صاروخ قدس 2 المجنح على أرامكو جدة أوصل رسالة للعدو السعودي بأن القادم سيكون عسيراً
بن حبتور: كُـلّ أهدافنا في دول العدوان “مشروعة” ومن أراد السلام عليه إيقاف العدوان والحصار
العميد الثور: الضربة النوعية رسالة للكيان الصهيوني بأنه لن يسلم من ضربة عسكرية قوية إذَا ارتكب أية حماقة
العقيد شمسان: بنك الأهداف يتسع وعلى العدوّ السعودي أن يأخذ التحذيرات على محمل الجد
اللواء الجفري: العدوّان الصهيوني والسعودي يدركان ماذا تعني هذه الضربة خُصُوصاً في هذا التوقيت
مسؤولون وخبراء عسكريون وسياسيون لـ “المسيرة”:
المسيرة- خاص
أفاقت مدينةُ جدة السعودية، يومَ أمس على وَقْـــعِ انفجارات عنيفة، وهرعت سياراتُ الإطفاء تجوبُ الشوارعَ لإطفاء الحريق، في حين لم تتمكّن السلطاتُ الأمنية من إخفاء ما حدث.
فمع مطلع الفجر كان صاروخ قدس 2 يخترق الأجواء والحُجُبَ، ليصيبَ هدفاً دسماً هو عبارة عن محطة لتوزيع النفط بالمدينة، التي تعد من أهم المدن العربية من الناحية الاقتصادية.
وجاء توقيتُ الضربة النوعية في ظل ضجيج الصحف العربية والدولية بشأن الزيارة السرية لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، إلى المملكة، ومع وجود وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، في السعودية، ليوصل رسالة من اليمن بأن “الزياراتِ السريةَ للصهاينة ستقابلها هجمات معلَنة بصواريخ القدس المجنحة”، وفي استخدام صاروخ قدس2 الكثير من الدلالات أَيْـضاً.
وبعد دقائق فقط من العملية، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن يحيى سريع في بيان مقتضَبٍ نجاحَ هذه العملية، لافتاً إلى أن الصاروخ قدس 2 دخل الخدمة مؤخّراً بعد تجاربَ عملياتية ناجحة في العمق السعودي لم يعلن عنها بعدُ، بمعنى أن هذا الصاروخ كان قد استُخدم عدة مرات، وكان له تأثيره على النظام السعودي، وأن الإعلان اليوم له دلالة بأن الصاروخ سيكون ذا فعاليةٍ في المرحلة المقبلة، والدليل على ذلك هو تأكيدات العميد سريع بأن “الإصابة كانت دقيقة جداً”..
وبما أن العملية النوعية قد أربكت العدوّ السعودي ولم يتمكّن من إخفاء هذه الحقيقة، أَو “التستر” عن اللقطات التي صَوَّرت ما حدث، فَـإنَّها بالتأكيد سيكون لها الكثير من الأبعاد والرسائل والأهميّة الاستراتيجية، وخَاصَّة في هذه المرحلة الحساسة، وفي ظل استمرار العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني على بلادنا وعدم توقف الغارات والحصار على الشعب اليمني.
وهنا يؤكّـد العميد سريع أن هذه العملية تأتي ردًّا على استمرار الحصار والعدوان، وفي سياق ما وعدت به القوات المسلحة قبل أَيَّـام من تنفيذ عمليات واسعة في العمق السعودي”، وهو ما يعني أن التهديدات التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية ليست “عبثية”، وعلى العدوّ السعودي أن يأخذها من الآن وصاعداً على محمل الجد.
ولأن العملية النوعية كانت “مؤلمة” بالتأكيد على العدوّ السعودي والأمريكي والصهيوني، فَـإنَّ المتحدثَ باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع يعود لينبه من جديد بقوله: “نجدد نصحنا للمواطنين والشركات الأجنبية العاملة في السعودية أن عملياتنا مستمرة، وأن عليها الابتعاد عن المنشآت الحيوية الهامة كونها ضمن بنك الأهداف”، وعليه فَـإنَّ تمادي العدوان واستمراره في ارتكاب الجرائم والحصار لن يمر بسلام طالما والأسلحة المجنحة من نوع قدس في الوجود.
رئيس حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء الدكتور عبد العزيز بن حبتور بارك هذه العملية، وقال في تصريح صحفي: إنَّ كُـلَّ أهدافنا في دول العدوان مشروعة، مهنئاً وزارة الدفاع والقوات المسلحة على الإنجاز النوعي باستهدافِ محطة أرامكو في جدة بصاروخ قدس 2 المجنح.
وَأَضَـافَ بن حبتور أن مَن يريد السلم عليه أن يوقفَ العدوان والحصار، مؤكّـداً أن استمرار الحصار لا يمكن أن يبقى دون رد.
