لا أمان ولا تفاؤل للنظام السعودي إلا بوقف عدوانه وحصاره سنخوض المعركة ضد الفساد للانتصار للشعب بعيدًا عن التسييس
الرئيس المشاط في كلمة خلال اللقاء التشاوري لبناء القدرات والتنسيق بين قيادات أجهزة الدولة:
يبذُلُ المجلسُ السياسي الأعلى، ممثلاً بالرئيس مهدي المشاط، جهوداً كبيرةً في محاربة الفساد ومكافحته من أجهزة الدولة، تجسّدت من خلال القرارات الجريئة، والشفافية المطلَقة بين القيادة والشعب، وهو ما يؤكّـدُ الجديةَ والعزمَ في محاربة الفساد وحماية المواطنين، على عكس عقود مضت.
وبعد القرارات الجريئة، منتصفَ الأسبوع الماضي، بإيقاف عدد من المسؤولين، والجُهُود التي يبذُلُها رئيسُ المنظومة العدلية، محمد علي الحوثي، جدّد الرئيسُ المشير مهدي المشاط التأكيدَ على أن المعركةَ مع الفساد مستمرة، منوِّهًا بأن الحربَ ضد الفساد والمفسدين لا تدخل ضمن المعارك السياسية أَو الإعلامية.
وأشَارَ الرئيس المشاط في كلمته خلال اللقاء التشاوري لبناء القدرات والتنسيق بين قيادات أجهزة الدولة، والتي ألقاها، أمس الأول، إلى أهميّةِ أن يستغل المسؤول الموقع الذي هو فيه ولا عذر لأحد أن يتعذر بالإمْكَانات.
فرضية رئاسية.. شح الإمْكَانيات دافع للعمل لا للجمود:
وقال الرئيس المشاط: “صحيحٌ أن الإمْكَانات عاملٌ أَسَاسي ولها دورٌ في إعاقة كثيرٍ من الإنجازات، لكن ليست عذرًا، وغيرُ مقبول التعذرُ بها، إذَا هناك إرادَة ونية وجدية فبالإمْكَان التوصل إلى الحلول والإنتاج والابتكار”، وهو تأكيد على العزم والإرادَة السياسية في مكافحة الفساد، والتغلب على الظروف الراهنة التي حاول العدوّ من خلالها أن يعصفَ بالبلد.
وَأَضَـافَ رئيس المجلس السياسي الأعلى: “علينا تحمل المسؤولية، ومن يرَ نفسَه غيرَ مؤهل لهذه المسؤولية فعليه أن يقولَ إنه غير قادر قبل أن تتحولَ إلى لعنة عليه”، في عبارة لم يقلها من سبقوه على سدة الحكم قبل الرئيس الشهيد الصمّاد، في تأكيد جديد مضمونه أن زمن تجهيل الشعب وتوسيع الفجوة بينه وبين القيادة قد ولّى.
وتأكيداً على أن العزم في المعركة ضد الفساد مستمد من التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا خلال نحو ستة أعوام، أشار الرئيس المشاط، إلى “أن المسؤولية تتلخص في أن نكونَ عند مستوى تطلعات وطموح وتضحيات شعبنا، وهذه مسؤولية كبيرة جدًّا”، مؤكّـداً أهميّة تحويل كُـلّ الصعوبات إلى فرص، وتحويل التحديات إلى تطلعات وطموح لما يصبو إليه الشعب اليمني.
واعتبر الرئيس المشاط أن الورشة بدايةَ عملية ستستمر حتى نخلص إلى برامج عمل واضحة وموحدة في إطار الرؤية الوطنية، مردفاً بالقول “الإيجابيات كثيرة ولا نحاول أن نتحدثَ عنها كَثيراً؛ لأَنَّها ملموسة ويلمسها المواطن”، في إشارة إلى التحَرّكاتِ الكبيرة التي يقودها مكتب الرئاسة والمنظومة العدلية برئاسة محمد علي الحوثي في إنصاف المواطنين وحماية الحقوق وصون المال العام، والتي ظهرت نتائجها مثمرةً على الرغم من أن الإجراءات ما تزال في بداياتها الأولى.
وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى: “الحالات الإيجابية كثيرة، وقد بدأت أنشطة لمسناها في الأيّام الماضية في ما يتعلق بتفعيل المنظومة العدلية وموضوع إدارة الشكاوى ومكافحة الفساد”، مؤكّـداً مواصلة مثل هذه الأنشطة سواء على المستوى المحلي أَو على المستوى المركزي.
ودعا إلى عدم تسييس التحَرّكات في مكافحة الفساد بقوله: “يجب أن نركز في كيف نقوي ونسد كُـلّ الجوانب السلبية والثغرات الموجودة، مُضيفاً “أريد أن أؤكّـد من خلالكم أننا لم ولن ندخل في هذا المعترك من البوابة السياسية أبداً، نحن إذَا تحدثنا عن الفساد نحن نتحدث عن معركة قيم عن معركة مبادئَ عن معركة قانون، يعني المعركة ليست معركة إعلام ولا معركة سياسية، نحن في معترَكِ معركة قانون، معركة قيم، معركة تطلعات وتضحيات شعب، هذا يجبُ أن يفهمَه الجميع، سواءٌ أكانوا مسؤولين أَو مواطنين، وأن لا نذهبَ بعيدًا أَيْـضاً ولا نسيِّسَ مثلَ هذه الخطوات”.
اعتذارٌ للموظفين الحكوميين.. صدق القيادة ومصارحتها للشعب:
ومجدَّدًا، يؤكّـد الرئيس المشاط حرصَه على الموظفين الحكوميين الذين جسّدوا ولاءَهم للدين والوطن من خلال الوقوف والصمود في احلك الظروف، مخاطباً إياهم: “أنا أقفُ أمامَكم الآن وأنا متأسّف، كلنا متأسفون جميعاً، في الصعوبات المتعلقة بموضوع الموظَّف الحكومي، الذي لم نستطع الإيفاءَ بنصف الراتب كما وجَّهنا سابقًا، طبعاً في هذا الصدد وزارة المالية اعتذرت؛ لأَنَّه بعد القرار الذي اتخذناه حصلت صعوباتٌ والعالم كله يعرف، دخلنا في جائحة كورونا، دخلنا في الإجراءات التعسفية التي قام بها العدوان على ميناء الحديدة”.
وفي هذا الصدد، أضاف الرئيس: “وزارة المالية لم تستطع أن تفيَ بالالتزام الذي الزمناها به، وهذا ما يجبُ أن يفهمَه المواطن؛ لأَنَّه الكثير يسأل، لماذا الرئيس وجّه ثم لم ينفذ؟، رغم أن الواقع والمتغيرات التي حصلت عالميًّا وليس على مستوى اليمن، كانت في هذا الصدد لدول مستقرة فما بالكم ببلدنا وهو في وضع وظروف استثنائية صعبة، أعاقتنا عن تحقيق ما يمكننا لهذا الشعب، وهذا شيء مؤسف جِـدًّا؛ بسَببِ سياسة العدوان وبسبب أشياء طارئة عمت العالم كله”.
وتابع الرئيس المشاط: “دخلنا في معتركات كثيرة في مقدمتها تلبية هموم الناس، الذي تم في الأيّام والأسابيع الماضية، هذا المعترك سنمضي فيه، كذلك فيما يتعلق بموضوع مكافحة الفساد”.
إنذار.. الشراكةُ والحزبية ليست مِظلةً للفساد:
وفي ما يتعلق بموضوع سَير عمل الحكومة والبرامج سواءً على مستوى الرؤية الوطنية أَو على مستوى توجّـه القيادة الثورية والقيادة السياسية، قال الرئيس المشاط: “هناك حالات إيجابية لكن لا أخفيكم هناك أشياءُ مقلقةٌ شيئاً ما، عندما أقول لكم فيه بعض الوزراء س أَو ص، لا أتحدث عن وزير بعينه، التقييمُ لدينا فيما يتعلق بمستوى أدائه سواءً على مستوى الرؤية الوطنية أَو على مستوى الخطط التشغيلية كجهة ومؤسّسة رسمية صفر”.
