رئيس الفريق الوطني محمد عبد السلام في اتصال هاتفي مع قناة العالم: عملياتنا مفتوحة وليست مغلقة وعلى العدو أن يتوقع الرد في أية لحظة الوضع العسكري في مأرب مبشر بشكل كبير جداً وتم طرد المحتلين من معسكر ماس ومعسكرات أخرى
العدوّ السعودي ليس أميناً على مكة المكرمة والمسجد الحرام والمدينة المنورة
النظام السعودي يسقط في مستنقع الخيانة وطالما هناك عدوان ولو بغارة جوية واحدة وحصار على شخص واحد لن يكون هناك إلا الرد
تزامن عملية أرامكو مبارك وإيجابي كونه جاء بعد ساعات من مغادرة نتنياهو لأراضي نيوم
التهمة لنا بالإرهاب سياسية وتهديد للقبول بالتطبيع وهي مدعاة للضحك وإرهاصات لما قبل الحروب وليس ما بعدها
قال إن هناك تطوراً في العمليات من حيث النوع والدقة والاستهداف والمكان والزمان
المسيرة- متابعات
أكّـد رئيسُ الفريق الوطني والمتحدث باسم أنصار الله، محمد عبد السلام، أن القوات المسلحة اليمنية ستواصل استهدافَ العمق السعودي طالما استمر العدوان والحصار على بلادنا.
وقال عبد السلام في اتصال هاتفي مع قناة “العالم” الفضائية، يوم أمس: إن النظام السعودي يسقط في مستنقع الخيانة، وذلك في رده على الأنباء التي تتحدث عن اللقاءات السرية التي جمعت المجرِم ابن سلمان بنتنياهو.
وأكّـد عبد السلام، أن الشعبَ اليمني لا يستغرب هذا التقارب بين هؤلاء، مُشيراً إلى أن النظام السعودي ليس أمنيًّا على مكة المكرمة والمسجد الحرام والمدينة المنورة.
وتطرق عبد السلام إلى عدة مواضيعَ، من بينها استهداف أرامكو في جدة والعمليات العسكرية في مأرب وغيرها.
إلى نص المقابلة:
– بداية أُستاذ محمد.. ما تعليقكم حول الأنباء التي تتحدث عن لقاءات سرية جمعت ولي العهد محمد بن سلمان برئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في السعودية؟
هي إهانةٌ كبيرةٌ لنظام آل سعود، وهي سقوط أخلاقي وإنساني وسياسي وبكل ما تعنيه الكلمة من القيم والمبادئ والأخلاق والعروبة والدين وكل العلاقات التي كان يقف بها المسلم والعربي الأصيل في المنطقة لمواجهة تحديات مثل هذه، لكن نحن كشعب يمني لا نستغربُ ممن يذهبُ ليحاصِرَ اليمن وَيفتحَ أجواءَه لإسرائيل، ممن يقتل الشعب اليمني ويقدم ورود السلام لإسرائيل، ممن يستمر في استهداف شعب عربي عريق ومسلم كالشعب اليمني لـ 6 سنوات وهو يُقدَّمُ ذليلاً خاضعاً ضعيفاً خانعاً للكيان الصهيوني.
إنها معايير مكشوفة ومفضوحة، وإن هؤلاء ليسوا أمناءَ على قضايا الأُمَّــة وليسوا أمناء حتى على مكة المكرمة والمسجد الحرام والمدينة المنورة، وليسوا أولياءه إن أولياؤه إلَّا المتقون، وهؤلاء في الحقيقة يمثلون أجندة ضد هذه الأُمَّــة، ونحن بقدر ما نستنكر هذه الخطوة نؤكّـد أن الأهداف هي جرجرة هذه الأُمَّــة والمنطقة إلى مزيد من التطبيع وَإلى مزيد من الخيانة لصالح المشروع الأمريكي.
فماذا بقي للإسلام من قيمة؟ وماذا بقي للقرآن الكريم من قيمة؟ ماذا بقي للعروبة من قيمة؟ عندما نتنازل حتى عن مقدساتنا التي يدافع عنها أي إنسان؛ ولذلك نحن نعتقد أن النظام السعودي يسقط في مستنقع الخيانة والعمالة كما هو في السابق وإن بشكل سري، أَمَّـا اليوم فهو بشكل معلَن ومفضوح.