رسالة للكيان الصهيوني
ويرى الخبير والمحلل العسكري الاستراتيجي، العميد الركن عابد الثور، أن القصف في هذا التوقيت له دلالة كبيرة، فاليمن جاد وماضٍ قدماً في تحقيق ضربات نوعية في العمق الاستراتيجي، وهي ترسل رسائلَ للنظام السعودي -ولعلها الأكثر رعباً للنظام السعودي- خَاصَّة في هذا التوقيت بعد انتهاء قمة العشرين ووجود وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ويشير العميد الثور إلى أن العملية النوعية جاءت في ظل الحديث عن انعقاد لقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو ورئيس الموساد في السعودية، فهي رسالة للكيان الصهيوني بأن اليمن لن يتهاون مع أية حماقة ترتكبها إسرائيل، وسيكون مستعداً لتوجيه ضربة عسكرية قوية في العمق الإسرائيلي إذَا ارتكب حماقة.
ويوضح العميد الثور أن المرحلة القادمة ستكون عصيبة على النظام السعودي، وهي تحمل مرحلة عسكرية شاملة سيتم فيها توجيه ضربات قد تكون الأكبر في تاريخ المعركة، مُشيراً إلى أنه ولأول مرة يستبق المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية الضربةَ بتهديدٍ يحدّد فيه المكانَ والسلاحَ المستخدَم.
ويؤكّـد العميدُ الثور أن السعوديةَ أصبحت اليوم مسخرة أمام العالم وتم تحجيمُ النظام السعودي، فالأسلحة التي تشتريها السعودية تفشل في صد هذه الهجمات، في حين أن الأسلحة اليمنية ترسل صواريخ قدس 2، في دلالة على أن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب اليمني ولن يتهاون الشعب اليمني مع هذه قضيته المحورية.
من جانبه، يوضح الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، أن الضربة النوعية في جدة هي رسالة واضحة للعدوان بأن كُـلّ الأهداف في السعودية ستكون مستهدَفة من قبل القوات اليمنية الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، وعليها أن تدرس تلك الخيارات، مؤكّـداً أن بنك الأهداف يتسع وأن على النظام السعودي أن يأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد؛ كون القوة اليمنية بشكل عام تحول الأقوال إلى أفعال.
ويشير العقيد شمسان إلى أن السعودية تحاول تسويقَ نفسها على أنها راعية للسلام وذلك من خلال قمة العشرين وتقدم نفسها بأنها دولةٌ ذات حضور، لكن أهداف العملية أوصلت رسالةً بأن السعودية ليست بيئةً آمنة للاستثمار؛ كونها تشن عدواناً غاشماً على الشعب اليمني وترتكب المزيدَ من الجرائم.
ويؤكّـد العقيد شمسان لصحيفة المسيرة، أن القوات اليمنية لديها القدرة والإمْكَانية لمواجهة تحالف العدوان إذَا ما استمر في تماديه في ارتكاب الجرائم وتشديد الحصار على الشعب اليمني.
وتطرق العقيد شمسان إلى نوعية الصاروخ المستخدم في العملية، موضحًا أن الصاروخ الجديد قدس 2 دخل الخدمة في ظل الزيارة التي قام بها بومبيو إلى المنطقة وهي تحمل دلالة بعيدة بأننا لا زلنا متمسكين بالقضية الفلسطينية وهناك رسائل أُخرى توصلها مثل هذه الصواريخ، لافتاً إلى أنه ومع استهداف هدف اقتصادي فَـإنَّ كُـلّ المنشآت الاقتصادية السعودية ستكون غير مهيأة للاستثمارات وهي أهداف مشروعة للشعب والجيش اليمني ولجانه الشعبيّة طالما استمر هذا العدوان في ارتكاب جرائمه بحق بناء الشعب اليمني.
ويبين شمسان أن هذه الضربة وجهت رسائل متعددة ومختلفة من حَيثُ التوقيت والانتصارات الميدانية التي يحقّقها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهة الشمالية الشرقية أَو من حَيثُ الأبعاد الإقليمية وأبعاد القضية الفلسطينية، مؤكّـداً أن جميعَ هذه الرسائل ناجحة وذات أهميّة قصوى بدخول صاروخ جديد للخدمة أصاب هدفة بدقة عالية لمنشأة اقتصادية تم استهدافُها إلى جانب قدراتنا العسكرية الصاروخية التي استطاعت أن تتجاوز كُـلّ الأنظمة الدفاعية التي أنفقت عليها السعودية عشرات المليارات ورغم ذلك وقفت عاجزة أمام صواريخنا التي استطاعت أن تخترقها وتصل إلى هدفها بدقة، أَيْـضاً ما تمثله هذه المنشأة من أهميّة اقتصادية للمملكة وخَاصَّة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها”.
