحية، هو لا يرقب في مؤمنٍ كما قال الله عن شاكلة هؤلاء العتاولة والمفسدين في الأرض: (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً)؛ لهذا تراهم يُمعنون في قتل أبناء اليمن بل ويتمتعون بجرائمهم بحقِّ الإنسانية في عموم المحافظات، وبلا هوادة يصبُّ جام غضبه وحقده على الإنسانية، بعد أن نُزعت من قلبة الشفقةُ حتى أنه لم يرحم الأطفال والأجنة في أرحام النساء.
هو عدوّ يسرف في القتل والتدمير، ويسعى لتعطيل كُـلّ مقومات الحياة، عدوّ لا يذر الأرض إلّا ويهلك الحرث والنسل، ومع كُـلِّ جريمةٍ يتقرّب بها للتطبيعِ مع الصهاينة الذين اشترطوا الحربَ على اليمن وسوريا مقابل التطبيع، ويرضوا عنه ويقبلوا به كعبد صغير ذليل، وهو بنفسه من يُسدّد فاتورة عمالته وخيانته عكس ما هو متعارف بأن العميلَ هو من يستلم أجرَ عمالته.
ولكنه الغباءُ السعودي وحقارة دناءته، يغيّر الأسماء حسب هوى الشيطان، ويقلّب الموازين لصالح أعداء الله خدمةً للصهاينة وطاعةً للأمريكان.