– حول استهداف محطة أرامكو في جدة أُستاذ محمد ما هي الرسالة من هذا الاستهداف؟ وثانياً هل لهذا رسالةٌ ما حول زيارة نتنياهو إلى السعودية؟
يأتي الاستهدافُ والقصف للنظام السعودي سواءً للمنشآت الحيوية ذات البُعد العسكري أَو للمطارات العسكرية، وَكذلك يأتي رداً على استمرار العدوان والحصار، الشعب اليمني يقصَف لستة أعوام ويحاصَر، ويموتُ أبناءُ اليمن بِسبَبِ الأمراض ولا يستطيعون الخروج من اليمن؛ بسَببِ الحصار.. الطلاب والتجار والعالقون والمواطنون ممنوعون من العودة إلى اليمن المحاصَر جواً وبراً وبحراً، وكذلك القصف اليومي للطيران الأمريكي السعودي.
وهذا الرد يأتي لنؤكّـد على موقفنا الثابت أنه طالما استمر العدوان والحصار فَـإنَّ عملياتِ الرد على العدوان ستكون مستمرةً بالزمان والمكان الذي تحدّده طبيعةُ وظروفُ ومعطياتُ العمليات العسكرية للقيادة العسكرية والقيادة السياسية، وطالما هناك عدوان حتى بغارة جوية واحدة، وحصارٌ حتى لحصار شخص واحد لن يكون هناك إلَّا الرد، وهذا الرد مكفولٌ وكفله القرآن الكريم: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)، (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ) (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)، كما أن الرد تقره القوانينُ البشرية، وعندما يأتي البعضُ ليستنكرَ ما نعملُه نقول له: نحن لا يهمنا أن تستنكر والشعبُ اليمني يُقتل لست سنوات ويُقصَف بالطائرات الأمريكية والسعودية، وسيكون هناك رد هذا أولاً، ثانياً: المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أعلن قبل فترة أنه طالما استمر العدوان واستمر الحصار فستكون هناك عملياتٌ مؤلمة.
ونصح المدنيين والشركات الأجنبية بالابتعاد عن المقرات والمواقع والمنشآت ذات البعد العسكري، ونحن نجدد هذا الموقف ونؤكّـد أنه لن نتوانى ولن نتردّد لحظة واحدة في الدفاع عن أنفسنا والدفاع عن كرامتنا وشعبنا وحريتنا والدفاع عن أطفالنا والدفاع عن نسائنا، والدفاع عن حقوقنا مهما كانت التحديات.
أما الرسالة فتحدّدها مقتضيات الوضع العسكري، ونحن نقول: هذا التزامن إيجابي أن يُقصَفَ هذا النظام الظالم والمفسِد والخائن والعميل والمعتدي على الشعب اليمني بعد ساعات من مغادرة “نتنياهو” لأراضي “نيوم”، فهو تزامنٌ مبارك وتزامن إيجابي، ويجب أن تتحَرَّكَ شعوبُ الأُمَّــة بالمظاهرات وبالكلمة وأن يقولوا كلمتَهم أمام الله وأمام التأريخ، ليواجهوا العدوان على اليمن ومواجهة الاستكبار في مرحلة التطبيع الذي يتحَرّك فيها نظامُ آل سعود؛ في محاولة لجر بقية الأنظمة في مثل هذه العمالة.
العمليات تأتي في تطور نوعي من حَيثُ النوع والدقة والاستهداف والمكان والزمان.
إضافة إلى ذلك، فَـإنَّ مثل هذه العمليات العسكرية تأتي في تطور نوعي وتأتي في تطور من حَيثُ النوع ومن حَيثُ الدقة ومن حَيثُ الاستهداف والمكان والزمان، ولم تستطع بطارياتُ الباتريوت ولم تستطع تلك الأموالُ أن توقف صواريخنا ولم يستطع الحصار ولم يستطع الترهيب والترغيب ولا الالتفاف أن يوقف عمليات الرد لهذا العدوان الظالم والغاشم، ونحن مستمرون ما بقي في عروقنا دم، وما بقية فينا كرامة سنستمر في مواجهة هذا العدوان.