قدس 2.. سرعة فائقة جِـدًّا ودقة عالية في الإصابة
وَيوضح اللواء عبد الله الجفري وهو الخبير والمحلل في الشؤون العسكرية، أن الصواريخ المجنحة تعتبر من الصواريخ الحديثة والمتطورة التي تمتلك سرعةً فائقةً جِـدًّا ودقة عالية في إصابة الأهداف، ولديها من المناورات التي بإمْكَانها أن تخترقَ تلك المناطق ذات التضاريس في المناطق الوعرة، وتحمل من الرؤوس المتفجرة التي بإمْكَانها أن تدمّـرَ تلك المنشآت العسكرية والاقتصادية، ولا تستطيع كشفَها وسائلُ الرادارات أَو إسقاطها، وتطير على ارتفاع منخفض وتُستخدمُ لضرب الأهداف التي لا يتجاوز ارتفاعُها أكثرَ من 500 متر عن سطح البحر.
ويؤكّـد العميد الجفري أن هذه العملية تحمل عدة رسائل على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، فهي من حَيثُ الدلالة العسكرية وأهميتها فَـإنَّ ما يحمله الصاروخ من رمزية وهو قدس 2، في إشارة إلى الأراضي المقدسة في فلسطين التي يحتلها الكيان الصهيوني بعد أن تناقلت وسائل الإعلام، يوم أمس، وصول وزير الخارجية الأمريكي ورئيس الوزراء الصهيوني إلى هذه المنطقة والالتقاء بولي العهد محمد بن سلمان؛ ولذلك كانت هذه بمثابة رسالة سياسية، بأنه مهما تكالبتم ومهما حاولتم أن تقفوا إلى جانب النظام السعودي لن يكون في مأمن بعد اليوم وَإذَا لم يوقف عدوانه ويرفع حصاره على الشعب اليمني.
ويواصل العميد الجفري حديثه قائلاً: النظام السعودي اليوم لم يستطع كشف هذه الصواريخ بما يمتلكونه من تقنية حديثة ومتطورة بتلك الامبراطوريات الغربية، وبالتالي نكون قد تفوقنا في هذه العملية، مبينًا أن هذه العملية أتت في سياق الرد الطبيعي؛ نتيجةً لاستمرار العدوان والحصار المطبق للعام السادس على أبناء الشعب اليمني، وهذه من إطار الأهميّة في الصراع العسكري.
ومن الناحية الاقتصادية، يقول اللواء الجفري: إن شركةَ أرامكو تعد أحد الركائز للاقتصاد السعودي، وهذه الضربة لم تكُن الأولى بل سبقها ضربات سواءً في حقل الشيبة وبقيق وخريص أَو في الرياض وكذلك في أنابيب النفط في محافظة العفيف، مؤكّـداً أنها ضربة مؤلمة ومؤثرة وأصابت أهدافها بدقة.
ويضيف العميد الجفري، أن العملية في سياق الاستراتيجية العسكرية التي تم الإعلان عنها من قبل الجيش واللجان الشعبيّة على قاعدة السن بالسن والعين بالعين، حَيثُ وقد نفذت من خلال هذه الاستراتيجية المراحل الأولى والثانية والثالثة والرابعة، إلَّا أن هذه العملية مختلفة تماماً؛ لما تحمل من دلالات هامة، والمملكة ونظامها والكيان الصهيوني يدركون ماذا تعني هذه الضربة خُصُوصاً في هذا التوقيت، إضافة أن الصاروخ قدس 2 -لأول مرة يتم استخدامه، أُزيح الستار عنه ودخل إلى منظومات الصاروخية وَأَيْـضاً إلى أرض المعركة، رغم أن هناك عمليات تجريبية لم يتم الإعلان عنها- استطاع أن يحقّق تلك الأهداف من خلال هذه الضربة.
ويتابع اللواء الجفري بالقول: القوة الصاروخية تمتلك قدرات بإمْكَانها ليس فقط ضرب منشآت في جدة، بل الوصول إلى الكيان الصهيوني، وهذا ما تحدث به قائد الثورة في ما إذَا تداعت إسرائيل وشنت عدوانها على اليمن، وَقال: لدينا من (القوة الصاروخية) ولم يقل من القدرات العسكرية بل الصاروخية التي لها القدرة على الوصول إلى مواقعَ هامة وحسَّاسة، في إشارة منه إلى مفاعلَ ديمومة النووي والذي يبعد حوالي 1800 كيلو متر في خط مستقيم، والذي يؤكّـده قائدُ الثورة أن هذه الصواريخَ ستُستخدَمُ من حَيثُ الأهميّة والرمزية التي يحملُها هذا الصاروخ قدس 2.
ويؤكّـد اللواء الجفري أن هناك مفاجآتٍ سيتم الإعلانُ عنها في الأيّام القادمة، بناءً على ما تحدث به قائد الثورة، وعندما يتحدث قائد الثورة يَفي قولاً وفعلاً، مردفاً: ونحن بانتظار هذه المفاجآت؛ لأَنَّ معركتنا اليوم في عمقها التاريخي أمام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ومن يقف خلفهم من دول البعران.