على وقع قمة الغفران يدكها قُدسٌ يماني
منتصر الجلي
هي لغةُ الحكمة وفلسفة الانتصار، وكما يقولون (لكل مَقام مقال)، وحريٌّ بشعبنا المحاصَر المعتدى عليه، المقتول صباحاً ومساء، أن يقول كلمة الفصل في نهاية مواسم الحصاد العالمية التي يجني منها كُـلُّ طاغوت قروشَه وكل شيطان فوائدَه.
انعكاساتُ وتفاصيل مقعّرة المرايا، تجول حول المعترك السياسي والميداني مع قوى العدوان، هذه الانعكاسات التي لا يكون لها نتائج ذات معايير قيمية كبرى، فقط مسار تصاعدي مع الوقت ينمو، ليكون معادلة قاصمة للنظام السعودي.
ساعات كانت في واقع الرياض تلك عاصمة السوء، وهي تستضيف ما يسمى بـ “قمة العشرين”، تلك القمة التي جمعت كُبريات الأنظمة العالمية بممثلي دولها وقادتها، قمةٌ في دار قرن الشيطان وبحضور الشيطان الأكبر، وفي اجتماعهم الافتراضي الأكبر، كبَّر اليمانيون بصرخة الله أكبر على من في العالمين وجوداً.
وفي ساعات تزامنت مع قدرة الله لشعبنا، تزامن معها رجوم الشياطين وهم يحومون حول ملفات المنطقة، على رأسهم الكيان الإسرائيلي نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، ورئيس الموساد الإسرائيلي، في لقاء ثلاثية الشر مع ابن سلمان المهفوف، بمدينة “نيوم” المغتصبة قسراً.
لكن تضع الحكمة أجنحتها للقيادة اليمنية بضربة استباقية يجنح فيها المُجَنّح، ويحط القدس 2 على قاتل شعب القدس فلسطين، يدك المجنح اليماني الباليستي أراضي المملكة السعودية على محطة توزيع الطاقة أرامكو بجدة، مدينة اللهو والبشاعة.
للحليم أن يفهم أن دلالةَ الضربة اليمنية لأرامكو المتزامنة مع القمة الافتراضية الـ20 واللقاء الذي جمع ابن سلمان ورئيس وزراء كيان العدوّ الإسرائيلي ومن معه، أنها رسالةٌ استراتيجية بامتيَاز لدول العدوان، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تلك الدول التي تبيع الأسلحةَ للنظام السعودي لارتكاب جرائمه اليومية في اليمن وقتل اليمنيين أطفالاً ونساءً، دون مسوّغ لجرائمه على مدى ستة أعوام من الصمود، رسالة ظاهرها الضربة الاستراتيجية اليوم وباطنها أننا قوة لا تنكث، وأننا ما زلنا قوة تتصاعد يوماً تلو يوم، فأوقفوا عدوانَكم تتوقف ضرباتنا اليمانية الرادعة.
في حبكة للمسار السياسي والرد الدفاعي وأروقة التطبيع تكشف أنظمة العدوان مع الكيان الإسرائيلي وصكوك الغفران التي تجمعها السعوديةُ من دول العالم الكبرى لإضفاء شرعية لكلِّ جرائمها في حربها على اليمن وغيره، كما هي رداء تحاول لبسَه عن فضائح جرائمها الخارجية، منها جريمة خاشقجي، تظهر اليوم وكأنها الودود المتنزهة عن جرائم الإنسانية وفي الحقيقة هي المجرم نفسه.
إن زيارةَ نتنياهو لابن سلمان تحمل في كواليسها إنتاجاً جديداً من فيلم التطبيع والاستعمار، ولربما رؤية لشرق أوسط ستبدو ملامحه مع إدارة المرشح الجديد للبيت الأبيض “بايدن”؟ فبعد فوز بايدن سارعت المهلكةُ على منابرها وفتوى علمائها بتكفير ما يسمى جماعة “الإخوان” ثم البدء بمسارات عملية تُمهّد لمنزلقٍ كبير سيكون في واقع الأُمَّــة إذَا لم تحصل اليقظة الشعوبية عن قريب.
إذ أننا أمام منعطفات تتصاعد، ومتدحرجات عدوانية تبرزُها مستجداتٌ كثيرة، بدءاً من العدوان السعودي على شعبنا وما يترتب على ذلك من تصاعد الانتصارات التي يحرزها شعبنا اليمني على مستوى جميع الجبهات، والتي منها وأبرزها الحد الشمالي الذي هو خاصرة المملكة، وسقوط أنقاض المرتزِقة في مارب والفتح القريب لمارب، والتي كان آخرها سقوط وتحرير معسكر ماس الاستراتيجي بيد جيشنا ولجاننا، وكما الواقع على الأرض هو النصر قاب قوسين أَو أدنى، وهذا النصرُ ما سنشهده في الأيّام القادمة بعون الله وفضله.