– أُستاذ محمد.. إذاً هذا الاستهداف هو رد بشكل أَسَاسي على مواصلة العدوان والحصار بحق الشعب اليمني، ولكن هذا الرد اليوم مع هذه الرسائل الذي يحملُها في هذا التوقيت، هل سيكون الردُّ مفتوحاً أَو ضمن حدود؟
هذا يحدّده الوضعُ العسكري والقائمون عليه ممن لديهم معطيات كاملة ميدانية ولديهم المعطيات اللوجستية الكاملة في كيفية العمليات، لكن نحن نتحدث عن مسار ثابت وأَسَاسي وهو أن هذه العمليات مفتوحة وليست مغلقةً، وعلى العدوّ أن يتوقع الرد المستمر في أية لحظة، فطالما هناك عدوان وحصار على شعبنا اليمني فَـإنَّ الرد سيستمر، إن الليلة أَو غداً أَو بعد غدٍ أو بعد أسبوع أَو بعد شهر أو بعد سنة.. بالكثرة الزمنية التي سيستمر فيه العدوان سيكون فيها الرد، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي النظام السعودي ليقتل الشعب اليمني بدم بارد، وأن يحاصر هذا الشعب العظيم والعريق في عدوان ظالم لا مبرّر له، والمفروض أن هذا العدوان والحصار وهذه القسوة والغلظة تتجه إلى العدوّ الصهيوني، تتجه إلى أعداء الأُمَّــة، فالشعب اليمني شعب مسلم لم يصدر عنه أي أذى لجيرانه، وهو يتميز بعلاقات إيجابية مع سلطنة عُمان، وعلاقات جيدة مع محيطه العربي، باستثناء هذا الذي اعتدى عليه، ومن اعتدى علينا نحن يجب أن نرد عليه؛ ولهذا نحن نعتقد أن الرد مفتوح وممكن ومتاح إلَّا في حالة توقف هذا العدوان والحصار.
– طيب أُستاذ محمد.. ماذا عن الموقف العسكري في مأرب تحديداً بعد تحرير معسكر ماس؟
الوضعُ العسكري في مأرب مبشِّر بشكل كبير جِـدًّا، وحصل تقدمٌ مستمر، وإن لم يكن هناك إعلان رسمي عن الموضوع لكن نحن نؤكّـد على أن العمليات العسكرية في مأرب وفي ما تلاها من المناطق سواءً المجاورة لمحافظة البيضاء أَو المجاورة لمحافظة الجوف، أَو في عمق الجبهة المتجهة نحو عمق مأرب، هناك توجّـه وتقدم كبير، ويعتبر تقدماً مهماً، وهو تقدم استراتيجي في طرد المحتلّين الذين كانوا يتواجدون في معسكر ماس ومعسكرات أُخرى في مناطقَ عسكرية يحتلُّها جنود موجودون من السعودية أَو من الإمارات، ومعهم أذناب من المرتزِقة الذين باعوا كرامتَهم وباعوا قيمَهم ضد أبناء شعبهم؛ ولهذا نحن نعتقدُ أن المسارَ العسكري هو مسارٌ يحظى بتقدمٍ كبيرٍ وباهتمامٍ، والفضلُ فيه لله سبحانَه وتعالى ولصمودِ أبناء شعبنا والتفاف كل مكوناته وأطيافه السياسية والشعبيّة والاجتماعية في مواجهة عدوان، هو مَن اعتدى علينا وهو من جاء إلى بلدنا وهم مَن يتواجدون بجنود محتلّين على أرضنا؛ ولهذا نحن نعتقدُ أن العملياتِ المشروعةَ مستمرةٌ، والتقدم الذي حصل مؤخّراً هو تقدم مهم؛ لأَنَّ تلك المنطقة تعد بوابةً شرقيةً، ولاقت تفاعلها على المستوى الاجتماعي والسياسي، عندما تصبح ما تسمى بحكومة الشرعية لم يعد لها موطئ قدم وقد تآكلت بفعل العدوان، الفعل الطبيعي لمن يقدم بلدَه على طبقٍ من ذهب للغزاة والمحتلّين، وأن يتقسم ويتجزأ ويتشرذم وأن يحصل به ما يحصل؛ ولأنَّنا في بلدنا في ساحتنا نتحَرّك في مكاننا الطبيعي، أَمَّـا هؤلاء فهم طارئون باحتلالهم وبعدوانهم، وهم من سيذهبون من هذا البلد عاجلاً أو آجلاً.