وأشَارَ إلى أنه من خلال التقييمات الأولية لوحظ مَن يوجد لديه تقييم صفر في وزارته أَو مؤسّسته تقييم صفر، مُضيفاً: “قلنا نؤجّل هذه العملية والمحاسبة، نعطي فرصة ونعمل ورشاً، في محاولة تنشيط أفكار المسؤولين ليعرفوا أين هم، أين مستواهم، أين دورهم منحنا هذه فرصة الشهرين، وعملنا على إيجاد تخطيط لهذه الورش، وطبعاً أنا شخصيًّا من أوقف هذه الإجراءات؛ لأَنَّه قلت بعد الإنذار تأتي العقوبة”.
ومن جديد يؤكّـد الرئيس المشاط أن الشراكةَ والحزبية لن تكون مِظلة لحماية الفساد والفاسدين، منوِّهًا إلى أنه “يجب أن يفهمَ الجميع أنه في إطار مسؤوليتك في إطار إخلالك بمسؤوليتك أيها المسؤول لا يحميك حزبك لا يحميك انتمائك، أنت رجل دولة بالدرجة الأولى لا تنتمي إلا إلى المواطن إلا إلى مؤسّستك، إلا إلى الدولة”.
وَأَضَـافَ: “إذا اتخذنا إجراءات وخطوات، أنت تستحقها، لا يمكن أن يحميَك مكونُك أبداً، إذَا ما عملنا على فترة إنذار وعملنا على إتاحة فرصة ليعرف كُـلُّ واحد أين دوره وأين مستواه وما يجب أن يعمل، دخلنا في إجراءات لا ينفعك لا حزبُك ولا مكونك ولا نسبُك ولا أيُّ انتماء، لا ينفعك إلا عملك وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع”.
رسائلُ للخارج.. تحويلُ التحديات إلى فرص:
وعلى غرار الرسائل السياسية الهامة التي ينبغي توجيهُها للداخل والخارج في آن واحد، للتأكيد على جدية الموقف وصوابية الخيار، قال الرئيس المشاط مخاطباً قوى العدوان: “يجب على العدوِّ أن يفهمَ أن وراء كُـلِّ صعوبة يفرضُها علينا أننا ننتج حلاً، وفعلاً دخلنا في كثير من الصعوبات والإعاقات التي يحاول العدوّ أن يوجدها ونحولها إلى حلول، سواءً على المستوى المدني والاقتصادي والمستوى العسكري أيضاً”، في إشارة إلى الانتصارات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي حقّقتها بلادنا طيلةَ الأيّام الماضية، والتي عصفت بكل أوراق العدوان وخياراته العدوانية التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وفي رسالة أُخرى لا تقبل الاستهلاكَ الإعلامي الأجوف أَو الهرطقة السياسية المفرغة، خاطب رئيسُ المجلس السياسي الأعلى النظام السعودي قائلاً: “لا يجب أن يشعر المندوبُ السعودي في مجلس الأمن بالتفاؤل، وأقول له: تفاؤلُك في غير محله طالما استمر العدوان والحصار”، وهو الأمر الذي ينذر بتصعيد جديد يجبر العدوّ على تغيير موقفه، كان قد أشار إليه متحدثُ القوات المسلحة في وقت سابق.
وفي ظل التعافي المتعاظم لمختلف القطاعات والمتزامن مع الانهيار المتصاعد في صفوف دول العدوان وأدواتها، ما تزال صنعاءُ حريصةً على السلام؛ بغيةَ توفيرِ القوة لمواجَهة الأعداء الحقيقيين في المنطقة، حَيثُ أعقب الرئيسُ المشاط رسالتَه التحذيرية السابقة بالتأكيد على أن السلامَ هو المخرَجُ الوحيدُ، متبعاً بالقول: إذَا أراد السعوديون أن يشعروا بالتفاؤل فعليهم الدخولُ إلى بوابة السلام عبر الجوانب الإنسانية، لا يجب أن يشعُرَ أحدٌ من مسؤولي دول العدوان بالطمأنينة أَو الإيجابية، حتى يدخلوا للسلام وللحلول السلمية”.