– سمعنا مؤخّراً بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تصنيفَ حركة أنصار الله كمنظمة أَو حركة إرهابية.. ما تداعياتُ وتأثيرُ ذلك في ظل ما تمر به اليمن والمنطقة من منعطف خطير؟
دعني أؤكّـدُ أن ما يسمى بالإرهاب هو اتّهامٌ سياسي لم يعد له أيُّ تأثير على أرض الواقع، أَمَّـا نحن في اليمن عندما يأتي الطرفُ الذي يقتلُك ويقتل أطفالك ونساءك ويدمّـر منزلك ويستهدف منشآتِك العسكريةَ والخدمية: الطريق والمستشفى والجسر والمدرسة خلال 6 سنوات بأشدّ أنواع القصف والحرب والعدوان والحصار، حتى على مستوى الحصار الاقتصادي وعلى أقل المواد الغذائية البسيطة، ثم بعد ذلك يأتي ليهدّدَك بالإرهاب، هذا كلامٌ ساذجٌ لا قيمةَ له؛ لأَنَّ ما يترتب على مفهوم الإرهاب قد حصل وأكثر، وقد مارسوا الإرهابَ والمجازر والجرائم والغطرسة بحق الشعب اليمني.
ومع ذلك يأتي الطرفُ الذي عمل بك الأفاعيلَ واستهدفك بكل أنواع الاستهداف ثم يقول: إني أفكر أن أعتبرك بأنك سيئ..، هذا مدعاة للضحك، وهو غير مقبول، ثانياً: ما يتم الإشارة فيه إلى الإرهاب هي تهم سياسية لا يمكن أن تقدِّمَ أَو تؤخر.
لأنه ما هو الشيء الذي تركوه لشعبنا أَو لقيادتنا أَو للسلطة السياسية الموجودة في صنعاء؟ ما هو الذي تركوه حتى نخشى أن لا يفوت، الاستهدافُ قائم والقتل قائم، والحصار قائم، وتم نقل البنك وأغلقوا بوابات التحويل إلى المجتمع الدولي، وعاقبوا كُـلّ الشركات والتجار حتى الذين ليس لهم ضلعٌ إنما اشتباه، عاقبوهم وسجنوهم وطردوهم وأخذوا أمواهم، فماذا سيعمل بعد؟
إنه تحصيل حاصل، ونحن نعتقد أن “ترامب” يعيش حالةً انتقاميةً ويريدُ أن يخلطَ الأوراق، ربما للإدارة الأمريكية القادمة، أَمَّـا على المستوى العملي فـلا يهمنا مثل هذا القرار حدث أم لم يحدث، أن يأتيَ القاتلُ وهو يقتلك ليقول: سأعتبرك سيئاً، فهذا تعبيرٌ عن الضعف وتعبيرٌ عن الفشل بأن الاتّهام بالإرهاب هو يعد إرهاصات ما قبل الحروب وليس ما بعد الحروب.
أما بعد الحرب فقد ارتكبت أكبرَ من تصنيفنا بالإرهاب، أَمَّـا على واقعنا العملي فمثلُ هذا القرار لم يقدم ولم يؤخر على الإطلاق، بل ربما سيضُرُّ الأممَ المتحدة وما تبقى من أعمال إنسانية ومخابراتية في الحقيقة لخدمة هذه الدول.
أَمَّـا نحن فموقفُنا ثابتٌ لم ولن يتغير في ردنا ودفاعِنا، والثبات على موقفنا، صنّفوا أم لم يصنفوا، فعلوا أم لم يفعلوا، فهذا تحصيل حاصل، وأصبحت تهمةً سياسيةً، وقد لاحظنا ماذا عملوا بالسودان، وأصبحت التهمةُ بالإرهاب تهديداً حتى تقبل بالتطبيع لترفع عنك، ولاحظناهم يتجهون إلى طالبان ويلتقون بهم وهي جذرُ الإرهاب وهي مَن يقولون إنها أَسَاسُ الإرهاب وها هم يلتقون بها ويتحاضنون، فهذه تهمة لن يكن لها أيُّ أثر بفضل الله سبحانه وتعالى سواء، حصلت أم لم تحصل.